على الرغم من الحماسة التي يريد الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن بثها، لا سيما لدى مواطنيه، حين قال في بيان صدر عن البيت الأبيض، "يُمكننا هزيمة كوفيد-19 وسنفعل ذلك"، فإن فيروس كورونا لا زال التحدي الأعظم، وأرقام الإصابات والوفيات في تصاعد عبر عدد من دول العالم، ومنها الولايات المتحدة.
فقد أطلق الرئيس بايدن، الخميس، مبادرات لكبح انتشار جائحة "كوفيد-19"، في وقت يحاول فيه طي صفحة قيادة سلفه دونالد ترمب الصاخبة للبلاد.
ورأى البيت الأبيض، في بيان يُفصل الاستراتيجية الوطنية لإدارة بايدن في التعامل مع "كوفيد-19"، أن "أميركا تستحق إدارة جائحة كوفيد-19 على أساس من العلم والبيانات والصحة العامة، وليس السياسة".
وقال مسؤولون إن بايدن سيوقع في وقت لاحق الخميس سلسلة أوامر تنفيذية ترتبط بالجائحة، مثل فرض وضع الكمامات في المباني الاتحادية والمطارات ووسائل معينة للنقل العام، منها كثير من القطارات والطائرات والحافلات التي تسير بين المدن.
ووقع بايدن على 15 إجراء تنفيذياً، الأربعاء، بعد ساعات من أدائه اليمين، ويهدف كثير منها إلى إبطال سياسات ترمب.
ومن بين الأوامر العشرة الجديدة، سيؤسس بايدن مجلس فحص للكشف عن "كوفيد-19" لتكثيف إجراء عمليات الفحص، وسيضع بروتوكولات للتعامل مع المسافرين الدوليين، ويوجّه موارد إلى الأقليات المتضررة بشدة.
الولايات المتحدة تعود إلى "الصحة العالمية"
وعادت الإدارة الأميركية الجديدة إلى منظمة الصحة العالمية من الباب العريض الخميس، مؤكدة دعمها لها ومشيدة بدورها القيادي في مكافحة وباء "كوفيد-19"، في موقف مناقض لسياسة ترمب الذي سحب بلاده من المنظمة.
وبعد أقل من 24 ساعة على أدائه اليمين الدستورية، أكد بايدن خطه المختلف عن سلفه الذي طالما قلل من خطورة فيروس كورونا المستجد، وهاجم منظمة الصحة العالمية، معتبراً أنها "دمية" بأيدي الصين، فكلف خبير الأمراض المعدية الطبيب أنتوني فاوتشي القيام بمداخلة خلال اجتماع للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية.
وفي كلمته، قال فاوتشي العضو السابق في خلية الأزمة التي شكلها ترمب قبل أن يعينه بايدن مستشاراً، إن الولايات المتحدة "تنوي الإيفاء بالتزاماتها المالية تجاه المنظمة". وشكر المنظمة "لدورها القيادي في الاستجابة الصحية العامة العالمية لهذا الوباء".
وأكد أن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل بالشراكة والتضامن لدعم الاستجابة العالمية لوباء كوفيد-19، وتخفيف تأثيره في العالم وتعزيز هيئاتنا وإحراز تقدم في الاستعداد لأوبئة مستقبلية، وتحسين صحة كل شعوب العالم ورفاهها".
وتخطت حصيلة "كوفيد-19" في الولايات المتحدة عتبة رمزية الأربعاء، إذ تجاوز عدد الوفيات عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية، ليصل إلى 405 آلاف و400 وفاة منذ بدء تفشي الوباء.
والولايات المتحدة هي البلد الأكثر تضرراً من حيث عدد الوفيات، وكذلك الإصابات التي تجاوز عددها 24.4 مليون.
وكرر بايدن أن مكافحة الوباء إحدى أولوياته. وفي هذا الإطار، كان الأمر بالعودة إلى صفوف منظمة الصحة من أولى القرارات التي افتتح بها ولايته.
وقال فاوتشي متوجهاً إلى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، "بالأمس (الأربعاء) وقّع الرئيس بايدن رسائل تنص على العودة عن إعلان الإدارة السابقة الانسحاب من المنظمة، وهذه الرسائل نقلت إلى الأمين العام للأمم المتحدة وإليك يا صديقي".
ورد غيبريسوس بأن "منظمة الصحة العالمية هي عائلة من الأمم وجميعنا سعداء لبقاء الولايات المتحدة في العائلة. نحن عائلة".
وباشرت واشنطن رسمياً في يوليو (تموز) آلية الانسحاب من الهيئة الدولية منددة بـ "سوء إدارتها" لأزمة الوباء، ومتهمة إياها بالانحياز للصين. وكان للقرار انعكاسات فادحة على موارد المنظمة المالية.
وأمِل فاوتشي أن يكون التحقيق الذي يجريه فريق الخبراء الدوليين الذي أرسلته المنظمة إلى الصين "قوياً وشفافاً".
تشديد التدابير لمواجهة النسخ المتحوّرة
في القارة العجوز، حضّ المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الخميس، الدول على الاستعداد لتشديد التدابير وتعزيز حملات التلقيح في الأسابيع المقبلة لمواجهة خطر تفشي نسخ أكثر عدوى من فيروس كورونا.
وقال المركز الأوروبي في تقرير جديد، إن "جوهر الرسالة هو الاستعداد لتشديد سريع لإجراءات الاستجابة في الأسابيع المقبلة لضمان القدرة الاستيعابية لأنظمة الرعاية الصحية وتسريع حملات التلقيح".
وأضاف أن ثلاث سلالات متحوّرة من الفيروس ظهرت في بريطانيا وجنوب أفريقيا والبرازيل، تشكّل خطراً كبيراً على القارة الأوروبية لأنها تسبّبت في زيادة معدلات العدوى.
وقال المركز في تقييم للمخاطر، "بناءً على المعلومات الجديدة، زادت المخاطر المرتبطة بالتفشي في المجتمع للسلالات الجديدة إلى مرتفعة وشديدة الارتفاع".
جونسون: من المبكر تحديد موعد إنهاء العزل العام
وفي بريطانيا، قال رئيس الوزراء بوريس جونسون، اليوم الخميس، إنه من المبكر جداً الآن تحديد موعد لانتهاء إجراءات العزل العام المفروضة في إنجلترا لمكافحة فيروس كورونا.
وجاء ذلك في وقت ارتفعت فيه الوفيات اليومية من المرض لمستويات جديدة وتزايد الضغط على المستشفيات. وسجّلت بريطانيا رقماً قياسياً في عدد الوفيات بالمرض في يوم واحد الأربعاء لليوم الثاني على التوالي، بلغ 1820 وفاة، وهي أعداد وصفها جونسون بأنها "مروّعة". وانخفض عدد الوفيات اليوم الخميس إلى 1290 وفاة جديدة.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، "أعتقد أنه من المبكر القول متى سيمكننا رفع بعض القيود... لقد شهدنا انتشار عدوى السلالة الجديدة التي رصدناها قبل عيد الميلاد. لا شكّ أنها تنتشر بسرعة حقاً".
وعلى الرغم من تزايد عدد الوفيات، إلا أن عدد الإصابات اليومية انخفض عن ذروة بلغها في الثامن من يناير، برصد نحو 68 ألف حالة في يوم واحد، إلى تسجيل 37892 حالة اليوم الخميس.
وتهدف الحكومة لتطعيم المجموعات الأكثر عرضة للخطر ولحماية المسنين والعاملين في القطاع الصحي قبل النظر في تخفيف القيود.
وأظهرت البيانات الرسمية أيضاً أن 4.97 مليون شخص حصلوا على الجرعة الأولى من اللقاح الواقي من كورونا، من بينهم 363508 خلال الساعات الـ 24 الماضية، وهو رقم قياسي يومي جديد في التطعيمات.
الإمارات توافق على لقاح ثالث
ومع وصول تفشي الفيروس إلى مستويات قياسية في الإمارات، وبعد أسابيع من بدء تجارب اللقاح في البلاد، وافقت وزارة الصحة، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية، الخميس، على الاستخدام الطارئ للقاح "سبوتنيك في" الروسي للوقاية من "كوفيد-19".
وقالت الوزارة إن العدد اليومي لإصابات فيروس كورونا المستجد وصل إلى 3529، الخميس، وهو الأعلى بين دول الخليج العربي، حيث تراجع العدد اليومي في الدول الخمس الأخرى إلى أقل من 500.
ونشرت وكالة أنباء الإمارات، "أظهرت نتائج الدراسات أن اللقاح فعّال ونتجت منه استجابة قوية، وتوليد أجسام مضادة للفيروس وآمن للاستخدام ويتوافق بشكل تام وكامل مع اللوائح والقوانين".
ولم تنشر الإمارات بيانات عن نتائج المرحلة الثالثة من تجارب اللقاح. وذكر صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي، الذي يروج للقاح في الخارج، أن التجارب بدأت في ديسمبر (كانون الأول). وأعلنت أبوظبي الشهر الحالي بدء التجارب، لكنها لم تحدد متى.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات أن القرار يأتي "كجزء من جهود دولة الإمارات الشاملة والمتكاملة لضمان زيادة مستويات الوقاية من الوباء، وتوفير جميع الأدوات اللازمة لضمان صحة المواطنين والمقيمين" في البلاد.
وأعلن صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي أن ألف متطوع في أبوظبي تلقوا حتى الآن الجرعة الأولى من اللقاح في إطار التجارب.
وكان مطورو اللقاح الروس قالوا إنهم توصلوا إلى أن الجرعة فعالة بنسبة 91.4 في المئة في توفير الحماية.
و"سبوتنيك في" هو اللقاح الثالث الذي يحظى بالموافقة في الإمارات. وتتيح البلاد للسكان الحصول على اللقاح الذي طورته المجموعة الوطنية الصينية للصناعات الدوائية "سينوفارم"، وتُطعم دبي سكانها بلقاح "فايزر-بيونتيك".
دبي توقف تصاريح الترفيه
كذلك علّقت دبي، الخميس، إصدار التصاريح الترفيهية مؤقتاً في مواجهة ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في الإمارات العربية المتحدة.
وأعلن المكتب الإعلامي لحكومة دبي، في تغريدة عبر "تويتر"، "لضمان الصحة العامة والسلامة، سيتم تعليق جميع التصاريح الترفيهية".
وأكد المكتب أنه "خلال الأسابيع الثلاثة الماضية أصدرت دبي للسياحة أكثر من 200 مخالفة لعدم الامتثال للإجراءات الاحترازية، وقامت بإغلاق نحو 20 منشأة".
وفي الأثناء، تواصل فنادق الإمارة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية، خدمة الزبائن، ولكن لم يعد مسموحاً القيام بأنشطة ترفيهية مثل العروض أو منسقي الأغاني.
وأعلنت هيئة الصحة في دبي، الخميس، أنه تم توجيه جميع المستشفيات "بتعليق جميع العمليات الجراحية الاختيارية (غير الضرورية طبياً) حتى الـ 19 من فبراير (شباط) المقبل".
وتبدو الحياة طبيعية في دبي، حيث لم يفرض إغلاق أو حجر صحي، وتزدحم المراكز التجارية والشواطئ والمطاعم بالرواد.
وفي الوقت نفسه، يتعيّن على الجميع وضع الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي، مع سنّ الإمارة عقوبات في حال مخالفة هذه القواعد.
وتشهد الإمارات زيادة كبيرة في الإصابات بالفيروس منذ بداية العام الجديد، مع تسجيل أكثر من 3 آلاف حالة يومياً.
وسجلت الإمارات حتى الآن أكثر من 263 ألف إصابة بفيروس كورونا المستجد، منذ بدء الجائحة، و762 حالة وفاة.
وقدمت الإمارات حتى الآن أكثر من مليوني جرعة من لقاح فيروس كورونا المستجد للمواطنين والمقيمين فيها، بحسب أرقام رسمية.
لبنان يمدد الإغلاق
وفي لبنان، مددت السلطات، الخميس، فترة الإغلاق العام لأسبوعين إضافيين في ظل قفزة غير مسبوقة في أعداد المصابين والوفيات تُسجل منذ مطلع العام، بينما تغرق البلاد في أسوأ أزماتها الاقتصادية.
ويسري منذ أسبوع إغلاق عام مشدد يتضمن حظر تجول على مدار الساعة، كان مقرراً استمراره حتى الـ 25 من الشهر الحالي، إلا أن أطباء ومسؤولين في القطاع الصحي ناشدوا السلطات خلال الأيام الماضية تمديد فترة الإغلاق، مع استمرار ارتفاع معدل إيجابية الفحوص والزيادة اليومية لأعداد مرضى العناية المركزة.
وأعلن المجلس الأعلى للدفاع إثر اجتماع استثنائي في القصر الرئاسي، الخميس، تمديد العمل بقرار الإغلاق الكامل حتى صباح الثامن من فبراير المقبل، طالباً من الأجهزة العسكرية والأمنية التشدد في تطبيق القرار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأبقت السلطات حظر التجول مع استثناءات قليلة للعاملين في مرافق صحية وحيوية والعسكريين والصحافيين، كما أبقت على المحال التجارية مغلقة، على أن تعتمد خدمة التوصيل.
ويعاني القطاع الصحي ضغوطاً شديدة تفوق طاقته، مع تسجيل أكثر من 264 ألف إصابة، بينها 2.084 وفاة منذ بدء تفشي الوباء.
وتعمل السلطات على رفع جهوزية المستشفيات عبر رفع عدد الأسرةّ في غرف العناية الفائقة، وتجهيز مستشفيات حكومية لاستيعاب تزايد تفشي الفيروس.
وكتب المدير العام لمستشفى رفيق الحريري الجامعي، الطبيب فراس أبيض، المرفق الحكومي الرئيس الذي يقود جهود التصدي للوباء، في تغريدة، الخميس، "في تقييم المرحلة الوبائية يقع لبنان حالياً في المستوى الرابع (وهو الأسوأ): وباء خارج عن السيطرة مع قدرة محدودة للنظام الصحي. ما يتطلب تدابير مكثفة لتجنب ارتفاع الطلب على الخدمات الصحية، وبالتالي زيادة معدلات الاعتلال والوفيات بشكل كبير".
وتبلغ نسبة الإشغال في أسرّة أقسام العناية المركزة في مستشفيات لبنان حالياً 91 في المئة، و97.89 في المئة في بيروت، بحسب آخر إحصاءات نشرتها منظمة الصحة العالمية الأربعاء. وأعلنت مستشفيات عدة الأسبوع الماضي تخطي طاقاتها الاستيعابية.
ويعود الارتفاع الكبير للإصابات في البلاد بشكل رئيس إلى تخفيف القيود في ديسمبر (كانون الأول) خلال فترة الأعياد، مع كثرة التجمعات في المنازل وإعادة فتح الحانات والملاهي حتى ساعة متأخرة من الليل، في محاولة لانعاش الوضع الاقتصادي المتردي.
وأعلن البنك الدولي، الخميس، تخصيص 34 مليون دولار لتمويل حصول لبنان على اللقاحات. و"يمثل ذلك أول عملية يُمولها البنك الدولي لشراء لقاحات كورونا لأكثر من مليوني شخص"، على أن "تصل إلى لبنان في أوائل فبراير"، وفق بيان للبنك.
ويعمل لبنان للحصول على 6 ملايين لقاح، وفق ما أعلن رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي الخميس.
ووقّع لبنان، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الأحد، العقد النهائي مع شركة "فايزر" لتأمين أكثر من مليوني لقاح تصل تدريجاً مطلع فبراير. ويضاف هذا العقد إلى اتفاق موقع في أكتوبر (تشرين الأول) مع منصة "كوفاكس" العالمية، لتأمين 2.7 مليون لقاح من شركات عالمية متعددة ستصل تباعاً إلى لبنان.
وتعمل السلطات بالتعاون مع القطاع الخاص على تأمين مليوني لقاح من شركتي "أسترازينكا" و"سينوفارم" بدءاً من فبراير. وتم حجز لقاحات إضافية من شركة "جونسون"، ستصل بمجرد انتهاء المصادقات العالمية على اللقاح، وفق وزارة الصحة.
تكدس التوابيت في ألمانيا
في مركز لإحراق الجثث في شرق ألمانيا، كتب على بعض النعوش "خطر الإصابة بالعدوى" وخطت كلمة "كورونا" على أخرى، بينما دوّن على عدد منها تحذير، "لا مراسم جنائزية".
في هذا المركز الواقع في مدينة مايسن في جمهورية ألمانيا الديموقراطية السابقة، تُكدس كل ثلاثة توابيت فوق بعضها في الصالة المخصصة لأقارب الموتى، ويوضع بعضها أحياناً في الممرات في انتظار إحراقها.
وتواجه المدينة ارتفاعاً كبيراً في عدد الوفيات بـ "كوفيد-19"، فسكسونيا حيث تقع مدينة مايسن، واحدة من المناطق الأكثر تضرراً من الوباء، مع أنها لم تتأثر كثيراً نسبياً بالموجة الأولى منه الربيع الماضي.
ويقول مدير المركز، يورغ شالداخ، إنه لم يشهد منذ بدأ العمل في هذا المجال قبل ثلاثة عقود، تسجيل مثل هذا العدد من الموتى لفترة طويلة إلى هذا الحد.
وصرّح شالداخ لوكالة الصحافة الفرنسية، "بدأ الأمر في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) والعدد في ارتفاع مستمر". وأضاف أن "المشكلة أن غرف التبريد المخصصة للجثامين ممتلئة ونحن في وضع كارثي"، لذلك لم يكن لدى الإدارة خيار آخر سوى استخدام غرفة المراسم لإيداع التوابيت.
وقال شالداخ، "في الوقت الحالي نتلقى 400 نعش في الأسبوع ليتم حرقها"، وهو ضعف العدد المعتاد في الشتاء.
ولمواجهة هذا الوضع تعمل محرقة الجثث في مايسن بلا توقف 24 ساعة يومياً وسبعة أيام في الأسبوع، مع فرنين لتنجز إحراق 60 جثة يومياً.
ويعمل الموظفون ساعات إضافية ويتخلون عن عطلة نهاية الأسبوع، وتم استدعاء متقاعدين للمساعدة.
وعلى الرغم من إغلاق جميع المتاجر والمدارس والأماكن الرياضية والثقافية غير الضرورية، ضربت الموجة الوبائية الثانية ألمانيا بشكل أقوى.
وسجل عدد الوفيات بـ "كوفيد-19" خلال الـ 24 ساعة من يوم الخميس رقماً قياسياً جديداً بلغ 1244.
وفي المناطق المتضررة بشدة، تواجه مراكز أخرى لإحراق الجثث صعوبات.
وأعلنت مدينة دريسدن، الأربعاء، أن مبنى يستخدم عادة لتخزين مستلزمات حماية من الفيضانات سيتم تحويله مؤقتاً إلى مركز لجمع الجثامين.
وفي نورمبرغ في بافاريا، وضعت حاويات مبردة تسمح بحفظ الجثث، في الخدمة.
وفي الجمهورية التشيكية المجاورة لسكسونيا، قرّرت الحكومة عدم القبول بإحراق الجثث "المستوردة" بعد الآن.
ورأى مدير مراكز إحراق الجثث في مايسن أنه كان ينبغي على السلطات الألمانية فرض قيود صارمة في وقت أبكر.
نسخة متحورة من فيروس كورونا في الأمازون
وفي البرازيل، وسط أجواء من الحر الشديد، ينتظر عشرات الأشخاص منذ 12 ساعة لملء عبوات الأكسجين في محاولة لإنقاذ أقارب لهم في مدينة ماناوس الغارقة في الفوضى بسبب الارتفاع الكبير في أعداد مرضى "كوفيد-19".
وينبغي دفع ما بين 300 و600 ريال (57 إلى 114 دولاراً) لملء قارورة الأكسجين المعدة للاستخدام المنزلي، وفقاً لحجمها.
وفي مستشفيات ماناوس، وهي مركز صناعي يبلغ عدد سكانه مليونا نسمة، تسبب نقص الأكسجين، وهو أمر حيوي للتنفس الاصطناعي الذي يقدم للمصابين بأشكال حادة من فيروس كورونا المستجد، في وفاة عشرات الأشخاص نهاية الأسبوع الماضي.
وباتت الطواقم التمريضية مرهقة وهي تقود معركة خاسرة في كثير من الأحيان لإنقاذ الأرواح، فيما يضطر الأطباء إلى إجراء التنفس اليدوي للمرضى بينما يموت آخرون اختناقاً.
وفي الأيام الماضية، ارتفع معدل الوفيات المرتبطة بالفيروس في ماناوس من 142 إلى 187 لكل 100 ألف نسمة، أي ضعف المعدل الوطني تقريباً (100 وفاة لكل 100 ألف نسمة) في البرازيل، حيث توفي أكثر من 213 ألف شخص بسبب الوباء.
وقد يكون الارتفاع الحاد في عدد الإصابات، وفقاً لمتخصصين، ناتجاً من انتشار نسخة متحورة من فيروس كورونا في منطقة الأمازون، يحتمل أن تكون أشد عدوى مثل تلك التي ظهرت في المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا.
وكثفت الحكومة التي تعرضت لانتقادات بسبب عدم استجابتها لنقص الأكسجين خلال الأيام الماضية، شحنات قوارير الأكسجين إلى المستشفيات بالطائرة أو القوارب.
ونظراً إلى وجودها في قلب غابات الأمازون المطيرة، فإن ماناوس لا تضم كثيراً من الطرق المعبدة، ما يمثل مشكلة لوجستية فعلية.