تقترب الأسواق العالمية من أعلى مستوياتها بدعم الانتعاش الاقتصادي الأميركي في وقت بدأت فيه أوروبا توسيع اللقاحات ضد فيروس كورونا مع الاستعداد للتراجع عن بعض القيود، لكن تبقى دول ما زالت تحت ضغط كورونا، مما يثير المخاوف من تأثيرات ذلك على الطلب الذي يطاول السلع والخدمات الدولية.
المؤشر الأوروبي
وبلغ المؤشر القياسي الأوروبي مستوى قياسياً مرتفعاً ليعوض كامل الخسائر التي تكبدها بفعل الجائحة، إذ يراهن المستثمرون على تعافٍ اقتصادي عالمي سريع، يحفزه إنفاق تحفيزي ضخم وحملات تحصين من كوفيد-19. وعاد المتعاملون الأوروبيون إلى السوق بعد عطلة طويلة ليدفعوا المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي للارتفاع 0.9 في المئة إلى 436.16 نقطة، متجاوزاً أعلى مستوياته السابقة على الإطلاق عند 433.90 نقطة، والذي سجله في فبراير (شباط) 2020. وارتفع المؤشر ما يزيد على 60 في المئة من مستوياته المتدنية التي بلغها العام الماضي بسبب الفيروس. وزاد المؤشر "داكس" الألماني واحداً في المئة ليعزز صعوده القياسي في الآونة الأخيرة. وارتفع المؤشر "كاك 40" الفرنسي 0.8 في المئة، وقفز المؤشر "فايننشيال تايمز 100" البريطاني 1.3 في المئة. وبلغت المؤشرات الرئيسة لـ"وول ستريت" أعلى مستوياتها على الإطلاق أمس الاثنين بعد بيانات أشارت إلى تعافٍ قوي لسوق العمل الأميركية ونشاط قطاع الخدمات، مما ساهم في تحسن معنويات المستثمرين حتى مع زيادة الإصابات بفيروس كورونا عالمياً.
وارتفع سهم بنك "كريدي سويس" 0.4 في المئة، بعد خسائر حادة تكبدها البنك السويسري الأسبوع الماضي، إذ أعلن عن خسائر مقدرة بواقع 4.4 مليار فرنك سويسري (4.7 مليار دولار) بسبب علاقته بـ"أركيجوس كابيتال مانجمنت".
فرنسا ستصبح أكبر مساهم في "إير فرانس"
إلى ذلك، ستساهم فرنسا بما يصل إلى أربعة مليارات يورو (4.7 مليار دولار) في إعادة رسملة "إير فرانس كيه أل أم"، مما يرفع حصتها البالغة 14.3 في المئة في مجموعة الطيران لأكثر من مثليها بموجب خطط أعلن عنها اليوم الثلاثاء بموافقة الاتحاد الأوروبي. وستحول الحكومة الفرنسية قرضاً بثلاثة مليارات دولار قدم إلى المجموعة في العام الماضي إلى أداة هجينة، وتلتزم بمليار يورو إضافية لإصدار أسهم مزمعة، لترفع حصتها في "إير فرانس كيه أل أم" إلى نحو 30 في المئة. وقال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير لـ"إذاعة فرنسا إنتر": "من شأن هذا أن يجعل الدولة أكبر مساهم في إير فرانس"، واصفاً التحرك بأنه "مؤشر على الالتزام" تجاه شركة الطيران ووظائفها الفرنسية.
وبموجب الصفقة مع بروكسل، ستتخلى "إير فرانس" عن 18 مدرجاً للإقلاع والهبوط في "باريس-أورلي"، ما يشكل أربعة في المئة من محفظتها الحالية في المطار، لكن تخصيصها للمنافسين، سيقتصر على الطائرات التي تتخذ من المطار مركزاً، ولديها أطقم تعمل بموجب عقود محلية وفقاً للشروط التي تفاوضت عليها فرنسا.
وقال لو مير "كانت إحدى النقاط الخلافية في المحادثات". وقالت "إير فرانس كيه أل أم"، إن الدولة الهولندية لا تعتزم المشاركة في زيادة رأس المال، ولذلك فمن المرجح أن تتقلص حيازتها البالغة 14 في المئة بفعل إصدار الأسهم.
الدولار يتراجع
وفي العملات استقر الدولار قرب أقل مستوى في أسبوعين تقريباً مقابل سلة من العملات المناظرة، مقتفياً أثر تراجع عائدات سندات الخزانة الأميركية من ذروتها الأخيرة على الرغم مؤشرات على تعافٍ اقتصادي قوي في الولايات المتحدة. ونزل مؤشر الدولار إلى 92.527 في الجلسة الآسيوية، وهو أقل مستوى منذ 25 مارس (آذار). ويأتي ذلك بعد أن سجل ذروة خمسة أشهر تقريباً عند 93.439. وواصلت العملة اليابانية التعافي من أقل مستوى فيما يزيد على عام قرب 111 يناً مقابل الدولار، وزاد لأقل من 110 ينات لفترة وجيزة اليوم. وواصل اليورو صعوده من أقل مستوى في نحو خمسة أشهر إلى 1.17 دولار، وبلغ في وقت ما مستوى مرتفعاً عند 1.1821 دولار.
مكاسب عائدات الخزينة
وصعد الدولار بقوة منذ بداية العام الحالي مقتدياً بمكاسب عائدات الخزانة مع مراهنة مستثمرين على تعافي الولايات المتحدة بوتيرة أسرع من الدول المتقدمة الأخرى من الجائحة في ظل تحفيز ضخم وحملة تطعيم واسعة النطاق، ولكن هبوط الدولار الأسبوع الجاري حتى بعد بيانات الأجور الشهرية الصادرة يوم الجمعة، والتي جاءت أقوى من التوقعات بكثير وفي أعقاب الإعلان عن أعلى قراءة لنشاط قطاع الخدمات على الإطلاق أمس، قد يشير إلى أن معظم التوقعات المتفائلة ربما وضعت في الاعتبار في الوقت الحالي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ونزل الدولار الأسترالي، الذي يعد مؤشراً للإقبال على المخاطرة، على نحو طفيف إلى 0.76415 دولار أميركي، اليوم، بعد أن صعد 0.8 في المئة في مطلع الأسبوع. وأبقى البنك المركزي الأسترالي على السياسة النقدية كما هي دون تغير، اليوم الثلاثاء، مثلما كان متوقعاً. وارتفع الجنيه الاسترليني لأعلى مستوى في أسبوعين ونصف الأسبوع إلى 1.3915 دولار في آسيا، معززاً مكاسب الجلسة السابقة، والتي بلغت 0.6 في المئة.وفي العملات المشفرة، جرى تداول "بيتكوين" قرب58882 دولاراً، لتتراجع قليلاً بعد مكاسب حققتها على مدى يومين. وبلغت العملة مستوى قياسياً مرتفعاً عند 61781.83 دولار في منتصف الشهر الماضي.
أسهم اليابان تغلق منخفضة
وفي طوكيو، أغلقت أسهم اليابان على هبوط، مع جني مستثمرين الأرباح من المكاسب الأخيرة في السوق فيما تضررت المعنويات جراء مخاوف من التداعيات الاقتصادية لموجة رابعة محتملة من كوفيد-19 في البلاد. وهبط المؤشر "نيكي" 1.3 في المئة ليغلق عند 29696.63 نقطة، بعد أن لامس مستوى 30000 نقطة لأول مرة فيما يزيد على أسبوعين يوم الاثنين. وفقد المؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 1.47 في المئة إلى 1954.34 نقطة. وقال نوريهيرو فوجيتو، كبير محللي استراتيجية الاستثمار في "ميتسوبيشي يو أف جيه مورغان ستانلي سكيورتيز"، "باع المستثمرون الأسهم بعد مكاسب قوية في الأيام القليلة الماضية". وتابع، "يساورهم القلق أيضاً حيال تزايد حالات الإصابة بكوفيد-19 داخل اليابان وخارجها. قد لا يكون لإجراءات الحكومة اليابانية أي تأثير للحيلولة دون تفشي الفيروس، ما يعني أن الضرر مستمر للاقتصاد". وتراجع سهم "فاست للتجزئة" ذو الثقل على المؤشر "نيكي" 1.5 في المئة، وانخفض سهم مجموعة "سوفت بنك" 1.12 في المئة، وتراجع سهم "طوكيو إلكترون" 2.27 في المئة.
وتراجعت أسهم الترفيه التي أضرت بها الجائحة، والتي انتعشت هذا العام، إذ نزل سهم "أي أن أي هولدينجز" 2.31 في المئة، وانخفض سهم الخطوط الجوية اليابانية (جابان إيرلاينز) 2.44 في المئة، وانخفض سهم "أورينتال لاند" المشغلة لملاهي "ديزني" في طوكيو 1.87 في المئة.