أكدت وزارة الخارجية الإثيوبية أن قمة الاتحاد الأفريقي المقررة يومي السادس والسابع من فبراير (شباط) الحالي، ستعقد افتراضياً من دون حضور الرؤساء الأفارقة بسبب كورونا، وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية، السفير دينا مفتي، إن القمة الأفريقية العادية الـ 34 لرؤساء دول وحكومات القارة الأفريقية ستعقد افتراضياً بعد ما كان مقرراً عقدها حضورياً للرؤساء بمقر الاتحاد في أديس أبابا، وأضاف دينا خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء، أن الحكومة الإثيوبية كانت قد أكملت استعداداتها لاستضافة القمة مشيراً إلى أن بلاده تحتضن مقرّ الاتحاد ولديها خبرات متراكمة في مجال إعداد واستضافة القمم والمؤتمرات الدولية، لكن تقديرات وتوصيات المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها حالت دون انعقادها حضورياً ليتم تحويلها إلى الإجراء الافتراضي.
مشاركة افتراضية
وكانت مفوضية الاتحاد الأفريقي قد أصدرت بياناً قالت فيه إنه نظراً للظروف الحالية المتعلقة بوباء كورونا، قررت المفوضية عقد جلسة قمة الاتحاد الأفريقي الـ 34 عبر الإنترنت بجدول أعمال مبسط ومشاركة محدودة للدول الأعضاء، وأشارت إلى أنها أبلغت البعثات الدائمة للدول الأعضاء، والدول غير الأفريقية، والمنظمات الدولية المعتمدة لدى الاتحاد الأفريقي بهذا القرار، وبأنه لن تكون هناك دعوات إلى حضور الجلسات الافتتاحية للمجلس التنفيذي والقمة، على أن تكون المشاركة افتراضية عبر الإنترنت.
وكان الاتحاد الأفريقي قد اقترح في منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي عقد قمته بالحضور الشخصي لقادة الدول إلى أديس أبابا قبل تراجعه عن مقترحه.
مفوضية جديدة
وجاءت الدورة الـ 38 للمجلس التنفيذي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي التي انطلقت، الأربعاء، لمدة يومين لمناقشة التقرير السنوي لأنشطة الاتحاد الأفريقي وأجهزته المختلفة، ومدى فعالية الاتحاد في مواجهة جائحة كورونا، بالإضافة الى عدد من الملفات في مقدمها الترشيحات الأفريقية المقترحة للوظائف الدولية، وانتخابات وتعيينات قيادة الاتحاد الأفريقي.
وتصدرت جائحة كورونا جلسات المجلس، وقالت رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي، وزيرة العلاقات الدولية والتعاون في جمهورية جنوب أفريقيا، ناليدي باندور خلال الجلسة الافتتاحية، إن أفريقيا تكافح من أجل الحصول على حصتها العادلة من لقاحات كورونا، وأوضحت أن المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي يجتمع في سياق المعركة العالمية ضد كورونا الذي كان له آثار وخيمة في دول القارة، وأضافت، "في حين أننا لم نصل بعد إلى المستوى الذي يسمح بالتركيز على التعافي، سيكون من المنطقي استخدام وحدتنا الثمينة لابتكار حلول تسمح لأفريقيا بالنمو معاً".
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي المنتهية ولايته، موسى فكي، إن "جائحة كورونا فرضت نفسها علينا، كما هي الحال في بقية العالم"، وأضاف خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية، أن كورونا ما زال يزعج كل أنماط التشغيل والتنمية لدول المنظمة الأفريقية، وأوضح أن الاتحاد الأفريقي وضع في وقت مبكر، عبر المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، استراتيجية تركز على التنسيق الفعال بين الدول وتعبئة أفريقيا وإنشاء صندوق لمكافحة الفيروس، واقتناء المعدات الطبية وتخفيف العواقب الاقتصادية على دول القارة والدعوة لإعفاء وإلغاء الديون المترتبة على عاتق الدول الأفريقية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار فكي إلى أن هذه الإستراتيجية ساعدت على الاستجابة السريعة في منع كارثة صحية قارية، لافتاً إلى أن التحدي الحالي هو الحصول على اللقاحات، وقال إن المفوضية الأفريقية تسعى بمساعدة الشركاء للحصول على كمية كافية من اللقاحات لضمان تطعيم أكثر من 30 في المئة من السكان، نهاية هذا العام.
كما ناقشت اجتماعات المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي الأجندة التي ستبحثها قمة الرؤساء الأفارقة، السبت المقبل، وتطرق الاجتماع الذي اختتم الخميس، إلى التقرير المرحلي عن تشغيل مركز التميز الأفريقي للأسواق الشاملة، إلى جانب تقارير اللجان الفرعية والمتخصّصة للمجلس التنفيذي، وفي ما يتعلق بالأجندة الإدارية، تشهد القمة الأفريقية المرتقبة انتخابات مفوضية الاتحاد الأفريقي الجديدة، لتشمل اختيار رئيس مفوضية الاتحاد ونائبه، بالإضافة الى ست مفوضيات أخرى ذات تخصصات مختلفة.
وتشير توقعات المراقبين إلى بقاء رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي الحالي موسى فكي في منصبه كمرشح وحيد بعد تقديم ترشحه لدورة جديدة في المواعيد الرسمية لشغل المنصب، وفق ما ذكر الاتحاد الأفريقي، إذ لم تتقدم أي دولة أفريقية أخرى بمرشح منافس له ما يعزز إعادة انتخابه لدورة جديدة.
ويتنافس على منصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ثمانية مرشحين من أصل سبع دول أفريقية، وهي جنوب أفريقيا التي تقدمت بمرشحين، إلى جانب كلّ من جيبوتي والصومال، وأوغندا، وروندا، وغانا، وغامبيا، كما تقدم 66 مرشحاً من الدول الأفريقية لشغل وظائف المفوضيات الست الأخرى لهياكل الاتحاد.
شعار متأثر بكورونا
وتأتي القمة الحالية للاتحاد الأفريقي تحت شعار، "الفنون والثقافة والتراث: روافع لبناء أفريقيا التي نريد"، وسيتم تقديم موضوع هذا العام من قبل إدارة الشؤون الاجتماعية في مفوضية الاتحاد الأفريقي، وتشير أدبيات الاتحاد إلى أن أفريقيا معترف بها عالمياً بفنونها الغنية وتنوعها الثقافي التي تنبع من مجتمعات مختلفة في أنحاء القارة كافة، كما ينظر للتراث الثقافي على أنه تعبير عن أساليب الحياة للإنسان الأفريقي.
وركز المنتدى على مناقشة تأثير جائحة كورونا على قطاعات الفنون، والثقافة، والتراث، والإجراءات العاجلة لدعم هذه القطاعات بما يتماشى مع استراتيجية القارة الأفريقية ضمن أجندة الاتحاد الأفريقي وخططه المستقبلية.
جدير بالذكر أن قمة الاتحاد الافريقي الـ 33 التي عقدت في فبراير 2020 حملت شعار "إسكات البنادق"، ضمن استراتيجية أفريقية لإنهاء النزاعات والحروب في القارة الأفريقية، وشغل كل من الملف الليبي والحرب على الإرهاب في الساحل الأفريقي اهتماماً واسعاً ضمن أجندة القمة، إضافة الى ملفات أخرى لمنطقة التجارة الحرة القارية التي أجيز العمل بها في بداية يناير (كانون الثاني) الماضي ، فضلاً عن متابعة خريطة الإصلاح المؤسسي، والاستقلال المالي للاتحاد الأفريقي.
التحديات
وتشير آراء مراقبين إلى عدم ترقب نتائج على قدر التوقعات للقمة الأفريقية المرتقبة في زمن كورونا، لا سيما في ظل ما تعانيه القارة من ظروف مادية صعبة تحول دون التعامل مع الوباء كما يجب، فضلاً عن تحديات أخرى منها أزمة سدّ النهضة والأوضاع غير المستقرة في منطقة القرن الأفريقي وسواها من الأزمات.