يشكل صوت القرع الذي يتردد عبر الغابة عندما تضرب الغوريلا الجبلية جذعها، وسيلة توفر بها للحيوانات الأخرى من جنسها معلومات عن حجمها حتى من دون أن ترى إحداها الأخرى، وفقاً لدراسة نُشرت في 8 أبريل (نيسان) الحالي.
وتُعد دقات الصدر هذه غريبة جداً لأنها على عكس نعيق الضفدع أو زئير الأسد، سلوك غير صوتي يمكن رؤيته وسماعه في آن واحد.
ويعتمد هذه الوسيلة في الغالب ذكور الغوريلا المهيمنة، ويُنظر إليها على أنها وسيلة لجذب الإناث، ولترهيب الذكور الذين قد يكونون منافِسين، لكن الباحثين أرادوا معرفة ما إذا كان صوت قرع الصدورهذا الذي يمكن أن يتردد صداه لمسافة تصل إلى كيلومتر واحد عبر الغابات المطيرة الكثيفة، طريقة تلجأ إليها الغوريلا لإيصال معلومات عن بنيتها الجسدية.
محمية رواندا
وراقب فريق من مؤسسة "داين فوسي" في محمية رواندا الوطنية 25 غوريلا من يناير (كانون الثاني) 2014 وحتى يوليو (تموز) 2016.
وأحصى الفريق المدة والعدد والتواتر لـ36 ضربة على الجذع لستة من الذكور. وخلصت دراسة الباحثين التي نُشرت في مجلة "ساينتفيك ريبورتس" أن الغوريلا الأكبر حجماً تنتج ضربات صدر بترددات أقل من تلك الأصغر.
ولاحظ معدو الدراسة أن لدى الذكور الأكبر أكياساً هوائية أكبر تقع بالقرب من حناجرهم، ما قد يقلل من ترددات الأصوات المنبعثة.
إشارة موثوقة
وقال المشرف على الدراسة إدوارد رايت من معهد "ماكس بلانك" للأنثروبولوجيا التطورية إن "ضربات الصدر هي إشارة موثوق بها لحجم الجسم لدى الغوريلا الجبلية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتتيح المعلومات للإناث أو للذكور الذين يحتمل أن يكونوا منافسين، معرفة حجم الغوريلا من مسافة بعيدة، في غابة كثيفة يصعب فيها على الحيوانات أن ترى بعضها بعضاً.
وأضاف رايت "إذا كان ذكر الغوريلا يرغب في تقييم القدرة التنافسية لذكر منافس، فقد يكون من الأسلم أن يفعل ذلك من مسافة بعيدة".
لدراسة العلاقة بين حجم الغوريلا البرية ورنين طبولها الصدرية، لجأ الباحثون إلى قياسها من دون الاقتراب الشديد، باستخدام الليزر والتقاط صور لتقييم المسافة بين شفرات أكتافها.
وتطلب تسجيل الدقات المنبعثة كثيراً من الصبر في دفعات قصيرة، بالكاد كل خمس ساعات.
وقال رايت "كان علينا أن نكون في المكان المناسب في الوقت المناسب". ولكن بمجرد التقاطه، يبدو الصوت مذهلاً، و"الإنسان يدرك تماماً قوتها".