انهارت "وول ستريت"، أمس الأربعاء، على وقع بيان الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) الذي أكد "وجود مخاطر قريبة وتباطؤ مقلق" في وتيرة التعافي الاقتصادي، إذ شهدت الأسهم أكبر انخفاض في يوم واحد بالنسبة المئوية في ثلاثة أشهر.
وهبط مؤشر "داو جونز" الصناعي 633.87 نقطة، أو 2.05 في المئة، إلى 30303.17 نقطة، وخسر "ستاندرد آند بورز 500" بواقع 98.85 نقطة، أو 2.57 في المئة، إلى 3750.77 نقطة، ونزل "ناسداك" 355.47 نقطة، أو 2.61 في المئة، إلى 13270.60 نقطة.
وشهد كل مؤشر من المؤشرات الأميركية الرئيسة الثلاثة أكبر انخفاض يومي بالنسبة المئوية منذ 28 أكتوبر (تشرين الأول)، بحسب بيانات "رويترز". ودفعت الانخفاضات أيضاً مؤشر "ستاندرد آند بورز" إلى المنطقة السلبية لهذا العام.
وبلغ حجم التداول في البورصات الأميركية 23.42 مليار سهم، وهو أعلى بكثير من متوسط 14.31 مليار للجلسة خلال آخر 20 يوم تداول.
بيان الفيدرالي
وترك مجلس الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الرئيس لليلة واحدة بالقرب من الصفر، ولم يجر أي تغيير على مشترياته من السندات الشهرية، وتعهد مرة أخرى بالحفاظ على تلك الركائز الاقتصادية، حتى يعود الانتعاش الكامل من الركود الذي تسبب فيه وباء كورونا.
وعقب اجتماع استمر يومين لمجلس الاحتياطي، خرج رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في تصريحات، بدت لهجته فيها مختلفة بخصوص مستقبل الاقتصاد وحجم الأزمة الحالية، إذ قال "لا يمكنك تكييف الموتيلات والأماكن الرياضية ودور السينما والمطاعم والحانات لتعمل أثناء الوباء. هذا يعني الملايين من الناس. عليك فقط هزيمة الوباء. لم نقم بذلك بعد. نحن بحاجة لإنهاء العمل. في وسعنا القيام بذلك كدولة هذا العام".
تحول في خطاب "المركزي"
وفُسر كلام باول على أنه بمثابة "تحول في خطاب بنك الاحتياطي الفيدرالي"، إذ بات يأخذ أكثر في الاعتبار خطة الدعم المحتملة للاقتصاد على نطاق واسع، وهي خطة إدارة بايدن وحجمها 1.9 تريليون دولار، وغير متفق عليها حتى الآن في الكونغرس. أضف إلى ذلك، اعتراف باول بالشق الطويل الذي تواجهه البلاد في طريق العودة إلى التوظيف الكامل.
لكن، رغم ذلك، تحدث باول عن مرونة الاقتصاد الأميركي، حيث تتكيف الصناعات الرئيسة مثل الإسكان والخدمات المالية وغيرها مع الجائحة باستخدام التقنيات والاستراتيجيات الجديدة.
فقاعة الأسهم
وكان المستثمرون ينتظرون نتائج اجتماع الفيدرالي، إذ انتشرت مخاوف في أوساط "وول ستريت" حول الفترة التي سيُنهي فيها "الفيدرالي" استراتيجية الفائدة شبه الصفرية، التي ستكون بمثابة إعلان بداية النهاية لفورة الأسهم، إلا أن بيان "الفيدرالي" أزال إشارة "مخاطر متوسطة المدى" إلى "المخاطر على المدى القريب". لكن باول قال للصحافيين إن "هناك أدلة جيدة لدعم اقتصاد أقوى في النصف الثاني من هذا العام".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
غير أن القلق بوجود فقاعة في سوق الأسهم كانت حاضرة في أسئلة الصحافيين، حيث تعيش "وول ستريت" مرحلة من ارتفاع جنوني للمؤشرات والأسهم، مثلما حدث مع شركة "غايم ستوب" لألعاب الفيديو التي قفزت أسعار أسهمها أكثر من الضعف، أمس الأربعاء، نتيجة المضاربات العشوائية. ورفض باول التعليق على ارتفاع سهم الشركة والعلاقة مع الفقاعة، وقال إن تركيز جهود البنك المركزي على مواجهة فقاعة أصول محتملة "يضر أكثر مما ينفع".
وشدد باول على أن البنك المركزي "يفضل استخدام الأدوات الاحترازية الكلي"، بما في ذلك اختبارات الضغط ومستويات السيولة، لمعالجة مخاطر الاستقرار المالي، وهو لا يعتقد أن هذه المخاطر كبيرة في الوقت الحالي.
اعتراض لسياسة المركزي
وتواجه سياسة البنك المركزي موجة اعتراضات، حيث تعتبر سبباً في تضخم أسعار الأصول، إذ تذهب السيولة إلى الأسهم والعقار، مما قد يسبب فقاعة، خصوصاً في أسواق الأسهم. وكان قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد ترك سعر الفائدة القياسي في نطاق مستهدف من 0 إلى 0.25 في المئة، والاستمرار في شراء ما لا يقل عن 80 مليار دولار من سندات الخزانة، و40 مليار دولار من الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري كل شهر بالإجماع.
وقال بنك الاحتياطي الفيدرالي مرة أخرى، إنه سيترك برنامج شراء السندات دون تغيير حتى يظهر مزيد من التقدم نحو التعافي، وسيُبقي معدل الفائدة بالقرب من الصفر، حتى يصل التضخم إلى هدفه البالغ اثنين في المئة.
وجرت الموافقة على لقاحات فيروس كورونا عندما عقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي آخر اجتماع للسياسة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حيث أعطي نحو 25 مليون جرعة من العقار منذ ذلك الحين، في وقت تعمل فيه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على تسريع توزيع اللقاح.