توصلت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص الذين نجوا نسبياً من مرض "كوفيد–19" الذي يسببه فيروس كورونا، والذين أظهروا أعراضاً خفيفة أو حتى مرّت عليهم العدوى من دون أعراض، قد يكون ذلك بفضل أسلافهم البدائيين، أي إنسان نياندرتال، وذلك وفق تقرير نشره موقع "سي أن أن".
ووجد الباحثون طفرة جينية تقلل من خطر الإصابة بعدوى "كوفيد-19" الحادة بنحو 22 في المئة، وتم العثور عليها في كل العينات التي أُخذت من الحمض النووي لإنسان نياندرتال، وفي حوالى 30 في المئة من العينات لأشخاص من أصول أوروبية وآسيوية.
وأورد تقرير "سي أن أن" أن الباحثين أفادوا يوم الثلاثاء 16 فبراير (شباط) الحالي، بأن "المنطقة الجينية المعنية تؤثر في استجابة الجسم المناعية لفيروسات الحمض النووي الريبي مثل فيروس كورونا، وكذلك فيروس غرب النيل وفيروس التهاب الكبد سي". وكتب الباحثون أن "هذه المنطقة تشفّر البروتينات التي تنشط الأنزيمات المهمة أثناء الإصابة بفيروسات الحمض النووي الريبوزي".
وأفاد العاملان في "معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية" في لايبزيغ بألمانيا، سفانتي بابو وهوغو زبيرغ، أنه "قد تكون إحدى تلك الطفرات التي تم تناقلها عبر آلاف السنين، لأنها ساعدت الناس في البقاء على قيد الحياة". وكتب بابو وزبيرغ، "لقد أظهرنا أن النمط الفرداني على الكروموسوم 12، والذي يرتبط بانخفاض بنسبة 22 في المئة تقريباً في الخطر النسبي للإصابة بمرض شديد بـ "كوفيد-19" عند الإصابة بفيروس سارس- كوف-2، موروث من إنسان نياندرتال".
وأضافا، "الخطر النسبي للحاجة إلى دخول العناية المركزة ينخفض بنحو 22 في المئة لكل نسخة من النمط الفرداني لإنسان نياندرتال".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشارت الدراسة إلى أن "هذا النمط الفرداني موجود بترددات كبيرة في كل مناطق العالم خارج أفريقيا، وموجود لدى السكان في أوراسيا والأميركتين على ترددات الناقل التي تصل في كثير من الأحيان وتتجاوز 50 في المئة".
ويمكن أن يساعد هذا الاكتشاف، وفق "سي أن أن"، على تفسير سبب ارتفاع احتمال معاناة المرضى من أصحاب البشرة السمراء بشدة من مرض "كوفيد-19".
يُذكر أن إنسان نياندرتال، الذي انقرض منذ حوالى 40 ألف عام، عاش جنباً إلى جنب مع البشر المعاصرين وتزاوج معهم أحياناً في أوروبا وآسيا ولكن ليس في أفريقيا، ولا يحمل الأشخاص المتحدرون من أصل أفريقي الحمض النووي لإنسان نياندرتال.
وتقدر الدراسات أن حوالى اثنين في المئة من الحمض النووي لدى المتحدرين من أصول أوروبية وآسيوية يمكن إرجاعها إلى إنسان نياندرتال.
واستخدم الفريق عينات مأخوذة من أكثر من 2200 شخص على قيد الحياة يعانون حالات الإصابة الشديدة بفيروس كورونا أو الضوابط المتطابقة.
ووجد الفريق منطقة وراثية أثرت في القابلية للإصابة بمرض شديد، ثم فحصوا الحمض النووي المأخوذ من الهياكل العظمية لأربعة من البشر القدامى، إنسان نياندرتال عمره 70 ألف عام من سيبيريا، وآخر عمره 50 ألف عام من كرواتيا، وثالث عمره 120 ألف عام من كهف دينيسوفا في سيبيريا، وعينة عمرها 80 ألف عام من الموقع ذاته من إنسان دينيسوفان، وهو نوع فرعي آخر للإنسان القديم.
وتحمل العينات الأربعة الإصدارات ذاتها من ذلك التسلسل الجيني.
وحدد بابو وزبيرغ العام الماضي، طفرة جينية موروثة من إنسان نياندرتال زادت من خطر الإصابة بأمراض خطيرة، وكما هو الحال مع معظم السمات فإن القابلية للإصابة بالمرض والنتائج الخطيرة تتأثر بمجموعة متنوعة من الاختلافات الجينية.