مثلنا جميعاً، تخفي كايت وينسلت عدداً من العيوب عن كاميرا تطبيق "زووم". تعترف ضاحكة، "لقد حاولت أن أجعل الخلفية تبدو جميلة، لكن ليس لديك أي فكرة عما يجري هنا. توجد بطانيات، وطاولة تنس مغطاة ببطانية، ودراجة بيلوتون هناك، وكرسي بال قديم ما زلت أحاول التخلص منه. إن طبيعة كل ما نفعله بشكل مؤقت حالياً، جنونية حقاً".
وترى الممثلة (45 عاماً) الحائزة جائزة أوسكار، إن العام الماضي، على الرغم من كل الصعوبات التي واجهتها في سبيل جعل نفسها ومنزلها لائقين بالظهور أمام الجمهور، منحها وقفة جادة كي تفكر في الطريقة التي ستعمل بها في المستقبل، ليس من حيث الكفاءة وحدها، لكن من وجهة نظر بيئية أيضاً. وتضيف، "بالمناسبة أنا من المعجبين بتطبيقي "زووم" ومايكروسوفت "تيمز" Teams، أعتقد أنهما مذهلان".
وتتابع، "لقد عقدت اجتماعاً مهماً بهدف مناقشة النصوص الليلة الماضية مع نحو ثمانية أشخاص وأنجزنا الكثير. إذا فكرت في عدد تذاكر الطيران التي توفرينها وأطنان ثاني أكسيد الكربون التي لا تتسببين في انبعاثها ضمن البيئة، تجدين أن قدرتنا على فعل ذلك بهذه الطريقة، أمر مدهش حقاً".
وتضيف وينسلت أنها "تعي بشدة" معدل استخدامها (الكبير) للرحلات الجوية في السابق، مشيرة إلى أنه، "بالنسبة إلي، يجب أن يتغير هذا الجانب بالتأكيد، لقد تغير على الصعيد الشخصي في داخلي. آمل أن أتمكن من فعل ذلك أيضاً (في حياتي اليومية). وبالنتيجة كذلك، آمل أن تبدي شركات التوزيع وشركات الأفلام تفهماً حين يغير الممثلون موقفهم ويقولون لهم "حسناً، اسمعوا، لن نسافر سوى خمس أو ست رحلات جوية طويلة هذا العام. ولا يمكننا أن نحتسب ذلك ضمن رحلاتي في الذهاب إلى مدينة نيويورك لإجراء لقاء في برنامج حواري، فهل يمكننا القيام بذلك عن طريق "زووم"؟. لقد شاركت في عدد من البرامج الحوارية الحية بواسطة تطبيق "زووم" هذا العام. إنها وسيلة تعمل بشكل جيد والنتيجة نفسها تماماً". تتوقف للحظة وتتابع، "وكنت أرتدي خُفاً منزلياً في 100 في المئة من اللقاءات!".
قضت وينسلت فترة الإغلاق في منزلها في المملكة المتحدة، وهو قريب بما يكفي من الساحل للعثور على بقعة للتنقيب في الشاطئ. لقد أصبحت شبه مهووسة بهذا النشاط بعد دورها الأخير في فيلم "أمونيت" Ammonite، الذي أدت فيه دور عالمة الأحفوريات الحقيقية ماري أنينغ التي علّمت نفسها بنفسها.
في حين أن الفيلم لا يلتزم بشدة أسلوب السيرة الذاتية، والشخصيات التي أغرمت بها أنينغ قد طواها التاريخ، فإن العمل يروي قصة حب مثلي مع امرأة شابة، لعبت دورها ساويرس رونان. وفيما جاءت اكتشافات آنينغ مهمة في تشكيل فهمنا للحياة في عصور ما قبل التاريخ، جاءت المعايير المجتمعية السائدة في العصر الفيكتوري كي تحسم أنه لن تقبل تلك السيدة أبداً في نخبة المجتمع العلمي، بالتالي لن يكون اسمها معروفاً بالنسبة إلى كثيرين من الناس.
واستطراداً، تحكي وينسلت أنها سمعت عن أنينغ قبل أن يسند الدور إليها، لكن لم تكن لديها أي فكرة عن أهمية عملها. وتضيف، "لم أكن أعرف أنها عثرت على أول "إكثيوصور" (كائن بحري منقرض) مع بلوغها الحادية عشرة من العمر. وآنذاك، لم يكن لدي أي فكرة عن مدى أهمية اكتشافاتها العلمية في عالم الجيولوجيا، بالتالي كان ذلك تثقيفياً حقاً. لست خبيرة بأي حال من الأحوال إلى الآن، لكنني تمكنت من العمل مع عالم أحفوريات، وتعلمتُ تلك المهارات بالفعل، وتمكنت من العثور على بعض الأحفوريات الخاصة بي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي سرد آخر، تبين وينسلت أنه بات من المستحيل عليها أن تسير الآن على شاطئ من دون أن تمشطه بحثاً عن أحفوريات مختفية، إضافة إلى أن هذه الهواية الجديدة لم تستحوذ عليها وحدها. وتوضح "يتصل بي أصدقائي الآن ويقولون لي "لقد وجدنا شيئاً ما على الشاطئ اليوم وتساءلنا إذا كان بإمكانك إخبارنا هوية ذلك الشيء". فأقول لهم "لا، إنه مجرد حجر. آسفة".
وتضيف، "في المقابل، أدأب على البحث باستمرار. وأخبرني بادي هاو Paddy Howe ( وهو عالم جيولوجي في متحف "لايم ريجيس" Lyme Regis Museum) الذي كان معلمي عندما كنا نعمل في الفيلم، إنك لن تذهبي إلى الشاطئ مرة أخرى من دون أن تبحثي وتوجهي نظرك إلى الأسفل طوال الوقت. ستعتقدين دائماً، حتى في ممرات المشي والطرقات الريفية، أنك ستعثرين على شيء مغروز في الأسمنت. إن هذا هو ما أفعله إلى حد بعيد طوال الوقت الآن".
قالت نجمة أفلام "تايتانك" Titanic و"العطلة" The Holiday و"إشراقة أبدية لعقل نظيف" Eternal Sunshine Of The Spotless Mind ، إنها تريد، إضافة إلى تعريف الجماهير بالعالِمَة أنينغ، رؤية مزيد من قصص الحب المثلي في السينما السائدة. وتوضح، "إنه أمر مثير للاهتمام حقاً. إذا حدثت وفرة في هذه القصص، فلن نشعر بشكل تلقائي أننا مضطرون إلى إجراء مقارنة مع الأعمال القليلة الموجودة بالفعل. لذلك، أحد أكثر الأمور تأثيراً التي تعلمتها من فيلم "أمونيت" تتمثل في أننا نروي حكاية امرأتين في قصة الحب التي نطرحها. ثمة شخصان يقعان في الحب. لم يجرِ تناول أو معالجة حقيقة أنهما من الجنس نفسه بأي طريقة تخفي علاقتهما تحت رادء من السرية أو التردد أو الخوف. وبالنسبة إلي، آمل أن نكون قادرين على التقدم أكثر في هذا الاتجاه. في كثير من الأحيان، عندما نروي قصص الحب المثلي في السينما يكون هناك صبغة العار أو المحرّم وبالتالي الخاطئ، ونأمل أنه بمجرد سرد هذه القصص وجعلها طبيعية، سنساعد على حدوث تطور وتقدم في الطريقة التي ينظر بها الجمهور إلى أفراد مجتمع "الميم" وعلاقاتهم. أنا شخصياً آمل حقاً أن نجد مزيداً من الأفلام التي تتناول مجتمع "الميم" تشق طريقها ضمن السائد لأنني لا أفهم سبب عدم وجودها فيه".
وفي تفاصيل متصلة، فقد عملت وينسلت ورونان عن كثب مع المخرج فرانسيس لي في مشاهد الحب المخرجة بشكل جميل. وتروي النجمة وينسلت أنهم أصروا على عدم رغبتهم في الاختباء داخل رداء الأزمنة البائدة. وتضيف، "لم نكن نريد أن نكون خجولين، لمجرد صنع عمل سينمائي يتناول فترة زمنية معينة. وفي الغالب، يجري التعامل مع الحميمية في الأفلام التي تدور في عصر ما بطريقة أكثر حساسية أو ما شابه ذلك. لم نشعر حقاً بأن هذا كان ضرورياً. أردنا أن نُظهر فعلاً العلاقة العميقة والشغوفة والمحِبة والواثقة بين هاتين المرأتين، وأنها جاءت نتيجة الشوق الهادئ والرغبة العميقة الحقيقية. بالفعل، بدا رائعاً تجسيد قصة الحب هذه مع فرانسيس وساويرس. لقد طغى جو من الثقة على الغرفة. وفي نهاية المطاف كذلك، تعرف النساء ما تريده النساء، بالتالي كان هناك تناغم بيني وبين ساويرس علمني كثيراً. ما زلت أتعلم كيف تكون المشاعر مختلفة. لقد لعبت أدوار شخصيات من مجتمع "الميم" في الماضي أو شاركت في مشاهد حميمة لها طبيعة مثلية، لكن ليس إلى هذه الدرجة. وأعتقد أننا أردنا أن نجعل تنفيذ المشاهد شيئاً يخدم قوة الحب الذي يجمع بين ماري وشارلوت".
(يتوفر فيلم "أمونيت" للمشاهدة عند الطلب عبر جميع المنصات الرقمية اعتباراً من 26 مارس 2021)
© The Independent