تصدرت السعودية طيلة الأيام الماضية العناوين الرئيسة في أجندة السياسة الخارجية الأميركية، فبعد أن تبنت إدارة جو بايدن نهجاً جديداً لحل الأزمة اليمنية، كشفت الولايات المتحدة عن نيتها شطب الحوثيين من قائمة الإرهاب، وتراجعت عن دعم العمليات العسكرية في اليمن، ضمن حزمة تغييرات، أثارت التساؤلات حول مستقبل العلاقة بين بلدين تجمعهما على الدوام حروب مشتركة من معارك الإرهاب، وحتى تحرير الكويت من قبضة الغزو العراقي.
وعلى وقع التكهنات بشأن العلاقة بين واشنطن والرياض، قال الناطق باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن "السعودية شريك رئيس في عديد من الأولويات، بما في ذلك الأمن الإقليمي، ومكافحة الإرهاب"، مؤكداً أن "مصلحة الولايات المتحدة تكمن في الحفاظ على التعاون الاستراتيجي معها، والعمل معاً لردع التهديدات الإيرانية".
وكشف برايس في تصريحات لـ"اندبندنت عربية"، عن أن بايدن قال إنه يتطلع لمعرفة "كيف تنوي السعودية تغيير نهجها للعمل مع الإدارة الأميركية الجديدة"، مؤكداً رغبة بلاده في خوض مناقشات مع الجانب السعودي لتشكيل مستقبل العلاقة.
التزام مشترك
وعلى الرغم من تكهنات تبني الرئيس الأميركي سياسات أقل حدة من سلفه تجاه إيران ومخاوف بعض دول المنطقة من عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي بشكله السابق، أكد الناطق باسم الخارجية الأميركية، التزام بلاده "العمل المشترك لمساعدة الرياض على تعزيز دفاعاتها"، مشيراً إلى أن "مصلحة الولايات المتحدة تكمن في الحفاظ على التعاون الاستراتيجي مع السعودية، في عديد من المجالات، ومنها العمل المشترك لردع التهديدات الإيرانية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبعد أن رمت الولايات المتحدة بثقلها السياسي في سبيل حل الأزمة اليمنية، واتخذت خطوة غير مسبوقة بتعيين تيموثي ليندركينغ مبعوثاً خاصاً لهذا الشأن، جدد برايس "تعهد الرئيس بايدن بإنهاء الدعم العسكري الأميركي للعمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن"، وأكد "تنشيط الدبلوماسية الأميركية لإنهاء الحرب"، منوهاً بـ"الارتقاء بدور حقوق الإنسان في العلاقة مع السعودية، وعبر المنطقة".
شريك رئيس
وبينما أثار تجميد مبيعات السلاح المؤقت للسعودية والتراجع عن دعم التحالف في اليمن قلق مراقبين من أن يزعزع بايدن من التزامات واشنطن تجاه أمن الرياض، ويعيدها إلى وضعها "غير الطبيعي" في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، وصف برايس، السعودية بـ"الشريك الرئيس في عديد من الأولويات"، التي يأتي في مقدمتها الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب، لافتاً إلى أن "الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية بحاجة إلى أن تعكس وتحترم القيم والمصالح التي تجلبها الولايات المتحدة".
وأضاف "يتوقع الشعب الأميركي أن سياسة الولايات المتحدة تجاه شراكتها الاستراتيجية مع السعودية ستعطي الأولوية لسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان. وبناءً على ذلك، ستتعاون الولايات المتحدة مع السعودية، حيث تتوافق أولوياتنا، ولن نخجل من الدفاع عن المصالح والقيم الأميركية حين لا تتماشى مع ذلك".
ولم تتجاهل الخارجية الأميركية "اتفاقات أبراهام" التي أحرزتها الإدارة السابقة، إذ أكدت أنها تعتزم "تشجيع السعودية على الانضمام إلى الدول العربية الأخرى في تطبيع العلاقات مع إسرائيل"، في حين تتمسك الرياض بمبادرتها لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وترفض إقامة علاقات مع إسرائيل من دون تطبيق المبادرة التي أطلقت في القمة العربية ببيروت عام 2002.