أثار فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي لأب يحاول إحراق طفلته الرضيعة بعد تجريدها من ملابسها وتركها في الشارع، في ظل برد شديد، الغضب في مصر.
لكن تدخل الجيران، في نبروه بمحافظة الدقهلية (شمال مصر)، حال دون تمكن رمضان (38 سنة)، الذي يعمل في ميكانيك السيارات، من تنفيذ فعلته.
وبحسب أهالي المنطقة، فإن رمضان "سيء السمعة" ويتجنبه الناس لسوء سلوكه وتعاطيه المخدرات، كما أنه دائم الخلاف والشجار مع زوجته.
وكانت السيدة آمال، والدة الطفلة، نشرت فيديو على "فيسبوك"، صباح الأربعاء، تطلب فيه الدعم لإنقاذها وطفلتها من زوجها، مشيرة إلى أن ابنتها لم تسجل رسمياً ولم تحصل على شهادة ميلاد، لأن الزوج أراد الانتقام منها.
وقالت إنه يضربها دائماً وصورها في أوضاع مخلة، مما دفعها إلى ترك منزل الزوجية والعودة إلى أسرتها، ورفع دعوى قضائية للطلاق منه.
وبعد انتشار الفيديو، قبضت الجهات المختصة على الأب ووجهت له النيابة العامة في الدقهلية تهمة الشروع في القتل، كما استدعت نيابة طلخا والدة الطفلة لسماع أقوالها والتحقيق في الفيديو.
خط نجدة الطفل
حوادث عنف متعددة يتعرض لها الأطفال، إلا أن العمل على نشر الوعي بضرورة إبلاغ الجهات المختصة شكل من أشكال الحماية للمجتمع من هذا النوع من الحوادث.
ويقول صبري عثمان، رئيس خط نجدة الطفل في مصر، إن "الخط آلية وطنية لحماية الأطفال أنشئت عام 2005 بمبادرة من المجلس القومي للطفولة والأمومة، ولديها أذرع في المحافظات المختلفة للعمل على حماية الأطفال من خلال الإبلاغ عبر الرقم الساخن أو الموقع الإلكتروني أو تطبيق واتساب. وفي حالات أخرى، لا يكون هناك بلاغ من شخص محدد وإنما نقوم برصد الحادث ومتابعته واتخاذ اللازم، كما حصل في الواقعة الأخيرة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويضيف "شاهدنا الفيديو واتخذنا الإجراءات اللازمة من التواصل مع ناشره، ثم الوصول إلى الأم لمعرفة طبيعة الوضع ونوع الدعم الذي يمكن أن نقدمه لها وللطفلة. ثم قدمنا بلاغاً لمكتب حماية الطفل في مكتب النائب العام".
وعن التهم التي قد توجه للأب، يقول عثمان "ما يهمنا كجهة منوطة بحماية الأطفال هو تهم تعريض حياة الطفلة للخطر، هتك العرض بتجريدها من ملابسها، الشروع في القتل بمحاولته إشعال النار فيها، إضافة إلى امتناعه عن استخراج شهادة ميلاد لها، وكلها تهم ثابتة بالفعل".
ويضيف "في حالات رفض استخراج شهادة الميلاد، تُلزم النيابة بإجراء تحليل DNA، وإذا ثبت نسب الطفل تستخرج شهادة الميلاد بقرار منها من دون تدخل الأب، فلا يجوز إبقاء طفل من دون أوراق لإثبات الهوية، فهذا حق أصيل".
تحرك سريع
يهتم خط نجدة الطفل بحماية الأطفال على كل المستويات وتقديم الدعم للأمهات والأطفال.
ويوضح عثمان "نتلقى بلاغات متعددة، أبرزها العنف، سواء اللفظي أو البدني أو الجنسي، وأخرى مرتبطة بالاتجار بالبشر أو زواج الأطفال أو ختان الإناث. وفي العام الماضي تلقينا 20 ألف بلاغ، أغلبها متعلقة بالعنف".
ويضيف "نسعى إلى تقديم الدعم النفسي والقانوني والاستشارات من خلال خط نجدة الطفل. كما أن تعاون الجهات المختصة مثل النيابة يكون له أكبر الأثر في حماية الأطفال، مثل الحادث الأخير، إذ أدى التحرك السريع إلى توقيف الأب واتخاذ الإجراءات القانونية ضده وإنقاذ الطفلة".