توجّه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، لمؤسس شركة "دايسون" للأجهزة المنزلية جيمس دايسون، مؤكداً أنه سيقوم بإصلاح قوانين الضرائب، وهو لن يدفع ضرائب إضافية إذا جاءت الشركة إلى بريطانيا وأنتجت أجهزة تنفس اصطناعي.
"لن يعتذر عن تحريك السماء والأرض"
وشدد جونسون في مجلس العموم على أنه "لن يعتذر عن تحريك السماء والأرض" للحصول على أجهزة التنفس الاصطناعي أثناء الوباء، وسط خلاف مع "دايسون"، معتبراً أن أي رئيس وزراء كان سيفعل الشيء ذاته في ظل هذه الظروف الاستثنائية، لتأمين إمدادات أجهزة التنفس الاصطناعي.
وأراد السير دايسون من جهته التأكد من عدم معاقبة موظفي "دايسون" العائدين إلى المملكة المتحدة للمساعدة في الاستجابة للوباء من قبل النظام الضريبي.
في المقابل، رأى زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر أن هناك نمط "فساد" لدى الحكومة متمحوراً حول رئيس الوزراء بوريس جونسون. وقارن ستارمر الطريقة التي استجاب بها جونسون لمخاوف السير جيمس بمعاملة الحكومة لعمال الصلب والممرضات وثلاثة ملايين من العاملين لحسابهم الخاص الذين تم استبعادهم من برامج دعم فيروس كورونا.
"إصلاح"
وفي رسائل نصية اطلعت عليها الـ"بي بي سي"، وعد رئيس الوزراء بـ "إصلاح" التغييرات الضريبية التي يريدها صاحب المشروع.
ولكن الـ"بي بي سي" اكتشفت أن دايسون أثار مخاوفه أيضاً مع وزارة الخزانة، ورئيس الوزراء لاحقاً، بشأن القواعد التي يمكن أن تجلب موظفين إلى المملكة المتحدة للمشروع الذي يحتاج إلى دفع الضرائب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي رسائل نصية، اطلعت عليها أيضاً بين جونسون وجيمس دايسون، يتبيّن أن رئيس الوزراء البريطاني تعهّد بإصلاح أمر متعلق بالضرائب، وجاء في رسالة أخرى، "وزير الخزانة البريطاني ريشي سوناك يقول إنه تمت تسوية الأمر. نحن في حاجة إليك هنا".
وذكرت الـ"بي بي سي"، أن دايسون بدا في رسالة أخرى يسعى إلى الاطمئنان بشأن الوضع الضريبي للشركة و"أفراد بارزين"، وردّ عليه جونسون أن الحكومة "سوف تدعمه في القيام بما يحتاج إليه".
"فخور للغاية"
وأعرب دايسون عن أنه "فخور للغاية" باستجابة شركته "في خضم حالة طوارئ وطنية"، وإنه "سيفعل الشيء ذاته مرة أخرى إذا طُلب منه ذلك"، وتابع، "عندما اتصل بي رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ليطلب من الشركة أجهزة تنفس على وجه السرعة، وافق على الفور، جهاز التنفس الاصطناعي الخاص بنا Dyson 20 يكلّف مليون جنيه إسترليني (نحو مليون و194 ألف دولار أميركي)، يُمنح مجاناً للقضية الوطنية، ومن السخف الإشارة إلى أن المراسلات العاجلة لم تكن سوى السعي إلى الامتثال للقواعد، إذ يعمل 450 شخصاً من Dyson في المملكة المتحدة وسنغافورة، على مدار الساعة، سبعة أيام في الأسبوع لبناء معدات قد تنقذ الأرواح في وقت الحاجة الماسة، لم تتلقَّ Weybourne (شركة Dyson القابضة) ولا Dyson أي فائدة من المشروع، بالفعل تأخرت المشاريع التجارية، وغطت Dyson طوعاً 20 مليون جنيه إسترليني (حوالى 27 مليون و861 ألف دولار)، من تكاليف التطوير".
"فلس واحد"
وقال دايسون أيضاً إن شركته لم تطالب بـ"فلس واحد" من الحكومات في أي ولاية قضائية في ما يتعلق بـ"كوفيد- 19".
وكان دايسون قد أعلن العام الماضي، أنه سيصنع أجهزة تنفس اصطناعي لخدمة الصحة الوطنية البريطانية بعد نقص الأجهزة في ذروة جائحة كورونا.
وتلقّت الشركة طلباً بتصنيع 10 آلاف جهاز، ومع ذلك، ألغت المملكة المتحدة الطلب لاحقاً، وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية لوكالة الأنباء الألمانية، "في ظل ذروة جائحة كورونا، كانت هناك مخاوف حقيقية من أن أجهزة التنفس الاصطناعي ستنفد، ما سيجعل خدمة الرعاية الصحية غير قادرة على علاج المرضى وما يعرّض حياة الكثيرين للخطر". وأضاف، "مثلما سيتوقّع المواطنون، فعلنا كل ما في وسعنا في هذه الأوقات الاستثنائية لحماية مواطنينا والحصول على المعدات الطبية الصحيحة".
دفع الضرائب
يذكر أن شركة "دايسون" تأسست في إنجلترا عام 1991، ولكنها انتقلت إلى سنغافورة عام 2019، وفي ذلك الوقت، قال المدير التنفيذي جيم روان إن الانتقال لم يكن لأسباب تتعلق بالضرائب، مضيفاً أن الشركة ستستمر في دفع الضرائب في بريطانيا.
وعلى خط كورونا، أظهر إحصاء لـ"رويترز" أن أكثر من 142.35 مليون نسمة أُصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة من الفيروس إلى ثلاثة ملايين و173422.