توفي غودويل زويليتيني، الملك المكرم لدى شعب الزولو، والشخصية المثيرة للجدل في جنوب أفريقيا، الجمعة 12 مارس (آذار)، عن 72 عاماً بعد أسابيع في المستشفى، بسبب مضاعفات متصلة أساساً بمرض السكري.
وقال مكتبه في بيان "ببالغ الحزن أنعى للأمة وفاة صاحب الجلالة الملك"، مضيفاً "صحة جلالته تدهورت بصورة مأساوية خلال وجوده في المستشفى، وتوفي في ساعات الصباح الأولى".
ملك من دون مملكة
وفي نصف قرن على العرش، حظي زويليتيني بتكريم الملايين من شعبه، لكنه اعتمد نهجاً جدلياً، خصوصاً من خلال إعادته رقصات العذارى ودعوته إلى طرد المهاجرين الأفارقة واصفاً إياهم بـ"النمل" و"القمل"، ما أجج هجمات معادية للأجانب في البلاد.
هذا الملك المجرّد من أي سلطة والمعروف بتصريحاته المثيرة للجدل، كان يملك نفوذاً روحياً على نحو 11 مليون شخص من شعب زولو، أكبر مجموعة إثنية في البلاد.
وفي جنوب أفريقيا، يحظى الملوك التقليديون باعتراف دستوري، ويؤدون دوراً رمزياً قوياً في أحيان كثيرة.
وسارع الرئيس الجنوب أفريقي، سيريل رامافوسا، إلى الإشادة بالملك الراحل، واصفاً إياه بأنه "رمز هام في تاريخ وثقافة وتراث" البلاد.
وكان زويليتيني، المولود في مدينة صغيرة بمقاطعة كوازولو ناتال شمال شرقي جنوب أفريقيا، قد اعتلى العرش في سن الـ23 بعد وفاة والده الذي كان شديد التعلق به.
وفي عام 1971، في أوجّ سطوة نظام الفصل العنصري، أصبح زويليتيني ثامن ملوك الزولو وأحد أشهر الزعماء التقليديين في جنوب أفريقيا.
سلسلة مواقف مثيرة للجدل
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي السنوات الأخيرة، أثار غودويل زويليتيني الجدل بتصريحات كثيرة معادية للأجانب. وقد أصدر أمراً سنة 2015 يقضي بترحيل المهاجرين الأفارقة، محمّلاً إياهم المسؤولية عن "تنامي الفوضى" في البلاد.
وأثارت هذه التصريحات صدمةً تخطت الحدود، واتُّهم على إثرها الملك الذي كان يرتدي دائماً ملابس تقليدية من جلود الحيوانات، بالتسبّب بموجة هجمات عنصرية أدّت لمقتل سبعة أشخاص وتهجير الآلاف.
وهو ردّ على هذه الاتهامات مؤكداً أن تصريحاته أُخرجت من سياقها. وقال، "لو كان صحيحاً أني دعوت الناس للتقاتل، لكان البلد برمته تحوّل إلى رماد".
وبادر زويليتيني، سليل الزعيم القوي شاكا الذي قاد شعب زولو حتى اغتياله في عام 1828، إلى إعادة ما يُعرف برقصة العذارى أو "أومهلانغا" في ثمانينات القرن العشرين.
وخلال ثمانية أيام، تقطع فتيات يافعات بزي تقليدي وبصدر عارٍ القصب ويرقصن حول المقر الملكي. وحدهن الفتيات العذارى يشاركن في هذه الطقوس، إذ يُمنع على النساء "المدنّسات" قطع القصب.
وفي عام 2018، خاض زويليتيني مواجهةً قضائيةً مع الحكومة، رفضاً لمصادرة جزء من الأراضي الملكية باسم إعادة توزيع الأملاك لمصلحة السود المحرومين خلال حقبة الفصل العنصري. وحذّر من أن المسّ بأراضي مملكته "سيفتح أبواب جهنم". وهو المدير الوحيد لـ2.8 مليون هكتار من الأراضي الملكية بواسطة صندوق ائتمان.
العقاب الجسدي والمثليين ومانديلا
وأثار الملك استنكاراً أيضاً قبل ثلاث سنوات، إثر تأييده العقاب الجسدي في المدارس بحجة أنه يحسّن نتائج التلامذة.
وفي عام 2012، أثار عاصفةً من الردود بسبب تصريحات توجّه فيها إلى المثليين قائلاً، "عليكم أن تعلموا أن الأمر سيئ وأنكم فاسدون. المثلية الجنسية غير مقبولة".
وقبل أول انتخابات ديمقراطية في البلاد سنة 1994، أثار مخاوف كثيرة خصوصاً في حزب نلسون مانديلا، بعدما جمع آلاف الرجال المسلحين بالعصي في شوارع جوهانسبرغ.
وكان أكثرية هؤلاء من أنصار حزب "إينخاتا فريدوم بارتي" لشعب زولو. ووقع إطلاق نار أمام مقر حزب مانديلا، انتهى بمقتل 42 شخصاً وجرح 250 آخرين.
وكان زويليتيني يعيش حياة باذخة في قصور عدة، مع ست زوجات وحوالى 30 ولداً، كما كان يستفيد من موقعه مع دخل سنوي من الدولة تقرب قيمته من أربعة ملايين دولار.