اتُّهم أحد كبار السياسيين في الهند بعدم احترام النساء بعد تلميحه إلى أنّ لون الملابس الداخليّة لمنافسته قد أظهر ألوانها السياسيّة الحقيقيّة.
ووصفت رئيسة "اللجنة الوطنيّة للمرأة" هذه التعليقات التي أدلى بها زعيم حزب "ساماجوادي" اليساري، أحد أحزاب المعارضة الرئيسة في الانتخابات العامة الجارية في البلاد، بأنها "مخزية للغاية".
وأتى حديث آزام خان في اجتماع حاشد في ولاية "أوتار براديش"، أدلى أثناءه بتصريح اعتُبِر أنّه يشير إلى منافسته جايا برادا، وهي ممثلة دخلت عالم السياسة، تقاتل من أجل تمثيل حزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم عن مقعد مقاطعة "رامبور".
كان المتنافسان زميلين سابقين في حزب "ساماجوادي" قبل أن تنفصل عنه السيدة برادا وتنضم إلى حزب "بهاراتيا جاناتا"، وكان ذلك هو التاريخ الذي لمّح إليه السيد خان بقوله "أحضرتها إلى رامبور، وعرّفتها إلى شوارع رامبور... وأنتم اخترتوها لتمثلّكم على مدار 10 سنوات".
وفي كلمته أمام الحشد، أضاف "لقد استغرقكم الأمر 17 عاماً لفهم الوجه الحقيقي لهذه الإنسانة. بينما أدركت خلال 17 يوماً أنّ ملابسها الداخليّة لونها كاكي".
الكاكي هو اللون المرتبط بـ"راشتريا سوايامسيفاك سانغ"، وهي حركة قوميّة هندوسيّة يمينيّة يُنظر إليها بوصفها المنظمة الأيديولوجية الأم لحزب "بهاراتيا جاناتا".
قد يبدو ذلك التصريح معتدلاً مقارنة بأنواع تصريحات أدلى بها زعماء غربيون في حملات انتخابيّة، ولكن الإشارة إلى الملابس الداخليّة في الهند المحافِظة أدّت إلى رد فعل عنيف.
وأفادت الشرطة عن تقديم شكوى جنائيّة ضد السيد خان في مركز تابع لها في مدينة "شهاباد" في ولاية "أوتار براديش"، فيما دُعيَتْ لجنة الانتخابات في الهند إلى الحكم بشأن مدى خرق تعليقات خان، "المدوّنة النموذجيّة لقواعد السلوك"، وهي مجموعة القواعد التي تتحكم بكيفيّة تصرّف السياسيّين والأحزاب ووسائل الإعلام أثناء فترة الانتخابات.
بعد مراجعة مقطع فيديو لتجمع حزب "ساماجوادي" اليساري كان متداولاً على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، لفتت السيدة برادا إلى أنّها ليست المرة الأولى التي يصرّح فيها خان بـ"تعليقات ضدي".
وأبلغت "وكالة آسيا للأنباء" أنه "يجب ألا يُسمح له (خان) بالمنافسة في الانتخابات، ففي حال فوز هذا الرجل، ماذا سيحدث للديمقراطية؟ لن يكون هناك مكان للنساء في المجتمع".
وفي بيان لها، صرحت "اللجنة الوطنيّة للمرأة" بأن تعليقات السيد خان كانت "مسيئة وغير أخلاقية وتظهر قلّة احترام لكرامة المرأة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كذلك دعا سوشما سواراج، وهو أحد كبار الوزراء في حكومة ناريندرا مودي التابعة لحزب "بهاراتيا جاناتا"، قيادةَ حزب "ساماجوادي" إلى عدم ارتكاب "خطأ" التزام الصمت حيال هذه المسألة. وقيل إنّ أخيليش ياداف رئيس حزب "ساماجوادي" ورئيس وزراء ولاية "أوتار براديش" السابق، كان حاضراً على المسرح يوم الأحد الفائت عندما أدلى خان بتلك التصريحات.
حتى حزب "المؤتمر" المعارض، المتحالف مع حزب "ساماجوادي" في بعض الولايات، انتقد سلوك السيد خان. وفي ذلك الإطار، بيّنت بريانكا تشاتورفيدي، المتحدّثة الوطنية بإسم حزب "المؤتمر" أنّ التعليق "غير لائق على الإطلاق، وذلك النوع من الخطاب يحتاج إلى إدانة من الجميع". وأضافت أنّ حزب "بهاراتيا جاناتا" قدّم أسباباً أكثر من كافية للانتقاد من دون الحاجة إلى "الانحدار في الخطاب إلى تعليقات التفرقة الجنسيّة وكراهية النساء".
ونفى السيد خان، رداً على حالة الغضب التي حدثت يوم الاثنين (أمس)، أن تكون تصريحاته موجهة إلى السيدة برادا. وادّعى أنّ التعليق حول الملابس الداخليّة كان تكملة لحكاية عن رجل هدّده ذات مرة بالقتل، مضيفاً أن "السراويل القصيرة يرتديها الرجال أيضاً".
وفي حديث إلى "وكالة آسيا للأنباء"، أورد أنه "كنت وزيراً و أنا أعرف ماذا أقول. إذا أثبت أحد أنني قمت بتسمية شخص أو أهنت أحداً بالإسم... إذا ثبت ذلك، فسوف أنسحب من الانتخابات".
وقد بدأ التصويت في الهند بتاريخ 11 أبريل (نيسان) الجاري، في انتخابات هائلة الحجم تستمر ستة أسابيع. وسوف تشهد المرحلة التالية إجراء تصويت في 15 ولاية في 18 ابريل، بينما سيذهب التنافس على مقعد ولاية "رامبور" إلى صناديق الاقتراع في 23 أبريل. تُختتم الانتخابات بعد سبع مراحل، وسيجري فرز النتائج في 23 مايو (آيار).
© The Independent