ما زالت إحدى الطالبات اللواتي اختطفتهن جماعة "بوكو حرام" قبل حوالى ثلاثة أعوام، رهينةً لدى الجماعة الإسلامية النيجيرية. وحينما احتُجزت ليا شاريبو رهينةً، لم تكن قد تعدت الرابعة عشرة، وقد اختطفت من مدرسة داخلية في "دابتشي" بولاية "يوبي" شمال نيجيريا، مع 19 تلميذة أخرى، في فبراير (شباط) عام 2018.
ويذكر ناشطون بأن التلميذة ليا التي تبلغ الآن 17 سنة، هي الفتاة الوحيدة التي لم تُرَدْ بعد إلى أسرتها منذ عملية الدهم، بل ما زالت محتجزة.
وكذلك تشير "المنظمة الدولية للسلام والعدالة الاجتماعية" International Organisation for Peace & Social Justice التي تدعم جهود إعادة بناء السلام في نيجيريا، إلى أن الفتاة المحتجزة تندرج ضمن آلاف النساء والأطفال الذين تعرضوا "للخطف أو القتل أو الإصابة أو الاعتداء الجنسي"، بسبب أعمال العنف المتصاعدة في البلاد.
ولا بد من التذكير بأنه يسجل في كل سنة أكثر من ألف حادث اختطاف في نيجيريا، الدولة الواقعة غرب القارة الأفريقية، في وقت لا يمكن إنكار وقوع عدد من حوادث الخطف الأخرى التي لا يجري إبلاغ السلطات عنها على الإطلاق، بحسب تلك المنظمة الخيرية.
وفي ذلك الصدد، ناشد أيو أديدويين الرئيس التنفيذي لفرع "المنظمة الدولية للسلام والعدالة الاجتماعية" في المملكة المتحدة، الحكومة البريطانية بذل مزيد من الجهد في المطالبة بإطلاق سراح الشابة ليا.
ولفت إلى أن "ليا شاريبو مختطفة على يد "بوكو حرام"، أخطر جماعة إرهابية في أفريقيا. وقد تكون هذه الفتاة إحدى الضحايا "المحظوظات" في نيجيريا، لمجرد أنها لا تزال على قيد الحياة"، مشيراً إلى أنها ستدخل سن البلوغ في مايو (أيار) من هذه السنة.
وأضاف أديدويين، "تعتبر هذه المرحلة من الحياة مفصلية بالنسبة إلى الفتيات في مثل سنها حول العالم. إنها مرحلة تعني اكتشاف الذات. لكن المسألة ليست على هذا النحو بالنسبة إلى مئات لا بل آلاف الشابات البريئات اللواتي احتُجزن في مختلف أنحاء نيجيريا على يد عصابات إرهابية متوحشة، في وقت لا توجد أي إشارات تدل على مكان وجودهن، من شأنها أن تهدئ من روع أسرهن، وكذلك لا توجد علامات على أن محنتهن الطويلة يمكن أن تشارف على الانتهاء".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكذلك ذكر الرئيس التنفيذي لفرع "المنظمة الدولية للسلام والعدالة الاجتماعية" في المملكة المتحدة، بأن فترة ثلاثة أعوام التي تمثل مدة احتجاز ليا شاريبو حتى الآن، تُعد وقتاً طويلاً كمرحلة في تطور الأنثى.
وأضاف، "لقد أمضت الطالبة الرهينة في الاحتجاز على أيدي إرهابيين ما يوازي 78 حجراً صحياً من "كوفيد" لمدة أسبوعين، أو ما يعادل 9 حالات إغلاق لمدة أربعة أشهر". ونبه أيضاً إلى أنه إذا أخفقت المملكة المتحدة في الدفاع عن قيمها على الساحة العالمية، المتمثلة في الحرية الدينية والسلام والعدالة المؤسسية، فلن يفعل أحدٌ بذلك".
وفي السياق نفسه، ناشد أيو أديدويين الناس المساعدة في تسليط الضوء على مسألة اختطاف ليا ونشرها باستخدام الهاشتاغ الآتي على وسائل التواصل الاجتماعي #SpeakUpForLeah [ترجمته حرفياً "ارفعوا الصوت من أجل ليا]. ورأى أن "الضغط المستمر الذي تقوم به حكومة المملكة المتحدة قد يسهم في التأثير على الرئيس (النيجيري محمـد) بخاري بهدف بذل مزيد من الجهد في هذا المجال. بكل صراحة، يمثل الكفاح من أجل ليا مدى كفاحنا من أجل حضارتنا المستندة إلى إرساء الحرية والسلام".
وفي 2014، لقي اختطاف جماعة "بوكو حرام" طالبات من مدرسة "تشيبوك"، إدانة على المستوى الدولي في مختلف أنحاء العالم. وآنذاك، دهم مسلحو الحركة إحدى المدارس وأخذوا 276 فتاة في شاحنات. وفيما تمكنت عشرات منهن من الفرار في الساعات التي تلت اختطافهن مباشرة، تأكد لاحقاً فقدان 219 تلميذة في ذلك الوقت.
وتعد تلك المداهمة إحدى الغارات التي نفذها مسلحون على المدارس في نيجيريا. ووقع أحدث هجوم مشتبه في نسبته إلى تلك الجماعة، في الشهر الجاري على مدرسة ثانوية للبنين في مدينة "كاغارا".
© The Independent