من المتوقع أن تعلن شركة "إكسون موبيل" في غضون أيام عن تغييرات في مجلس إدارتها، استجابة لضغوط مستثمرين فيها، لتوجه نشاطها أكثر نحو الاستثمار في الطاقة النظيفة وتقلل من انبعاثات الكربون، أي تقلل من إنتاج النفط. وفي خبر حصري نقلاً عن مسؤولين لم تسمهم، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الخميس 28 يناير (كانون الثاني)، إن اثنين من الصناديق المساهمة في شركة "إكسون موبيل" يضغطان لتعيين أعضاء في مجلس الإدارة من مناصري الطاقة المتجددة والمؤيدين لمكافحة التغير المناخي.
ويضغط صندوق الاستثمار "إنجين نمبر 1" وصندوق "دي إي شو"، وهما من الصناديق المعروفة بنشاطها المناصر لقضايا البيئة، وتختار استثماراتها على أساس التزام الشركات بقضايا مكافحة التغيير المناخي، على إدارة "إكسون موبيل" لتبني إجراءات واستراتيجيات تشغيلية تقلل من الانبعاثات الكربونية الملوثة للمناخ نتيجة أعمال الشركة.
لا تزيد استثمارات الصندوقين على 0.3 في المئة من أسهم شركة الطاقة الأميركية العملاقة، التي تبلغ قيمتها السوقية 193 مليار دولار، لكن صندوق إنجين تحالف مع صندوق معاشات تقاعد المدرسين في كاليفورنيا، المساهم أيضاً في "إكسون موبيل"، لترشيح أربعة أسماء لمجلس إدارة الشركة.
كما أن الرئيس التنفيذي لـ"بلاك روك"، أكبر الصناديق الاستثمارية في العالم، طلب هذا الأسبوع من الشركات التي يستثمر فيها الصندوق، الكشف عن خططها لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وبلاك روك من أكبر المساهمين في شركة "إكسون موبيل".
رد "إكسون موبيل"
وبحسب "وول ستريت جورنال"، ستعين الشركة مديراً أو أكثر ضمن مجلس الإدارة، وقد تعلن عن ذلك خلال أيام مع الإعلان عن نتائجها المالية للعام الماضي. وكانت الشركة خفضت بالفعل مخصصاتها الاستثمارية للمشروعات الجديدة، والتوسع في إنتاج النفط والغاز خلال العام الماضي بسبب ظروف السوق نتيجة أزمة وباء فيروس كورونا (كوفيد-19). وأنهت الشركة العام بتراجع أسهُمها بنحو 30 في المئة.
ورداً على ضغوط الصندوقين الناشطين في مجال حماية البيئة، قالت شركة "إكسون موبيل": "ستواصل إكسون موبيل إبلاغ حملة الأسهم في الأسابيع المقبلة بشأن استراتيجية الشركة، لتعزيز قيمة مضافة للمساهمين ومستدامة على المدى الطويل. كما ستوفر لهم المعلومات حول أداء الشركة وإجراءاتها لمكافحة التغيّر المناخي، بما في ذلك مبادرات لتبني التكنولوجيا التي تساهم في خفض الانبعاثات وتلبي الأهداف المجتمعية لاتفاقية باريس للمناخ".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وينتظر أن تعلن الشركة نتائجها المالية للربع الأخير من العام الماضي 2020 وأيضاً مجمل أدائها في العام كله. وتتوقع الأسواق أن تعلن "إكسون موبيل" عن تراجع العائدات والأرباح في الربع الأخير من العام، ليكون الربع الرابع على التوالي التي تظهر فيه نتائج الشركة تراجعاً.
يذكر أن الشركة تخضع أيضاً لتحقيق من قبل هيئة الأسواق المالية الأميركية حول اتهام الشركة بتضخيم قيمة أحد أصولها الرئيسة في مجال النفط والغاز. هذا في الوقت الذي يضغط فيه مساهمون آخرون في الشركة العملاقة على إدارتها لتعديل استراتيجياتها بما يحسن من قيمة أسهمها المتدهورة.
قرارات بايدن
وما يزيد الضغط على شركة "إكسون موبيل" القرارات التي أعلنتها إدارة الرئيس جو بايدن، الأربعاء 27 يناير، ضمن سياسة الإدارة الجديدة للالتزام بتعهدات اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015، التي انسحبت منها إدارة دونالد ترمب السابقة وقررت الإدارة الجديدة العودة إليها.
ومن بين الأوامر التنفيذية التي وقعها بايدن، قرار تجميد ترخيص الاستكشاف والتنقيب والحفر في الأراضي والمياه الفيدرالية، وكذلك توجيه الإدارات الفيدرالية لفرض إجراءات "المحمية الطبيعية" على 30 في المئة من الأراضي والمياه الأميركية بحلول عام 2030.
ربما لا يؤدي قرار تجميد ترخيص أي مساحات جديدة لشركات النفط والغاز إلى تخفيض كبير في إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة، لأن أغلب الشركات لديها تراخيص بالفعل لمساحات كبيرة غير مستغلة حتى الآن. لكنه في الوقت نفسه يدفع الشركات للعمل على تغيير سياساتها قبل عام 2025 بالتحول إلى إنتاج الطاقة من المصادر المتجددة المستدامة غير الملوثة للبيئة.
بينما يرى البعض في قرارات بايدن ضغطاً على قطاع النفط والغاز، اعتبر آخرون أنها فرصة للشركات للاستفادة من المشروعات الجديدة الصديقة للبيئة. فمن المقرر أن تعلن إدارة بايدن عن استثمارات تصل إلى تريليوني دولار لمشروعات إنتاج الطاقة من الرياح والمصادر النظيفة الأخرى. وستكون الشركات التي تسارع بالتوجه نحو الطاقة النظيفة أكثر استفادة من تلك المشروعات الجديدة.