أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة 15 يناير (كانون الثاني)، عن أمله في التوصل إلى حل وسط مع إدارة الرئيس جو بايدن في واشنطن حول إعادة ضم أنقرة إلى برنامج طائرة "أف-35" الحربية الأميركية، واصفاً استبعاد بلاده من البرنامج بسبب شرائها نظاماً دفاعياً روسياً بأنه "خطأ جسيم".
ورداً على تسلم تركيا في عام 2019، الدفعة الأولى من صواريخ نظام الدفاع الجوي الروسي "إس-400"، قامت الولايات المتحدة باستبعاد أنقرة، من برنامج تصنيع طائرة "أف-35"، بحجة أن الصواريخ الروسية قد تخرق الأسرار التكنولوجية لها، ولا تتوافق مع معدات حلف شمال الأطلسي. وترفض تركيا ذلك، قائلة إن نظام "إس-400" لن يُدمج في حلف شمال الأطلسي، وإن شراءه كان ضرورياً لأن أنقرة لم تستطع الحصول على أنظمة دفاع جوي من أي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي بشروط مناسبة.
وكان الجيش التركي قد طلب أكثر من 100 نموذج من طائرة "أف-35"، التي صُنّعت بعض مكوناتها في تركيا، قبل استثنائها من البرنامج.
"خطأ جسيم"
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال أردوغان للصحافة في إسطنبول، "لم نتسلّم طائرات الـ"أف-35" على الرغم من أننا دفعنا مبلغاً كبيراً. هذا خطأ جسيم من جانب الولايات المتحدة كبلد حليف. آمل في أنه مع تنصيب بايدن، سيتسنى لنا أن نجري محادثات ونتوصل إلى نتائج إيجابية".
مع ذلك، كرر الرئيس التركي رغبته في مواصلة العمل بسياسة تسلح مستقلة عن حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة. وقال، "لن نأخذ قراراتنا في المسائل المتعلقة بالدفاع عبر طلب موافقة أي كان... لا يمكن لنا أن نقبل أبداً أن تقول لنا دول حلف شمال الأطلسي ما علينا فعله".
بالإضافة إلى استبعاد تركيا من برنامج "أف-35"، منعت واشنطن، في ديسمبر (كانون الأول)، منح إذن بتصدير أسلحة إلى رئاسة الصناعات الدفاعية، وهو الجهاز الحكومي التركي المعني بالمشتريات العسكرية، بهدف معاقبة أنقرة على حيازة الصواريخ الروسية.
دفعة ثانية من صواريخ "إس-400"
وعلى الرغم من العقوبات والضغوطات الأميركية، ترفض أنقرة التراجع عن حيازة نظام "إس-400"، والذي قامت بتجربته للمرة الأولى في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وتنوي أن تطلب دفعة ثانية منه.
وبحسب أردوغان، من المقرّر عقد محادثات مع روسيا بشأن تسليم دفعة ثانية من صواريخ نظام "إس-400" أواخر يناير.
وعلى الرغم من أن أردوغان يأمل في التوافق مع واشنطن بشأن مسألة طائرات "أف-35" والصواريخ الروسية، إلا أن أنقرة تخشى تشديداً أميركياً تجاهها مع وصول بايدن إلى البيت الأبيض خلفاً لدونالد ترمب.