في خطوة من المتوقع أن تفاقم التوتر مع تركيا، قالت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" الجمعة، إن الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان خلال اتصال هاتفي أنه يعتزم الاعتراف بأن المذابح التي تعرض لها الأرمن عام 1915 هي إبادة جماعية.
وتمثل الخطوة ضربة إضافية محتملة للعلاقات المتدهورة من الأساس بين الدولتين الحليفتين في حلف شمال الأطلسي.
وجاء الاتصال الهاتفي الذي طال انتظاره بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على تنصيب بايدن، وهو تأخير يعد على نطاق واسع جفوة لأردوغان الذي قامت بينه وبين الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترمب علاقة قوية.
وأتى أيضاً قبل يوم من يوم إحياء ذكرى "مذابح الأرمن" التي من المتوقع إعلان بايدن فيها أنها إبادة جماعية بما سيشكل ابتعاداً عن تصريحات صاغها البيت الأبيض لعقود بحذر شديد ووصفت تلك الأحداث التي وقعت خلال الحرب العالمية الأولى بأنها "شر عظيم".
وسبق أن اعترف الكونغرس الأميركي رسمياً بالإبادة الجماعية للأرمن في ديسمبر (كانون الأول) 2019 في تصويت رمزي، لكن إدارة ترمب لم تعترف بالتصنيف.
تضر بالعلاقات
وكان مكتب الرئيس التركي قد قال، إن أردوغان ترأس اجتماعاً مع مستشارين تعهد خلاله "مواصلة الدفاع عن الحقائق ضد من يقفون لأسباب سياسية وراء الافتراءات وأكذوبة "الإبادة الأرمنية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بدوره، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو في مقابلة هذا الأسبوع، إن "البيانات من دون التزامات قانونية لن يكون لها أي فائدة، لكنها سوف تضر بالعلاقات (...) وإذا كانت الولايات المتحدة تريد أن تجعل العلاقات أكثر سوءاً، فإن هذا القرار يعود لها"، وفقاً لـ"وكالة الصحافة الفرنسية".
وتقبل تركيا فكرة أن كثيراً من الأرمن قُتلوا في اشتباكات مع القوات العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، لكنها تشكك في أعداد من قُتلوا وتنفي أن تكون أعمال القتل مدبرة على نحو ممنهج وتمثل إبادة جماعية.
ولم يتناول البيان الرسمي الصادر عن البيت الأبيض عن الاتصال الهاتفي الموضوع، كما لم تأت الرواية التي قدمتها الرئاسة التركية عما جرى في المكالمة على ذكر القضية.
وقال البيت الأبيض في بيان "تحدث الرئيس بايدن اليوم مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ناقلاً إليه حرصه على علاقة ثنائية بناءة مع مجالات أوسع للتعاون والإدارة الفعالة للخلافات".
وأضاف البيان أن الزعيمين اتفقا على الاجتماع على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في يونيو (حزيران) لإجراء مناقشات أوسع حول العلاقات بين البلدين.
وقال بيان من الرئاسة التركية، إن بايدن وأردوغان اتفقا على "الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات الثنائية وأهمية العمل معاً لبناء تعاون أقوى في ما يتعلق بالقضايا التي تهم الطرفين".