حكايات غامضة تظهر بين حين وآخر حول ظروف وفاة ودفن مشاهير الفن في العالم العربي، بعضها قد يحمل شيئاً من الحقيقة، وإن بدت معظمها غير منطقية. لكن نظراً إلى أنها تصلح للتسلية وجلسات السمر، فهي تجد صدى لدى شريحة من الجمهور تبحث عن كل غريب يتعلق بنجومها المفضلين، حتى بعد مرور عشرات السنوات على رحيلهم.
جثمان عبد الحليم حافظ
قد تكون قصة عبد الحليم حافظ (1929 - 1977) هي الأكثر طزاجة، بعد أن أعاد نجل شقيقه محمد شبانة الحديث عن عدم تحلل جثته، مشيراً إلى أنها لا تزال كما هي على الرغم من مرور عشرات السنوات على رحيله.
وقال شبانة إنه شاهد بنفسه جثة عمه، الذي لا يزال محتفظاً بهيئته وشعره ووجهه كما هو كأنه توفي قبل ساعات، وهي الرواية التي أثارت الاستغراب نفسه عند ترديدها أول مرة قبل حوالى 15 عاماً.
وكانت العائلة اضطرت لفتح المقبرة بعد 31 سنة على الوفاة، لنقل الرفات بسبب وجود مياه جوفية حول مقابر العائلة في منطقة البساتين بالقاهرة.
وأشار ابن شقيق العندليب إلى أنه فوجئ بما جرى في جثمان عمه الذي فارق الحياة عن 47 سنة، مشدداً على أن هناك شهوداً على ذلك، من بينهم أحد الشيوخ وحراس المقبرة.
يرى الأكاديمي عبد الجليل هويدي، أستاذ علم الحفريات في كلية العلوم جامعة الأزهر، أنه بعيداً من الموروث الديني بأن أجساد الأنبياء لا تأكلها الأرض، وهذه معجزة خاصة بأنبياء الله، فكل الكائنات الحية تتحلل بعد موتها، فيما عدا تلك التي تدفن في ظروف معينة.
ويوضح هويدي "مثلاً، هناك جثث أفيال لم تتحلل منذ ملايين السنوات في سيبيريا، لأنها منطقة مغطاة بالجليد طوال الوقت، وهناك حشرات تحفظ في الغابة وكأنها محنطة أيضاً، وتحديداً تلك التي تلتصق بما تفرزه أشجار الصمغ. وإذا تحقق شرطان لأي كائن حي بعد موته لن تتحلل جثته، وهما الدفن سريعاً وفي بيئة مناسبة تحت الأرض ومحكمة الإغلاق بشكل جيد بحيث لا تدخل إليها بكتيريا التحلل، وهذا هو ما يقوم عليه علم الحفريات".
لكن هل يمكن أن يتحقق الأمر في المقابر العادية التي يدفن فيها الموتى في مصر؟
يؤكد هويدي أن ظروف الدفن المعتادة في مصر لا تتوافر فيها هذه الشروط، إذ إن المقبرة لا تكون محكمة أبداً، بالتالي لا يكون المتوفى معزولاً بأي شكل من الأشكال عن البكتيريا، ولهذا فإن ما يتردد بهذا الشأن هو كلام غير علمي.
أسطورة وفاة صلاح قابيل
الجدل الذي صاحب رواية نجل شقيق عبد الحليم حافظ، أعاد إلى الأذهان روايات أخرى صاحبت وفاة بعض مشاهير الوسط الفني العربي.
وربما تعتبر قصة وفاة الممثل صلاح قابيل من أشهر ما يتداول في هذا الشأن على مدار أجيال عدة، إذ يتجدد الحديث عنها على الرغم من أن أسرته حرصت على الكشف عن الواقعة بكل ملابساتها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولا تزال الحكاية تجد من يصدقها، منذ وفاة قابيل في ديسمبر (كانون الأول) 1992، عن 61 سنة، إذ يقال إنه دفن بينما كان في غيبوبة، بينما ظنت أسرته أنه توفي. وبعد سماع أصوات في المقبرة، فتحت ليجدوه ميتاً وهو جالس القرفصاء بعدما حاول الخروج وفشل.
تنفي أسرة الممثل هذه الحكاية جملة وتفصيلاً، مشيرة إلى أنه توفي جراء تدهور حالته بعد إصابته بنزيف في المخ، وقد تأكدت الوفاة وبقي في ثلاجة الموتى لثلاثة أيام حتى دفنه.
واللافت أن هذه القصة تتمتع بشعبية كاسحة وتتناقل عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي كأنها حقيقة، على الرغم من تكذيبها مراراً.
ويبدو أن رواج تلك القصص قد جعل البعض يذهب إلى اختراع أساطير وحكايات من نسج الخيال لمحاولة كسب المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ انتشر قبل سنوات فيديو زعم صاحبه أنه لقبر السيدة أم كلثوم، التي توفيت في 3 فبراير (شباط) 1975، تخرج منه أصوات تعذيب مخيفة وأدخنة.
أفاعي قبر الصبوحة!
على الرغم من حداثة وفاة الفنانة رجاء الجداوي، في يوليو (تموز) 2020 بعد صراع مع مضاعفات فيروس كورونا، لكن الحكايات حول مقبرتها كانت متداولة بكثرة، وزعم نشطاء عبر السوشيال ميديا خروج حشرات وأفاع من داخلها.
وأوضحت ابنتها أميرة حسن مختار أن مدفن والدتها لم ينجز في شكله النهائي بعد، وقد تكون هناك بعض الحشرات حوله، خصوصاً أن مقابر العائلة بأكملها لا تزال تحت الترميم.
وتتداول أقاويل حول قبر الفنانة اللبنانية صباح التي فارقت الحياة في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) 2014 عن عمر 87 سنة، تزعم أن حارس المقبرة فر خوفاً من الثعابين والأفاعي التي كانت تخرج من حول جثمانها مع نشر صور لقبر فخم قيل إنه لها، قبل أن يتضح في ما بعد أن الأمر عبارة عن تلفيق كامل.