دخلت أسواق المال العالمية في حالة شك، بسبب الغموض حول عودة الاقتصاد العالمي، حيث شددت دول أوروبية القيود مع ارتفاع الإصابات، مما أقلق البورصات الأوروبية التي بلغت أدنى مستوياتها في أسبوعين، مع تأثر المعنويات بتجدد إجراءات العزل العام في أنحاء منطقة اليورو والخلاف بشأن توريد لقاحات كورونا قبيل صدور بيانات عن أنشطة الأعمال.
وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.6 في المئة، بعد ما أثار احتمال رفع ضرائب في الولايات المتحدة، لتعويض مدفوعات حزمة التحفيز الكبيرة مخاوف في وول ستريت الليلة قبل الماضية.
قيود التصدير
وفي غضون ذلك، قال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي، من المقرر أن يوسع التكتل قيود تصدير لقاحات كورونا إلى بريطانيا ومناطق أخرى لديها معدلات تطعيم أعلى بكثير وحتى تغطي حالات تقوم فيها شركات بتأخير إمدادات متعاقد عليها.
وكانت أسهم شركات صناعة الرقائق الإلكترونية، مثل "أيه. أس. أم إنترناشونال" و"أيه. أس. أم. أل" و"بي. إي سيميكونداكتور" الأعلى ربحاً على ستوكس 600، إذ ارتفعت ما بين ثلاثة في المئة و5.3 في المئة، بعد ما أعلنت شركة "إنتل كورب" الأميركية خطة بـ20 مليار دولار لتوسيع طاقة تصنيع الرقائق المتطورة.
وسجلت أسهم البنوك وقطاعا التجزئة والسفر أكبر تراجع في ظل مخاوف حيال التعافي.
وعلى الصعيد الاقتصادي أظهرت أرقام رسمية أن تضخم أسعار المستهلكين في بريطانيا انخفض إلى 0.4 في المئة خلال فبراير (شباط) من 0.7 في المئة في يناير (كانون الثاني)، مما يعكس نماذج غير معتادة للخصومات على الملابس. جاء ذلك مقابل توقعات في استطلاع رأي أجرته وكالة "رويترز" لارتفاعه إلى 0.8 في المئة.
الدولار يبلغ ذروة 4 أشهر
وفي العملات سجل الدولار أعلى مستوى في أربعة أشهر، إذ أدت المخاوف إزاء موجة ثالثة من الجائحة في أوروبا، واحتمال رفع الضرائب بالولايات المتحدة والتوتر المتصاعد بين الغرب والصين إلى تأثر الإقبال على المخاطرة.
وارتفع مؤشر الدولار إلى ذروة أربعة أشهر عند 92.608 في التعاملات المبكرة بلندن، وهو أعلى مستوى منذ 23 نوفمبر (تشرين الثاني).
وصعد المؤشر، الذي يقيس قوة العملة الأميركية مقابل سلة من العملات نحو ثلاثة في المئة منذ بداية العام، مخالفاً توقعات عدد كبير من المحللين لتراجعه.
اليورو في أدنى مستوى
وسجل اليورو أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.1812 دولار، بعد ما مددت ألمانيا أجل إجراءات العزل العام، وحثت المواطنين على التزام المنازل خلال عطلة عيد الفصح.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويلقى الإقبال على الأصول الآمنة دفعة إضافية، عندما قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين للنواب، إنه ستكون هناك حاجة إلى رفع الضرائب في المستقبل، لتعويض مدفوعات مشروعات بنية تحتية واستثمارات أخرى عامة.
كما أدى فرض الولايات المتحدة وأوروبا وبريطانيا عقوبات تتعلق بحقوق الإنسان على الصين، التي ردت بعقوبات أيضاً، إلى تفاقم المخاوف في الأسواق.
وتراجع الين الذي يعد ملاذاً آمناً، والذي ربح في التعاملات الآسيوية 0.1 في المئة في بداية التداول في لندن. وهبط الدولار الأسترالي من جديد، اليوم، إذ نزل إلى 0.7582 دولار، وهو مستوى لم يشهده منذ الخامس من فبراير.
وانخفض الجنيه الإسترليني إلى 1.3675 دولار، وهو أدنى مستوى أيضاً منذ أوائل فبراير.
وبالنسبة إلى العملات المشفرة، ربحت بتكوين أربعة في المئة إلى 56500 دولار، من مستوى قياسي مرتفع بلغ 61781.83 دولار.
عودة اقتصاد منطقة اليورو إلى النمو
وفي أوروبا أظهر مسح أولي عودة مفاجئة للنشاط الاقتصادي في منطقة اليورو إلى النمو هذا الشهر، إذ زادت المصانع إنتاجها وصولاً إلى أسرع وتيرة في أكثر من 23 عاماً، معوضة تباطؤاً مستمراً في قطاع الخدمات المهيمن بالمنطقة.
لكن، القراءة النهائية للمسح وأيضاً أرقام أبريل (نيسان) قد تكون أقل في الوقت الذي تعاني معظم أنحاء أوروبا موجة ثالثة من كورونا وتجديد فرض إجراءات العزل العام، إضافة إلى بطء توزيع اللقاحات بالمنطقة.
وقفزت القراءة الأولية لمؤشر "آي. أتش. أس ماركت" المجمع لمديري المشتريات، الذي يعتبر مؤشراً جيداً على متانة الاقتصاد، فوق مستوى الخمسين الذي يفصل النمو عن الانكماش إلى 52.5 في مارس مقارنة مع 48.8 في فبراير، مسجلاً أعلى قراءة منذ أواخر 2018.
وأبدى أكثر المشاركين في مسح لـ"رويترز" تفاؤلاً بأنه سيرتفع إلى 51.0، بينما كان متوسط التوقعات يشير إلى زيادة بسيطة إلى 49.1.
وقال كريس وليامسون، كبير الاقتصاديين لدى "آي. أتش. أس ماركت"، "الآفاق متدهورة في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بكورونا وإجراءات العزل العام الجديدة". مضيفاً "ما زال قطاع الخدمات نقطة ضعف الاقتصاد، لكن حتى بالنسبة إليه فقد تراجع معدل الانخفاض في مارس مع استفادة الشركات من انتعاش قطاع الصناعات التحويلية وتأقلم العملاء مع الحياة في ظل جائحة وبقاء الآفاق متفائلة نسبياً".
الذهب يصعد
وفي المعادن، ارتفعت أسعار الذهب مع استقرار عائدات سندات الخزانة الأميركية قرب أقل مستوى في أسبوع، في حين تجاهل المعدن صعود الدولار في أعقاب تأكيد رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول أن معدل التضخم "لن يخرج عن نطاق السيطرة".
وصعد المعدن الأصفر في السوق الفورية 0.2 في المئة إلى 1730.25 دولار للأوقية (الأونصة)، كما ارتفعت عقود الذهب الأميركية الآجلة 0.2 في المئة إلى 1728.60 دولار للأوقية.
وقال جيجار تريفيدي، محلل السلع الأساسية في شركة السمسرة أناند راثي شيرز في مومباى، إن انخفاض العائدات "يُسهم في بقاء الذهب مرتفعاً، وثمة صراع محتدم بين المراهنين على صعود الأسعار وهبوطها من هذه المستويات". مضيفاً "طغى صعود الدولار على انخفاض عائدات السندات لأجل عشر سنوات".
ونزلت عائدات السندات لأقل مستوى منذ 16 من مارس، بينما تخطى الدولار أعلى مستوى في أسبوعين بعد ما صرح باول أمام الكونغرس الأميركي، أمس، بأنه يتوقع ارتفاع معدل التضخم خلال العام، لكن الزيادة "لن تكون كبيرة جداً أو دائمة".