فيما تحيي بريطانيا ذكرى ضحايا وباء "كوفيد-19"، أعلنت أنها ستفرض غرامة قدرها خمسة آلاف جنيه إسترليني (6900 دولار) على مواطنيها الذين سيحاولون السفر للخارج من دون سبب وجيه قبل نهاية يونيو (حزيران)، وذلك في تشديد للقيود الحدودية بالبلاد.
وقضاء العطلات في الخارج محظور حالياً في المملكة المتحدة.
وقال وزير الصحة مات هانكوك لقناة "سكاي نيوز"، "أقرب موعد سنسمح فيه بالسفر إلى الخارج... هو 17 مايو (أيار).
وأضاف أن المراجعة الحكومية للسفر ستتناول مسألة السماح للناس بالسفر إلى الخارج من دون أسباب محددة كالعمل أو التعليم. ومن المقرر أن تقدم المراجعة تقريرها في 12 أبريل (نيسان).
لكن التحذيرات الجديدة التي أصدرها رئيس الوزراء بوريس جونسون، الاثنين، بشأن موجة ثالثة من فيروس كورونا في أوروبا تضع ذروة موسم العطلات في مهب الريح.
وبريطانيا هي الدولة الأكثر تضرراً من فيروس كورونا في أوروبا.
يوم التأمل
وتوقف أعضاء مجلسَي البرلمان، في منتصف النهار بتوقيت غرينيتش، عن العمل والتزموا الصمت لإحياء هذه الذكرى الحزينة وتكريم "ملايين المنكوبين" حول العالم، بحسب بيان.
دعي البريطانيون في "يوم التأمل" هذا إلى إضاءة النور أو شمعة أو هاتف خليوي أو مصباح يدوي على عتبات المنازل في المساء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في مساء 23 مارس (آذار) 2020، قرر جونسون الإعلان عن الإغلاق الفوري في المملكة المتحدة، بعدما أقرّته دول أوروبية أخرى، وكان عدد الوفيات بسبب الفيروس يبلغ حينها أكثر من 300 حالة.
وبعد مرور عام، تشهد البلاد ثالث إغلاق الذي فرض في أوائل يناير (كانون الثاني) لوقف موجة مميتة للغاية، تُعزى إلى الفيروس المتحوّر البريطاني الأكثر عدوى، وسجلت أكثر من 126 ألف حالة وفاة، وهي الحصيلة الأعلى في أوروبا، وأكثر من 4.3 مليون إصابة، بينهم رئيس الوزراء جونسون وولي العهد الأمير تشارلز.
وأكد الأمير تشارلز أن البريطانيين خرجوا "من هذه الأوقات مع الثقة المتجددة ببعضهم البعض"، معتبراً أن العام الماضي "امتحن إصرارهم ومقاومتهم".
وقال رئيس مجلس العموم ليندسي هويل في بيان، "لم ينجُ أي منّا من محنة كوفيد-19، من صدمة الحرمان من حرياتنا إلى الحزن على فقدان أحد أفراد الأسرة".
وأضاف "لذلك من العدل، بعد مرور عام، أن نأخذ الوقت الكافي للتفكير في ما عانيناه كأمة، وأن نحيي ذكرى عدد كبير من الأرواح التي زُهقت والأسر المنكوبة".
العام الأصعب
ودعا جونسون البريطانيين إلى الاستفادة من هذه الذكرى "للتفكير في ما حدث العام الماضي، وهو أحد أصعب الأعوام في تاريخ بلادنا".
وقال هانكوك لشبكة "سكاي نيوز"، "لقد كان عاماً صعباً للغاية، وربما الأصعب منذ جيل"، مؤكداً أنه "من الضروري" استقاء العبر.
وتعتمد الحكومة المحافظة التي طالما اتُّهمت بسوء إدارتها للوباء وتأخرها في تقييم مدى الأزمة الآن على حملة التطعيم الواسعة النطاق، وهي من الحملات الأكثر تقدماً في العالم، بغية رفع القيود تدريجاً بحلول نهاية يونيو.
ومنذ إطلاق حملة التطعيم الواسعة في أوائل ديسمبر (كانون الأول) في المملكة المتحدة، تلقّى نحو 28 مليون شخص جرعة أولى من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، ومنهم الملكة إليزابيث الثانية ورئيس الوزراء، فيما تم تحصين نحو 2.3 مليون شخص بجرعتين.
وتستخدم المملكة المتحدة لقاحَي "فايزر- بايونتيك" و"أسترازينيكا- أوكسفورد"، وأجازت لقاحاً ثالثاً هو "موديرنا" الذي سيكون متاحاً "خلال الأسابيع المقبلة"، وفقاً للحكومة.
ويتمثّل هدف الحكومة في تقديم جرعة أولى من اللقاح للأشخاص الذين يبلغون أكثر من 50 سنة بحلول منتصف أبريل ولجميع البالغين بحلول نهاية يوليو (تموز).
وأقرّت الحكومة أن البلاد قد تواجه مشكلات في إمدادات لقاح "أسترازينيكا" في أبريل ناجمة عن تأخر في تسليم الجرعات المصنعة في الهند، من دون التطرق إلى خطتها لرفع الإغلاق.
ويشكّل التزوّد بهذا اللقاح الذي اعتبرته وكالة الأدوية الأوروبية الخميس "آمناً" بعد مخاوف من آثاره الجانبية، خلافاً مع الاتحاد الأوروبي، الذي هدد بمنع تصدير الجرعات المنتجة على أراضيه.
ورأت لندن أن مثل هذا الإجراء سيكون "غير مجدٍ". ودعا جونسون الاثنين إلى "تعاون دولي" في شأن اللقاحات.