في أول خطوة تتخذها ضد ميليشيات الحوثي منذ رفع اسمها من قوائم الإرهاب الأميركية، فرضت الولايات المتحدة عقوبات مالية على اثنين من "كبار قادة" الحوثيين المتهمين بـ "التخطيط لهجمات ضد مدنيين ودول مجاورة واستهداف سفن تجارية".
وشملت العقوبات منصور السعدي، المعروف بمسؤوليته عن العمليات البحرية لدى الحوثيين، وأحمد علي حسن الحمزي، المتهم بالوقوف وراء هجمات الطائرات المسيّرة.
وتأتي الخطوة بعد شطب الرئيس الأميركي جو بايدن الحوثيين من القائمة السوداء للمجموعات الإرهابية التي وضعهم عليها سلفه دونالد ترمب.
دوافع الخطوة الأميركية
وقالت وزارة الخزانة الأميركية، إن هذه العقوبات "فرضت عليهما لدورهما في إطالة أمد الحرب في اليمن، ومفاقمة الأزمة الإنسانية في البلاد، والإسهام في معاناة شديدة للشعب اليمني".
وأضاف بيان مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في الوزارة، "ندين استهداف الحوثيين مواقع مدنية، فهذه النشاطات ترمي إلى تشجيع نيات النظام الإيراني المزعزعة للاستقرار، وتؤجج النزاع اليمني، مما أدى إلى نزوح أكثر من مليون شخص، ودفع اليمن إلى شفير المجاعة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومنذ بداية الصراع في اليمن، شنّ الحوثيون بدعم إيراني حرباً ضد الحكومة المعترف بها دولياً، مستخدمين صواريخ بالستية ومتفجرات وألغاماً بحرية وطائرات من دون طيار، بحسب الولايات المتحدة التي دانت تلك "العمليات العسكرية التي تشن ضد مواقع مدنية".
من هي الأسماء الجديدة على القائمة؟
وبحسب واشنطن، يخطط منصور السعدي "لهجمات دموية ضد وسائل النقل البحرية الدولية في البحر الأحمر" مستهدفاً سفناً عسكرية ومدنيّة على حد سواء.
وقالت الخزانة الأميركية "إنه تلقى تدريباً كاملاً في إيران، وأسهم في نقل أسلحة إيرانية إلى اليمن بصورة غير شرعية".
كذلك تلقى أحمد علي حسن الحمزي "تدريباً في إيران"، ويقدّم على أنه المسؤول عن برنامج الطائرات المسيّرة التي يستخدمها الحوثيون لشن غارات داخل اليمن وضد دول الجوار.
ونقلت قناة المسيرة التابعة لحركة الحوثي اليمنية اليوم الأربعاء عن مسؤول كبير في الميليشيا، قوله إن العقوبات التي فرضتها أميركا "دليل على أن الولايات المتحدة وراء إطالة أمد الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن".
وقالت المحطة التلفزيونية عن محمد عبدالسلام، المسؤول البارز في حركة الحوثي، قوله "أكثرت أميركا من التصريحات عن السلام ثم ذهبت إلى فرض عقوبات، فهي إذن تدين نفسها بنفسها".
وعلى الرغم من رغبة الرئيس بايدن في إعطاء دفعة جديدة لمفاوضات السلام في اليمن، يتصاعد العنف في مأرب بشمال البلاد بين الحوثيين والحكومة المدعومة دولياً.
واتهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن القيادييَن الحوثييَن اللذين فرضت عليهما العقوبات باستخدام "مواقعهما كرئيس أركان القوات البحرية وقائد للقوات الجوية، لشراء أسلحة من إيران، والإشراف على الهجمات التي تهدد المدنيين والبنية التحتية البحرية".
وفي حين أوقفت واشنطن دعمها العسكري للتحالف الذي تقوده السعودية، وأرسلت مبعوثاً إلى المنطقة مرتين خلال شهر، كثّف المتمردون عملياتهم، فيما يقصف الطيران السعودي مواقعهم لمنع تقدمهم.
وكان الوزير الأميركي حثّ في وقت سابق الجماعة "على وقف الهجوم على مأرب، والانضمام إلى السعوديين والحكومة في اليمن لاتخاذ خطوات بناءة نحو السلام".
في أعقاب الاستهداف
ويأتي الإعلان الأميركي في وقت أعلنت فيه الرياض اعتراضها طائرة مسيّرة اتهمت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران بالوقوف خلفها.
وصرح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العميد تركي المالكي بأنهم نجحوا في "اعتراض وتدمير طائرة من دون طيار مفخخة أطلقتها الميليشيا المدعومة من إيران بطريقة ممنهجة ومتعمدة، لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية في المنطقة الجنوبية".
ويأتي الهجوم غداة إصابة خمسة مدنيين في منطقة جازان الحدودية جراء سقوط مقذوف عسكري، اتهمت الميليشيا ذاتها بإطلاقه.
وقالت السلطات إن هجوم الأمس تسبب في "إصابة خمسة مدنيين، ثلاثة سعوديين ومقيمين يمنييَن، بإصابات متوسطة نتيجة تطاير الشظايا".
وأضافت، "كذلك تضرر منزلان ومحل تموينات وثلاث مركبات مدنية بسبب الشظايا المتطايرة، وتمت مباشرة تنفيذ الإجراءات المعتمدة في مثل هذه الحالات".