ما زالت الأسواق العالمية تعيش مخاوف تراجع التعافي الاقتصادي، في حين ظل معظم المستثمرين يحجمون عن تكوين مراكز قبيل قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي بخصوص السياسة النقدية.
وتراجعت الأسهم الأوروبية، إذ هبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.4 في المئة في التعاملات المبكرة، بعد خسائر بالأسواق الآسيوية وبورصة "وول ستريت". ولم تفلح نتائج مايكروسوفت القوية في مساعدة قطاع التكنولوجيا بأوروبا الذي تراجع 1.3 في المئة، في حين انخفضت أسهم شركات التعدين والنفط والغاز والبنوك نحو واحد في المئة لكل قطاع.
ونزل سهم فريسنيلو لتعدين المعادن النفيسة 3.1 في المئة، بعد ما توقعت الشركة انخفاض إنتاج الذهب خلال العام الحالي. وتراجع سهم إيسيتي لمنتجات النظافة الشخصية 0.6 في المئة، رغم إعلانها تراجعاً أقل من المتوقع للربح التشغيلي الفصلي.
أما سهم "إل. في. إم. إتش" الفرنسية للسلع الفاخرة فارتفع 1.4 في المئة، إذ ساعد ازدهار مبيعات علامات تجارية للموضة مثل لوي فيتون، خصوصاً في الصين، على تخفيف أثر الجائحة. وربح سهم كيرنج المالكة للعلامة جوتشي واحداً في المئة.
إلى ذلك، قال كلاش كنوت، عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، "إن لدى البنك مجالاً لخفض سعر الفائدة على الإيداع مجدداً إذا كان هذا ضرورياً، لتحسين أوضاع التمويل وتحقيق هدفه بالنسبة للتضخم". مضيفاً، "ما زال هناك مجال لخفض أسعار (الفائدة). لكن يجب أن يُنظر بالطبع إلى هذا بالاقتران مع موقفنا النقدي العام الذي تحدده أدوات متعددة".
وتابع كنوت، وهو أيضاً محافظ البنك المركزي الهولندي، في مقابلة مع "بلومبيرغ تي. في"، "المركزي الأوروبي سيتابع عن كثب تعزز اليورو في الآونة الأخيرة، لتحديد تأثيره في توقعات التضخم". لافتاً إلى أنه "متفائل بحذر" حيال تعافي اقتصاد أوروبا خلال 2021، إذ "ينبغي أن يتيح توزيع لقاحات الوقاية من كورونا مجالاً أكبر للنمو في النصف الثاني من العام".
الدولار في صعود
وعلى صعيد العملات، ارتفع الدولار مقابل سلة من العملات، إذ تترقب الأسواق تعليقات لجيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي، الذي من المرجح أن يجدد التزامه بسياسة فائقة التيسير.
وعوضت العملة الأميركية تراجعات مقابل نظيرتها العالية المخاطر، حتى في الوقت الذي تلقت فيه آمال التعافي من الجائحة دفعة من رفع صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي في 2021. وانخفضت عوائد سندات الخزانة، التي يدعم ارتفاعها الدولار منذ بداية العام الحالي، أثناء الليل في ظل حذر بشأن الحجم النهائي وتأخيرات تواجه خطة تحفيز مالي حجمها 1.9 تريليون دولار اقترحها الرئيس جو بايدن.
ومن المقرر أن يعقد باول مؤتمراً صحافياً بعد اجتماع المركزي الأميركي بشأن السياسة النقدية الذي يستمر يومين وينتهي الأربعاء. وصعد مؤشر الدولار 0.1 في المئة إلى 90.284 في أوروبا، عقب انخفاضه 0.2 في المئة في الجلسة السابقة.
وقفز الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوياته منذ أبريل (نيسان) 2018 إلى 1.3753 دولار، قبل أن ينزل قليلاً في التعاملات إلى 1.3724 دولار. وتراجع الدولار الأسترالي 0.2 في المئة إلى 77.30 سنت أميركي، ليقلص ارتفاعاً 0.5 في المئة، أمس الثلاثاء. وتراجع اليورو 0.1 في المئة إلى 1.2146 دولار.
وقال محللون، إن تقارير نُشرت، أمس الثلاثاء، ذكرت أن "المركزي الأوروبي" يدرس ما إذا كانت الاختلافات عن سياسة مجلس الاحتياطي الاتحادي تدعم اليورو، في إطار مراجعة أوسع لأوضاع التمويل، لن يكون لها تأثير ملموس على العملة الموحدة.
الذهب يتحرك في نطاق
وفي المعادن، تحركت تداولات الذهب في نطاق محدود، إذ يترقب المتعاملون في السوق قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي بشأن السياسة النقدية والتطورات المتعلقة بحزمة تحفيز للتخفيف من تداعيات الفيروس في أكبر اقتصاد بالعالم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 1849.16 دولار للأوقية (الأونصة)، وهبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 في المئة إلى 1847.50 دولار. وقال جيفري هالي، كبير محللي السوق لدى أواندا، "يبدو أن الذهب في حالة انتظار، إذ يترقب المستثمرون مجلس الاحتياطي الاتحادي".
وأضاف هالي، "إذا ظل باول يميل إلى التيسير النقدي البالغ، ولا نية لديهم للتراجع، يمكن أن يدعم هذا الذهب ارتفاعاً إلى 1880 دولاراً، بيد أنه إذا بدا متفائلاً بشأن التعافي الاقتصادي، فإن الذهب يمكن أن يلامس مستويات قرب 1800 دولار".
وتلقى الذهب بعض الدعم من مخاوف بشأن ارتفاع الإصابات العالمية بكورونا، التي تجاوزت مئة مليون، في الوقت الذي تواجه فيه دول صعوبات في ظل نقص اللقاحات.
أسهم اليابان تغلق مرتفعة
وفي طوكيو، أغلقت الأسهم اليابانية على ارتفاع بفضل آمال في نتائج أفضل للشركات، بعد أن رفع صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي، بينما قفزت أسهم نيتو دينكو عقب أن عدلت توقعاتها للأرباح. وصعد المؤشر نيكي القياسي 0.31 في المئة إلى 28635.21 نقطة، بينما ربح المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.65 في المئة إلى 1860.07 نقطة.
ورفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي في 2021، وقال إن الركود الذي أوقد كورونا شرارته في العام الماضي سيكون أقل بنحو نقطة مئوية كاملة عن التقديرات السابقة. وقال هيديوكي إيشيجورو، كبير الاستراتيجيين لدى دايوا للأوراق المالية، "الكثير من الأسهم اليابانية شديدة التأثر بالاقتصاد العالمي، المستثمرون ينظرون نظرة جديدة للأسهم اليابانية بعد توقعات صندوق النقد الدولي للاقتصاد العالمي".
وانخفضت الأسهم في آسيا، باستثناء اليابان، بينما نزل مؤشر "إم. إس. سي. آي" للأسهم الآسيوية، باستثناء اليابان 0.3 في المئة. وقفز سهم شركة صناعة المكونات الإلكترونية نيتو دينكو 7.91 في المئة لأعلى مستوى في ثلاث سنوات، بعد أن رفعت الشركة توقعاتها للأرباح التشغيلية السنوية إلى 90 مليار ين (867.89 مليون دولار).
وتصدر السهم قائمة الرابحين على المؤشر نيكي، وتلاه سهم كانون الذي ارتفع 6.71 في المئة، وشارب الذي ربح 6.15 في المئة.