على الرغم من انفجار نموذج أولي ثالث غير مأهول لصاروخ "ستارشيب" الفضائي العملاق الذي تطوره شركة "سبايس إكس" الأميركية في نهاية رحلته التجريبية، الأربعاء الثالث من مارس (آذار)، فبخلاف سابقيْه اللذين انفجرا خلال هبوطهما، نجح في أن يحط على الأرض قطعة واحدة، ثم وقعت الحادثة بعد دقائق.
وكتب مؤسس "سبايس إكس"، إيلون ماسك، في تغريدة بعد ساعة من الانفجار، أن صاروخ "ستارشيب إس إن 10 هبط قطعة واحدة".
ولاحظ في تغريدة أخرى أن "فريق سبايس إكس يقوم بعمل ممتاز". وأضاف أن "المقياس الحقيقي للنجاح سيتمثل في يوم من الأيام بأن رحلات ستارشيب ستصبح أمراً مألوفاً".
تفكك "لم يكن في الحسبان"
وبثت "سبايس إكس" وقائع الرحلة التجريبية مباشرة على الهواء، وتولى التعليق عليها جون إنسبراكر الذي قال ما إن هبط الصاروخ على الأرض، "يا له من هبوط سلس ورائع".
إلا أن نيراناً ظهرت في أسفل الصاروخ وكانت الفرق الموجودة في المكان تحاول إخمادها، وما هي إلا دقائق حتى وقع انفجار ضخم قذف بالصاروخ في الهواء، ليتحطم عند سقوطه على الأرض.
وعلقت "سبايس إكس" مازحة من خلال منشور عبر موقعها على الإنترنت، أن صاروخ "إس إن 10 عانى تفككاً سريعاً غير مخطط له بعد وقت قصير من هبوطه، وكأن الاختبار لم يكن على قدر كاف من الإثارة".
فرحة لم تتم
وأقلع هذا النموذج الأولي المسمى "إس إن 10" اختصاراً للرقم التسلسلي 10، قبيل الساعة 23:20 يتوقيت غرينتش من بوكا تشيكا في ولاية تكساس في رحلة شبه مدارية ثالثة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان الصاروخ وصل في غضون دقائق من إطلاقه إلى الارتفاع المحدد له، وهو 10 كيلومترات، لتبدأ بعد ذلك عملية إطفاء محركاته الثلاثة بالتدرج، ويجري سلسلة مناورات أفقية ناجحة قبل أن يستعيد وضعيته العمودية للهبوط مستقيماً.
وللوهلة الأولى، بدا كأن التجربة حققت نجاحاً باهراً، إذ هبط الصاروخ مستقيماً في المكان المخصص له، لكن هذه الفرحة سرعان ما تبددت.
وكان صاروخان من النموذج الأولي نفسه "إس إن 8" و"إس إن 9"، لقيا المصير نفسه في ديسمبر (كانون الأول) وفبراير (شباط)، حين نجحت المركبة الفضائية في الإقلاع ثم العودة أدراجها، لكنها أثناء الهبوط ارتطمت بقوة بالأرض وانفجرت وسط كرة لهب ضخمة.
حلم بالمريخ
وتُجرى هذه الاختبارات في منطقة استأجرتها شركة "سبايس إكس" في أقصى جنوب تكساس وتطل على خليج المكسيك، وهذه المنطقة شبه النائية فارغة بما فيه الكفاية للحؤول دونوقوع أضرار أو سقوط ضحايا في حال وقوع حادثة أو حصول انفجار.
وتراود إيلون ماسك فكرة إرسال أكثر من واحدة من هذه المركبات إلى المريخ مستقبلاً، ولكن في البداية، قد يكون الصاروخ، إذا أصبح جاهزاً للعمل، مفيداً لرحلات أقرب، خصوصاً إلى القمر الذي تأمل وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" بالعودة إليه والاحتفاظ بوجود دائم عليه اعتباراً من العام 2024.
رحلة إلى القمر
و"ستارشيب" هي أيضاً المركبة التي يفترض أن يقوم فيها الملياردير الياباني، يوساكو مايزاوا، برحلة إلى القمر حُدد لها موعد مبدئي سنة 2023، لكن سعرها بقي طي الكتمان.
ونشر مايزاوا على حسابه في موقع "تويتر" الأربعاء، مقطع فيديو أعلن فيه تخصيص ثماني تذاكر لأشخاص سينتقيهم من حول العالم لمرافقته في هذه الرحلة القمرية.
وقال، "أدعوكم للانضمام إلي في هذه الرحلة. ثمانية منكم من كل أنحاء العالم"، مضيفاً "لقد اشتريت كل المقاعد لذا ستكون رحلة خاصة". وينبغي للطامحين إلى المشاركة أن يقدموا طلباتهم قبل 14 مارس، على أن يتم اختيار اللائحة الأولى للمؤهلين بعد أسبوع.
وسيتألف الصاروخ المستقبلي من مركبة فضائية مأهولة وطبقة أولى تسمى "سوبر هيفي"، مزودة بـ 37 محركاً بدلاً من تسعة محركات، ويبلغ ارتفاعها 120 متراً وقادرة على حمل 100 طن في المدار حول الأرض.