أوصت سلطات الصحة الأميركية بتجميد استخدام لقاح "جونسون أند جونسون" المضاد لفيروس كورونا من باب "الحرص الزائد"، في وقت تحقق فيه في شأن أي رابط محتمل بينه وبين حالات تجلط في الدم، وفق ما أفادت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، الثلاثاء 13 أبريل (نيسان).
وأكدت إدارة الغذاء والدواء عبر "تويتر" أنها ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تراجعان "بيانات تتعلق بست حالات تم تسجيلها في الولايات المتحدة لنوع نادر وشديد من التجلطات الدموية لدى أفراد بعد تلقيهم اللقاح. حالياً، تبدو هذه الأحداث السلبية نادرة للغاية". وقالت، "نوصي بالتجميد إلى أن يتم استكمال هذه العملية".
وذكرت الإدارة أنه تم إعطاء أكثر من 6.8 مليون جرعة من لقاح "جونسون أند جونسون" في الولايات المتحدة حتى الاثنين. وأكدت أنها تدعو لوقف استخدامه للسماح للعاملين في المجال الصحي بالتخطيط "للعلاج الفريد الذي سيحتاج إليه هذا النوع من الجلطات الدموية".
وجاء في التغريدات أن لجنة استشارية تابعة لمراكز السيطرة على الأمراض ستلتئم الأربعاء "لمراجعة هذه الحالات بشكل إضافي وتقييم أهميتها المحتملة. ستراجع إدارة الغذاء والدواء هذا التحليل بينما تحقق أيضاً في شأن هذه الحالات".
ويأتي البيان بعد أيام على إعلان وكالة الأدوية الأوروبية بأنها تنظر في حالات محتملة لتجلطات في الدم لدى أشخاص تلقوا لقاح "جونسون أند جونسون".
وفاة مريض
وقد توفي مريض في الولايات المتحدة بعدما عانى من مضاعفات ناجمة عن تجلط في الدم عقب تلقيه لقاح جونسون آند جونسون المضاد لكوفيد بينما هناك آخر في حالة حرجة، وفق ما أفاد عالم بارز في إدارة الغذاء والدواء الثلاثاء.
بالمجمل، تعرّض ستة أشخاص تبلغ أعمارهم بين 18 و48 عاما لنوع نادر من تجلّط الدم في الدماغ مع انخفاض عدد الصفائح الدموية لديهم خلال فترة ما بين ستة إلى 13 يوما من تلقيهم اللقاح. وقال العالم بيتر ماركس "حصلت وفاة واحدة وهناك مريض حالته حرجة".
شركة "جونسون أند جونسون" أعلنت من جهتها الثلاثاء، أنها ستؤجل إطلاق لقاحها المضاد لكوفيد-19 في أوروبا.
وقالت "اتخذنا قراراً بتأجيل استباقي لإطلاق لقاحنا في أوروبا". وأضافت، "نعمل عن قرب مع خبراء الصحة والسلطات الصحية وندعم بشدة إيصال هذه المعلومات بانفتاح إلى الموظفين الصحيين والعامة".
حالة تجلط ثانية في أستراليا
وفي سياق متصل، قالت أستراليا، الثلاثاء، إنه تم تشخيص حالة ثانية بجلطة دموية بعد تلقي لقاح "أسترازينيكا" المضاد لكوفيد-19، لكن لا يوجد زيادة في إلغاء التطعيم، حيث تسعى السلطات إلى انتظام حملة تطعيم متعثرة.
وتخلت أستراليا هذا الأسبوع عن هدف تطعيم كل السكان البالغ عددهم 26 مليون نسمة تقريباً بنهاية العام، بعد أن سجلت هيئة تنظيم الأدوية الأوروبية حالات نادرة لجلطات دموية بين بعض البالغين الذين تلقوا لقاح "أسترازينيكا"، الأمر الذي يشير إلى وجود صلة. ودفع ذلك المسؤولين الأستراليين إلى التوصية بتلقي من تقل أعمارهم عن 50 عاماً لقاح "فايزر" بدلاً من "أسترازينيكا"، وهو ما أحدث حالة من الفوضى في حملة التطعيم.
وقال وزير الصحة، غريغ هنت، للصحافيين في كانبيرا، "توقعنا تراجعاً ملحوظاً (في أعداد من يجري تطعيمهم، لكن هذا) ليس ما شهدناه في هذه المرحلة".
وفي الوقت نفسه، ذكرت السلطات أنها لا تعتزم إضافة لقاح "جونسون أند جونسون" إلى حملة التطعيم، حيث تريد أستراليا الابتعاد عن شراء لقاحات تخضع لمراجعة بخصوص بحث علاقتها المحتملة بالجلطات.
وتعول حملة التطعيم في أستراليا بشكل كبير على لقاح "أسترازينيكا"، مع وجود خطط لإنتاج 50 مليون جرعة محلياً، لكن تغيير سياسة الحكومة بخصوص حملة التطعيم دفع السلطات الأسبوع الماضي إلى زيادة طلبيتها من لقاحات "فايزر" إلى مثليها، لتصل إلى 40 مليون جرعة.
الهند ترخص "سبوتنيك في"
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما اللقاح الروسي ضد كوفيد-19 "سبوتنيك في"، فحصل على موافقة الهند لاستخدامه، حسب ما أفادت به شركة محلية كبرى لتصنيع الأدوية، الثلاثاء، في وقت تسير فيه حملة التطعيم على قدم وساق في موازاة تفشي فيروس كورونا في الدولة البالغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة.
وقال جي في براساد، الرئيس المشارك والمدير العام لشركة "دكتور ريدي"، في بيان، "نحن سعداء جداً لأننا حصلنا على ترخيص عاجل لاستخدام سبوتنيك-في في الهند... التطعيم هو الأداة الأكثر فاعلية في معركتنا ضد كوفيد-19".
و"سبوتنيك في" هو اللقاح الثالث الذي يحصل على موافقة السلطات الهندية بعد "كوفاشيلد"، وهو نسخة منتجة محلياً من لقاح "أكسفورد - أسترازينيكا"، و"كوفاكسين"، وهو لقاح هندي طورته شركة "بهارات بيوتيك" الوطنية.
وبموجب الاتفاقات الموقعة، ستنتج الهند 852 مليون جرعة من اللقاح الذي طور بدعم من صندوق الاستثمار المباشر الروسي. وقال كيريل ديميترييف، المدير العام للصندوق الروسي، وفق البيان، إن الموافقة على "سبوتنيك في" هي "خطوة كبيرة إلى الأمام بعد تعاون مكثف" في التجارب السريرية للقاح في الهند.
وتشهد الهند حالياً زيادةً حادة في الإصابات بكوفيد-19 واضطرت السلطات المحلية إلى فرض تدابير جديدة لمكافحة الفيروس، بما في ذلك حظر التجول الليلي والإغلاق الجزئي والقيود على التنقل والأنشطة، تبعاً لوضع كل ولاية.
وأبلغت الدولة الواقعة في جنوب آسيا، الاثنين، عن أكثر من 161 ألف إصابة جديدة. وتسجل البلاد أكثر من 100 ألف إصابة جديدة يومياً منذ سبعة أيام متتالية.
وبدأت الهند، التي تضم أكبر مصنع للقاحات في العالم، حملتها الشاملة للتلقيح في منتصف يناير (كانون الثاني)، لكن هدف الحكومة الطموح المتمثل في تطعيم 300 مليون شخص بحلول نهاية يوليو (تموز)، متعثر بسبب نفاد المخزون في بعض الولايات والإحجام عن تلقي اللقاح.
"لانسيت": السلالة البريطانية أقل خطورة من المتوقع
في غضون ذلك، أظهرت دراسة نشرتها دورية "لانسيت" للأمراض المعدية، أن السلالة المتحورة شديدة العدوى من فيروس كورونا، التي اكتشفت أولاً في بريطانيا، لا تتسبب في أعراض أشد حدة لدى المرضى الذين يعالجون في المستشفيات.
ورصدت السلالة المعروفة باسم "بي.7.1.1" للمرة الأولى في بريطانيا أواخر العام الماضي، وأصبحت السلالة الأكثر انتشاراً في الولايات المتحدة، وفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وحللت الدراسة بيانات مجموعة تتألف من 496 مصاباً بكوفيد-19 دخلوا مستشفيات بريطانية في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وقارنت النتائج بين المرضى المصابين بسلالة "بي.7.1.1" وسلالات أخرى. ولم يجد الباحثون أي اختلاف في مخاطر الإصابة بأعراض شديدة أو الوفاة أو غيرها من النتائج السريرية الأخرى.
وقال الباحثون في الدراسة المنشورة الاثنين، "تبث بياناتنا، التي تأتي في إطار وحدود الدراسة الواقعية، طمأنينة مبدئية بأن شدة الأعراض لدى المصابين بسلالة "بي.7.1.1" في المستشفيات لا تختلف كثيراً عن شدة المرض لدى المصابين بالسلالات الأخرى".
وأفادت دراسة منفصلة نشرتها دورية "لانسيت" الطبية للصحة العامة، بأن اللقاحات ستكون فعالة ضد السلالة البريطانية المتحورة على الأرجح نظراً لعدم وجود زيادة واضحة في معدل الإصابة مرة أخرى بالسلالة عند مقارنتها بالسلالات غير البريطانية. وأكدت الدراسات أيضاً نتائج سابقة تفيد بأن سلالة "بي.7.1.1" أشد عدوى.
بريطانيا تلقح من تتجاوز أعمارهم 50 عاماً
وفي حين حصد كورونا أكثر من مليون وفاة في أوروبا، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية، أعلنت الحكومة البريطانية أنها توفر جرعة أولى من اللقاحات المضادة للفيروس لجميع من تتجاوز أعمارهم 50 عاماً، إذ بدأت حملة التطعيم بلقاح "موديرنا" في إنجلترا، الثلاثاء، مضيفةً أنها بصدد تطعيم جميع البالغين بحلول نهاية يوليو.
وتشهد بريطانيا واحدةً من أسرع حملات التطعيم في العالم، وجاءت في المرتبة الثانية بعد إسرائيل من حيث عدد السكان الذين تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح.
وقال رئيس الوزراء، بوريس جونسون، في بيان، "سنمضي قدماً الآن في استكمال الجرعات الثانية الأساسية وإحراز تقدم نحو هدفنا بتوفير اللقاح لجميع البالغين بحلول نهاية يوليو".