Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

برودة الطقس قد تشعل الطلب على النفط في بداية 2021

توقعات بتحسن الأسعار مع تلبية الاستهلاك المتزايد على الوقود وامدادات الطاقة

توقعات بنمو الطلب على النفط مع اشتداد الأجواء الباردة  في وقت بات خفض الانتاج عاملا داعما آخر لانتعاش الأسعار ( غيتي )

 

تمثل الأجواء شديد البرودة بمناطق واسعة من النصف الشمالي للكرة الأرضية عاملاً مساعداً في نمو الطلب على مصادر الطاقة المختلفة (النفط، الغاز، الفحم) ما عزز ارتفاعات الأسعار التي دعمها بشكل أساسي خفض السعودية إنتاجها بمقدار مليون برميل يومياً.

وبحسب ما قاله محللون ومختصون في شؤون الطاقة، فإنه من المتوقع استمرار درجات الحرارة المنخفضة حتى نهاية يناير (كانون الثاني) الحالي في أنحاء أوروبا وآسيا أكثر من المعتاد بكثير، موضحين أن درجات الحرارة المنخفضة تعزز ارتفاع الأسعار بجانب اتفاق "أوبك+".

وتعد بداية عام 2021 في أوروبا، أكثر برودة من العام الماضي، وتوقعات درجات الحرارة للنصف الأول من شهر يناير أكثر برودة بكثير، مما كانت عليه في فصول الشتاء الثلاثة السابقة، ويجبر الطقس البارد حالياً أوروبا، على إنفاق احتياطيات الغاز المخزنة تحت الأرض.

وارتفعت في الأسابيع الأخيرة أرباح تحويل النفط الخام إلى ديزل في أوروبا إلى أعلى مستوياتها منذ أغسطس (آب)، إذ يستمر المستهلكون بالعمل من منازلهم بسبب تفشي الفيروس، ما يعني حرق المزيد من وقود التدفئة، بحسب البيانات المنشورة على "بلومبيرغ".

وأظهرت بيانات التداول، وصول أسعار الغاز في المركز الهولندي "تي تي أف"، إلى 337.9 دولار لكل ألف متر مكعب، وهي الآن عند مستويات سبتمبر (أيلول) 2018.

طلب أوروبي كبير على الغاز

في الوقت ذاته، يستمر سحب الغاز النشط من منشآت التخزين الأوروبية. ووفقاً لآخر البيانات، بلغ إشغال منشآت تخزين الغاز، الاثنين، 65.75 في المئة، بينما كانت في بداية الشهر عند مستوى 74 في المئة.

وتعود ديناميات الأسعار إلى ارتفاع الطلب على الغاز بسبب الطقس البارد في أوروبا وآسيا، ولأن الأسعار الأوروبية مدعومة أيضاً بحقيقة أن كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال تمت إعادة توجيهها من قبل الموردين من أوروبا إلى دول آسيا والمحيط الهادئ.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان الطقس بشكل خاص قاسياً في شمال شرقي آسيا، ففي اليابان، توقعت شركة تكرير رئيسية أن يكون الطلب في شهر ديسمبر (كانون الأول) أعلى بنسبة 7 في المئة مقارنة مع العام الماضي.

فيما درست كوريا الجنوبية الأسبوع الماضي خطة للاستفادة من احتياطيات الدولة لتلبية الاستهلاك المتزايد، بينما أدى الطلب على التدفئة في الصين إلى استنفاد إمدادات الطاقة، واشترت المصانع مولدات تعمل بالديزل للإبقاء على الأضواء.

واستنفدت درجات الحرارة الأكثر برودة في آسيا مخزونات الغاز الطبيعي، مما أدى في هذا الأسبوع إلى صفقة فورية تعلو الأرقام القياسية المعتادة، في وقت ارتفع فيه الطلب على الفحم الحراري في الصين، مع موجة البرد التي تسببت في أزمة الطاقة الحالية.

نمو كبير في الطلب

وفي هذا الشأن، قال وضاح الطه المختص بشؤون الطاقة وعضو الجمعية العالمية لاقتصاديات الطاقة، إن تأثير الطقس المُتجمد الذي سيطر على أجزاء كبيرة من نصف الكرة الشمالي خلال الموسم الحالي انعكس على زيادة الأسعار بشكل مباشر وسط نمو الطلب على النفط والغاز والفحم.

وأضاف الطه "أن موضوع انخفاض درجات الحرارة في هذا الموسم يزيد من استهلاك الطاقة، لكن إذا أخذنا النسبة المئوية من الاستهلاك لأغراض التدفئة نجد أنه مقارنة مع ما تستخدمه وسائل النقل، بخاصة السيارات والطائرات، فهو الأكثر في الاستنزاف من النفط الخام".

وأوضح أن هذا الموضوع تدخل فيه عوامل عدة؛ أولاً: استقرار أسعار النفط حالياً، لبرنت أو نايمكس كمصادر مرجعية، وثانياً: البحث عن اتجاه الأسعار في حال الاستقرار الصعودي للنفط في هذه المرحلة.

عوامل مؤثرة لدعم الأسعار

وحول العوامل المؤثرة في اتجاه الأسواق حاليا أوضح الطه أن العملية تحتاج إلى حزمة إجراءات، منها عوامل خارجة عن الطبيعة مثل برودة الجو، وهذا سيؤدي إلى ارتفاع استهلاك النفط حيث يبقى الأهم هو مسألة ارتفاع الاستخدام لوسائل النقل، والتي قد تكون أهم من قطاع التدفئة، في الوقت نفسه هناك عوامل أخرى تحكمية مثل التخفيض التطوعي الذي أجرته السعودية وهذه حقيقة أدت الى استقرار الأسعار كما نرى.

وتابع بالقول "إن تراجع الاستهلاك المحلي الداخلي قد مكن السعودية من إجراء هذا التخفيض بشكل فوري وهو مايعطي مرونة، عادة في قرارات الانتاج ، مؤكدا أن هذا القرار أدى إلى تأثير ربما أكثر وقعاً على السوق من زيادة استهلاك الطاقة على الأقل على مدى الأيام القليلة المقبلة".

وأكد الطه أن هذا التماسك في أسعار النفط من الممكن أن يستدام إذا استمرت "أوبك+" على اتفاقها، وأتصور أن بقاء هذه المستويات هو أمر مهم جداً.

وقال "من المهم الإشارة إلى أنه في ظل هذه الظروف والانخفاض الكبير في الاستثمارات الرأسمالية في صناعة النفط والغاز مع استمرار ضعف الإنتاج لدى فنزويلا، واستمرار العقوبات على إيران الذي يبقيها خارج السوق، وكذلك استمرار ضعف الإنتاج الليبي وتدهوره أيضا في نيجيريا كل هذه العوامل قد سببت حجب جزء من المعروض النفطي، إضافة إلى الاتفاق مع أوبك+ والعوامل التي سبق ذكرها".

طفرة موسمية

وحول مستويات الأسعار المتوقعة للنفط ذكر وضاح الطه "أن المستويات الحالية ستبقى متماسكة في هذه الفترة إلا إذا حدث قلق من زيادة الإغلاقات مرة ثانية لبعض الاقتصادات، كما لاحظنا في آسيا وفي بريطانيا، وهذه الإجراءات سوف تقلل الاستهلاك مرة أخرى، وقد تشكل عامل ضغط في الأيام المقبلة فيما إذا ارتفعت حالات الإصابات مرة أخرى".

مضاعفة الاستهلاك

وبحسب بيانات نشرت في "بلومبيرغ " فقد شهدت موجة البرد في الصين انخفاضاً في متوسط درجة الحرارة في ديسمبر الماضي إلى أدنى مستوى لها منذ 2013، وحذَّرت إدارة الأرصاد الجوية في البلاد من حدوث انخفاض حاد آخر في المناطق الشرقية في الأيام المقبلة. فيما تشهد العواصم الأوروبية ارتجافاً، إذ تقل درجات الحرارة في لندن 5 درجات مئوية دون المتوسط، وفي مدريد 6 درجات أقل من المُعدل الطبيعي خلال 30 عاماً.

وزاد استهلاك الطاقة في الصين، فقد عاد الاقتصاد للعمل بعد جائحة كورونا- بنسبة 11 في المئة في ديسمبر، أي أكثر من ضعف النمو في الشهر نفسه من العام السابق، وفقاً للجنة الوطنية للتنمية والإصلاح.

في الوقت ذاته يُباع الغاز الطبيعي المسال بحدود المستويات القياسية في شمال آسيا؛ إذ يفوق الطلب المتزايد الإمدادات المتاحة، في حين قفزت شحنات الوقود إلى آسيا بنحو 9 في المئة في ديسمبر مقارنةً بالعام الماضي.

المزيد من البترول والغاز