علمت صحيفة "اندبندنت" أنّ الفريق الذي طوّر لقاح أكسفورد (مع أسترازينيكا) يستعدّ لتطوير أنواع جديدة من اللقاح استجابة لنسخ فيروس كورونا المتحورة التي ظهرت في المملكة المتحدة وغيرها من البلدان.
ويعمل العلماء في الجامعة حالياً على تقييم قدرة لقاحهم على توفير الحماية ضد النسخ المتحورة في بريطانيا وأفريقيا الجنوبية التي اكتُشفت أواخر العام الماضي، ويُفترض أن تُنشر نتائج هذا التحليل خلال النصف الأول من الشهر المقبل.
لكن فريق أكسفورد يتبنى مقاربة "ذات مخاطرة" وينوي البدء بتصنيع نسخ جديدة من اللقاح من دون الانتظار ريثما يتأكد إنها ضرورية، فيما تعمل البروفسورة سارة غيلبرت- وهي واحدة من العلماء الذين يقودون هذا الجهد- "بشكل حثيث على هذا الموضوع".
يتزامن هذا الخبر مع قول بوريس جونسون لمجلس العموم، إنّ وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية MHRA سوف تكون قادرة على إعطاء الضوء الأخضر للقاحات المعدّلة بالسرعة المطلوبة في مواجهة لقاحات فيروس كورونا الجديدة والناشئة.
ويُعتقد أن علماء أكسفورد واثقون من أن لقاحهم لن يحتاج للتعديل ضد النسخة البريطانية المحورة من الفيروس المعروفة باسمB117 .
كما أشارت البيانات التي نشرتها "فايزر وبيونتك" قبل أيام إلى أن لقاحهما سيوفر على الأرجح حماية ضدّ السلالة المتحورة B117. وسوف يوضح التحليل قدرة اللقاح على مكافحة النسختين الجنوب أفريقية والبرازيلية المحوّرتين.
وإن تطلب الأمر تعديل لقاح أكسفورد، لن تحتاج التعديلات سوى إلى "عمل يوم واحد" قبل زرعها في مستنبت داخل المختبر.
بعد ذلك، سوف يكون على شريك أكسفورد في صناعة الدواء، أسترازينيكا، أن يتدخل مرة جديدة ويبدأ بتصنيع أعداد جديدة من اللقاح المعدّل قبل توزيعه في العالم- وهي عملية ربما تستغرق أشهراً.
وقال ناطق باسم جامعة أكسفورد لـ"اندبندنت"، "من المعلوم أن الفيروسات تتغير وتتحوّر وتنتج طفرات جديدة وعلينا توقع اكتشاف أخرى خلال عام 2021".
"يراقب العلماء هذه التغيرات عن كثب، ومن المهمّ أن نواصل الحذر وترقّب تغيرات أخرى في المستقبل".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"تعمل جامعة أكسفورد على التقييم الدقيق لأثر الطفرات الجديدة في المناعة التي يوفرها اللقاح وتقييم العمليات الضرورية لتطوير لقاحات معدّلة ضد فيروس كورونا إن استدعت الحاجة".
وقالت الحكومة في هذه الأثناء، إنها تضع طرقاً جديدة وسريعة تتيح الموافقة على اللقاحات المعدّلة التي قد تكون ضرورية في المستقبل القريب.
وأعلن السيد جونسون أخيراً، "كنا نناقش هذه المسألة مع العلماء خلال الأيام والأسابيع الماضية بشكل مكثّف، وحتى الساعات القليلة الماضية".
"نحن على ثقة بأنّ وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية سوف تكون قادرة على الموافقة على نسخ جديدة معدّلة من اللقاح كما تفرض الحاجة من أجل التعامل مع الفيروس المحوّر الجديد".
وعلمت "اندبندنت" أنّ النتائج الإضافية المتعلقة بفعالية اللقاح في أوساط المسنّين سوف تُنشر الشهر المقبل، إلى جانب بيانات أخرى تدعم قرار وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية بتأخير إعطاء الجرعة الثانية ضمن سعيها إلى جعل المخزون الحالي يدوم فترة أطول.
بعد فترة التحضير المكثّف قبل حصول اللقاح على الموافقة في ديسمبر (كانون الأول)- وبسبب المخاوف المتزايدة بشأن الطفرات الجديدة لفيروس كورونا- عاد علماء أكسفورد الرائدون إلى المختبر وأُعطوا وقتاً بعيداً عن المسؤوليات الإعلامية.
وحذّر الخبراء، من أنّ حالة انعدام اليقين المحيطة بالطفرات الجديدة واحتمال الإصابة مجدداً، يشكلان تأكيداً على الحاجة لمكافحة الفيروس بطريقة أكثر فعالية، بدل الاعتماد على التطعيم وحده.
وشكّلت الطفرة الجنوب أفريقية، المسماة 501Y.V2، مصدر قلق بشكل خاص بين الخبراء بعدما بيّنت الدراسات أنها قد تفلت من بعض جوانب الاستجابة المناعية التي تحفّزها العدوى الطبيعية.
وقال البروفسور ستيفن غريفين، اختصاصي الفيروسات في جامعة ليدز لـ"اندبندنت"، "هذه هي الحجة التي تدعم فكرة أنك لست قادراً على التخلص من الجائحة بالتطعيم".
"يجب أن تستمر بكبت الفيروس مع كل الوسائل الأخرى، وإلا سوف يؤول بك الحال إلى ملاحقة الطفرات المختلفة بلقاحات مختلفة- وسوف يفوز الفيروس بسباق التسلح هذا دائماً".
في دراسة جديدة أجريت على 44 شخصاً أصيبوا سابقاً بالعدوى خلال الموجة الأولى في جنوب أفريقيا، وجد العلماء أن الأجسام المضادة الموجودة في بلازما الدم في 21 حالة، لم تستطع التعرف على النسخة المتحوّرة.
وأوضحت البروفسورة بيني مور، من المعهد الوطني للأمراض المعدية في جنوب أفريقيا "بالنسبة للنصف الثاني من أولئك الأفراد، ظلّت بعض القدرة على التعرف على الفيروس موجودة. عليّ أن أضيف أن هؤلاء الأشخاص اشتد بهم المرض كثيراً وأدخلوا المستشفى وكانت استجابتهم للفيروس قوية جداً".
وأضافت، الدراسة "أوضحت أننا نواجه مشكلة" لكنها حذّرت من القيام باستنتاجات سريعة قبل المزيد من التحليل.
وقال أليكس سيغال، اختصاصي الفيروسات في مؤسسة الأبحاث الصحية الأفريقية إن الفيروس "وجد طريقة للنجاة من الأجسام المضادة السابقة".
وأردف، "لقد استهان العالم بهذا الفيروس. يمكن أن يتحوّر وهو يتأقلم معنا".
مع أنه يجب إجراء المزيد من التحليل من أجل تحديد طريقة تأثّر لقاحات كوفيد-19 بالطفرة الجنوب أفريقية، هناك بعض الأسباب التي تدعو إلى الاعتقاد بأنّ النسخة البريطانية قد لا تشكل خطراً.
بعدما أثبتت فايزر الأسبوع الماضي، أنّ لقاحها قادر على إبطال مفعول الطفرة N501Y المقلقة في النسخة المحوّرة في المملكة المتحدة، يشير تحليل إضافي لعيّنات الدم المأخوذة من المشاركين في التجارب الآن إلى أنه قادر على مكافحة عدد من التغييرات الوراثية الموجودة في الفيروس.
وقد أجريت الدراسة الأخيرة التي لم تخضع لمراجعة الأقران بعد، على فيروس مصنّع لديه 10 طفرات تشبه ميزة البروتين الشوكي الموجود في B117.
وتعرّضت عيّنات دم أُخذت من 16 شخصاً تلقّوا اللقاح في تجارب سريرية سابقة، لما يُسمى "شبه الفيروس" الذي أُبطل مفعوله بعد ذلك.
يستهدف فيروس أكسفورد البروتين الشوكي نفسه، ما يبعث على الأمل في أنه قادر أيضاً على تحفيز استجابة مناعية لدى الأشخاص، يمكنها أن تبطل أيضاً مفعول طفرات الفيروس البريطاني المتحور.
© The Independent