أظهرت أرقام رسمية مصدرها دبلن أن عدد جوازات السفر الإيرلندية التي استُصدِرت في بريطانيا بعد التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي [بريكست]، قد سجّل ارتفاعاً.
وتوضح بيانات كشف عنها وزير الخارجية الإيرلندي سايمون كوفيني الذي أشار إلى أنها تبيّن "عدد جوازات السفر الصادرة بناء على طلبات قدّمها أفراد مقيمون في بريطانيا العظمى"، [توضح] أن الرقم تجاوز 422 ألف جواز في الفترة الممتدة بين عامي 2016 و2020.
وفي الإطار ذاته، تظهر الأرقام الإيرلندية أيضاً إعطاء حوالي 46400 جواز سفر إيرلندي لمقيمين في بريطانيا في 2015، بينما بلغ الرقم 63500 عام 2016 التي صوّت فيها مواطنو المملكة المتحدة لمصلحة "بريكست". وقد ارتفع هذا الرقم إلى أكثر من 120 ألفاً في 2019.
ووفقاً للبيانات ذاتها، بلغ مجموع جوازات السفر المستصدرة لمصلحة مقيمين بريطانيين في الفترة الممتدة بين عامي 2017 و2020، حوالى 358900 وثيقة. ويشير تحليل المعطيات التي أفصح عنها كوفيني قبل أيام، إلى أن هذا الرقم يشكّل حوالى 12 في المئة من مجمل جوازات السفر الإيرلندية المستصدرة خلال الأعوام الأربعة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي تعليق على هذه الأرقام "اللافتة" التي جاءت ردّاً على سؤال طرحه نيل ريتشموند، العضو في مجلس النواب الإيرلندي عن حزب "إيرلندا الموحدة"، قال الأخير "إن التأثيرات القاسية التي خلّفها بريكست وانتهاك حقوق عدد من مواطني المملكة المتحدة، شكلت حافزاً واضحاً بالنسبة إلى كثيرين كي يتحرّكوا لنيل حقوقهم في الجنسية الإيرلندية".
وأضاف ريتشموند، "يبدو أن وباء كوفيد- 19 سرّع إلى حدّ كبير، وتيرة الحصول على جوازات سفر إيرلندا التي لوحظت في فترة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
واستطراداً، تفيد معلومات بأن الأرقام لا تشمل إقليم إيرلندا الشمالية الذي يحقّ لمواطنيه الحصول على جنسيتَي المملكة المتحدة وجمهورية إيرلندا معاً بموجب "اتفاق الجمعة العظيمة" [أنهى عام 1998 النزاع بين البروتستنات والكاثوليك في الإقليم].
وفي السياق ذاته، يأتي الكشف الرسمي عن أرقام الجوازات، بعد تأكيد نجل الروائي والجاسوس الإنجليزي الراحل جون لو كاري أن والده توفّي في ديسمبر (كانون الأول) مواطناً إيرلندياً، بعدما تقدّم بطلب للحصول على الجنسية من منطلق رغبته في البقاء أوروبياً، وتعبيراً عن تمسّكه بتراثه [الإيرلندي] بعد التصويت على "بريكست". وكذلك أوضح الابن أن والده مؤلف كتاب "الجاسوس الآتي من الثلج"، كان "شديد الغضب" من نتيجة الاستفتاء.
وضمن مقابلة أجريت معه في وثائقي أعدّته إذاعة "بي بي سي 4" عن والده بعنوان "كاتب يعيش في مقاطعة"، أضاف نجل لو كاري، مع الإشارة إلى أن الابن مؤلف أيضاً ويستخدم اسم نيك هاركاواي في كتبه، "في عيد ميلاده الأخير، أهديته علم إيرلندا، وفي إحدى أحدث الصور التي التقطتها له، يظهر جالساً ويلفّ نفسه بالعلم الإيرلندي، مع ابتسامة لا تفارق وجهه".
© The Independent