لا قائمة واحدة لحركة فتح للانتخابات التشريعية المقبلة بعكس رغبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في ظل خلافات في صفوف حركتي حماس وفتح على الدخول في قائمة موحدة، ما يطرح تساؤلات جدية بشأن إجراء تلك الانتخابات في مايو (أيار) المقبل.
وبعد أسابيع على تهديد عباس لأي شخصية من حركة فتح تنضم إلى قائمة انتخابية غير قائمة الحركة الرسمية، أًصر عضو اللجنة المركزية للحركة ناصر القدوة على تشكيل "قائمة وطنية موسعة" تعمل على "تغيير النظام السياسي الفلسطيني، وإجراء تغييرات جدية، وإلغاء الثنائية بين حركتي فتح وحماس".
التخلي عن تشكيل القائمة
وفشل الرئيس عباس في إقناع القدوة خلال اجتماعهما الليلة الماضية 19 فبراير (شباط) بالتخلي عن تشكيل القائمة، وتوعد بفصل أي عضو ينضم إليها من حركة فتح باعتباره خارجاً عن صفوف الحركة.
وتمسك القدوة بتشكيل قائمة انتخابية موسعة تضم قيادات من فتح ناقمة على الرئيس عباس، ورجال أعمال، وشخصيات مستقلة، إضافة إلى قيادات محسوبة على القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي المعقتل لدى إسرائيل منذ نحو عشرين عاماً.
وطالب القدوة البرغوثي "بترك تردده، وحسم انضمامه إلى القائمة الموسعة، وفي أن يكون جزءاً أسياسياً فيها"، مضيفاً أن البرغوثي "لا يستطيع الهروب تحت عنوان خوضه الانتخابات الرئاسية التي سندعمه فيها من دون تحفظ وبكل قوة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويقدم القدوة قائمته على أنها طوق نجاة للمشروع الوطني الفلسطيني، وعنواناً لتغيير النظام السياسي الفلسطيني "الذي أصبح بعيداً كل البعد عن التعددية"، واصفاً الوضع الحالي "بأنه ليس فلسطينياً".
ورفض عضو اللجنة المركزية للحركة الاتفاق بين حماس وفتح على إجراء الانتخابات باعتباره "ليس سوى صفقة للحفاظ على بعض المصالح الفردية على حساب المصلحة الوطنية"، مضيفاً أنه "كان يتوجب إعادة قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية، والاتفاق على أرضية سياسية موحدة مقابل شراكة فلسطينية كاملة في السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية".
وشدد القدوة على "الحاجة إلى تغييرات جوهرية، وإعادة حركة فتح إلى وضعها الطبيعي في موقف سياسي مفهوم ومقبول لدى الفلسطينيين".
حالة سياسية مقبولة
وفي دلالة على رفضه التحالف مع القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، أشار القدوة إلى أن الأخير "لا يستطيع تشكيل حالة سياسية مقبولة ومحترمة"، قائلاً إن القائمة يتوجب أن لا تضم رموزاً محسوبة على دحلان.
لكن أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، نفى توجه القدوة لتشكيل قائمة خارج حركة فتح، مضيفاً أن "الحركة موحدة خلف قائمة واحدة، وأن القدوة ملتزم قراراتها".
تهديد إمكانية إجراء الانتخابات
في المقابل، يرى مدير البحوث والسياسات في المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات خليل شاهين، أن قائمة "القدوة - البرغوثي" الموسعة "ستعمل على تهديد إمكانية إجراء الانتخابات، لأنها ستقلب حسابات الرئيس عباس وحركة حماس التي كانت تراهن على انتخابات مضمونة النتائج".
وأوضح شاهين أن "تشكيل قائمة موسعة خارج ثنائية فتح وحماس من شخصيات وطنية مشهود لها بنظافة اليد سوف تفوز بأصوات الساخطين على الحركتين، بسبب مسؤوليتهما عن الانقسام وتردي الوضع السياسي والاقتصادي والحريات العامة".
وأوضح شاهين أن فتح وحماس ترغبان "بانتخابات لإعادة تقاسم السلطة وليس لإنهاء الانقسام" مضيفاً أن حماس "موافقة على بقاء الرئيس عباس على كرسي الرئاسة".
لكن شاهين نوه أن حركة حماس ستواجه حرجاً من قواعدها في حالة دعمت الرئيس عباس أمام مروان البرغوثي في الانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أن الأخير يشكل حالة رمزية لجميع الفلسطينيين، وأنه يسهم بنجاح أي قائمة ينضم إليها أو يدعمها.
وعن تردد البرغوثي في حسم تأييده لتشكيل قائمة خارج حركة فتح، أوضح أن ذلك يعود لكي لا يوصف بأنه أسهم في انقسام في الحركة، إضافة إلى انتظاره لمعرفة نتائج الجهود لتشكيل قائمة موحدة بين فتح وحماس ومعرفة أسماء تلك القائمة.
وقال شاهين إن القائمة الموسعة يمكن أن "تشكل بداية لنهوض تيار وطني فلسطيني يضم الجميع يسعى إلى تغيير المسار".