بدأت الأسواق الرئيسة التكيف مع ما بعد إغلاقات الاقتصاد خلال موجات وباء فيروس كورونا، حيث يبيع المستثمرون أسهم الشركات والأعمال التي استفادت من بقاء الناس في بيوتها خلال عام الوباء. لكن في اليومين الماضيين من تعاملات هذا الأسبوع، شهدت أسهم الشركات المرتبطة بالسفر والسياحة عملات بيع كبيرة أيضاً أسهمت في هبوط المؤشرات يومي الاثنين والثلاثاء. ذلك لتخوف المستثمرين من أن الموجة الحالية من انتشار الوباء حول العالم قد تؤخر عودة السفر الجوي.
وبدأت تعاملات الأسواق الآسيوية يوم الأربعاء متراجعة، على خطى مؤشرات "وول ستريت" في نيويورك الليلة قبل الماضية التي أغلقت منخفضة قليلا. وهبطت مؤشرات الأسهم في بورصة طوكيو بنسبة 1.95 في المئة، بينما تراجع مؤشر "أم أس سي آي" لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ (باستثناء اليابان) بنسبة 1.08 في المئة. وكانت الأسواق الأميركية أنهت تعاملات الثلاثاء متراجعة، على الرغم من أن بيانات الشركات عن أداء الربع الأول من العام إيجابية حتى الآن.
وأغلق مؤشر "داو جونز" للشركات الصناعية منخفضاً بنسبة 0.75 في المئة، أما مؤشر "أس أند بي" للشركات الكبرى فأنهى تعاملات الثلاثاء على تراجع بنسبة 0.58 في المئة، كذلك انخفض مؤشر "ناسداك" لشركات التكنولوجيا بنسبة 0.92 في المئة عند الإغلاق.
لكن الأسواق الأوروبية فتحت التعامل، الأربعاء، على ارتفاع يبشر باحتمال تغير منحنى مؤشرات الأسهم نحو الأعلى. وفتح مؤشر "فينانشال تايمز" في بورصة لندن تعاملات الأربعاء، على ارتفاع يقارب نصف نقطة مئوية 0.4 في المئة، مدفوعاً للأعلى بإعلان أرقام التضخم التي أظهرت وصول المعدل إلى 0.7 في المئة في شهر مارس (آذار)، وكذلك تراجع معدلات البطالة في بريطانيا إلى ما دون نسبة 5 في المئة. وكانت الشركات الأكثر ارتفاعاً هي شركات الطاقة الكبرى. فقد ارتفع سهم شركة "بي بي" بنسبة 2.2 في المئة، وارتفع سهم "رويال دتش شل" بنسبة 2 في المئة.
أفول "نتفليكس"
على الرغم من أن بيانات الشركات الرئيسة عن الربع الأول الأسبوع الماضي وهذا الأسبوع حتى الآن تبدو إيجابية، إلا أن الأسواق تقرأ ما بين السطور في تفاصيل تلك البيانات. أوضح مثال على ذلك أسهم شركة "نتفليكس" لبث الفيديو عبر الإنترنت التي هوت أسهمها بنحو 11 في المئة في تعاملات الثلاثاء. وذلك بعدما أعلنت الشركة تراجع معدل زيادة مشتركيها حول العالم، إذ أضافت حوالى 4 ملايين مشترك في الربع الأول (من يناير (كانون الثاني) إلى نهاية مارس) بينما كانت التوقعات زيادة مشتركيها بحوالى 6 ملايين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وما يشير إلى شبه أفول لنجم "نتفليكس"، أن هذا الرقم لا يقارن مع ما أضافته من مشتركين في الربع الأول من العام الماضي مع بداية انتشار وباء كورونا. ففي الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2020 أضافت "نتفليكس" 15.8 مليون مشترك إلى قاعدة مشاهديها حول العالم.
أعداد المشتركين
وقالت الشركة في رسالة لحملة أسهمها، الثلاثاء، إنها تعتقد أن نمو أعداد المشتركين "تباطأ بالمقارنة مع الإقبال الكبير نتيجة وباء كورونا العام الماضي، وضعف المحتوى الذي قدمته في الفترة الأخيرة بسبب تعطل الإنتاج أيضاً نتيجة وباء فيروس كورونا".
لكن الشركة حققت عائدات في الربع الأول بقيمة 7.16 مليار دولار، مقابل 6.64 مليار دولار في الربع الأول من عام 2020. وارتفعت أرباح "نتفليكس" في الربع الأول إلى 1.71 مليار دولار مقابل 542.2 مليون دولار في الربع الأول من العام الماضي.
العائدات
بالطبع يعزى ارتفاع العائدات والأرباح إلى الزيادة الكبيرة في الاشتراكات حول العالم العام الماضي، مع بقاء الناس في البيوت بسبب الإغلاقات للحد من انتشار فيروس كورونا. لكن مع بدء سيطرة العالم على الوباء والتوسع في التطعيم باللقاحات المضادة للفيروس، يستعد الناس للخروج مجدداً، وربما الذهاب لدور السينما، بالتالي ليسوا بحاجة لـ"نتفليكس". كذلك تواجه "نتفليكس"، التي بدأت كرائدة في سوق بث الفيديو عبر الإنترنت، منافسة من شركات كبرى مثل "أبل" و"أمازون" وغيرها، التي بدأت التوسع في توفير الفيديو عبر الإنترنت مستفيدة من الطلب الهائل في فترات الإغلاق.
وتملك تلك الشركات، إضافة إلى شركات الترفيه الكبرى التي تتحول الآن للبث عبر الإنترنت، إمكانات إنتاج أكبر وأقوى بكثير من "نتفليكس". بالتالي يتوقع أن تبدأ حصة الأخيرة من بث الفيديو عبر الإنترنت وصناعة الترفيه عموماً في التراجع لصالح لمنافسين الجدد.