أجرت أرمينيا وأذربيجان، الجمعة، محادثات في محاولة لخفض التوتر الأخير الذي يثير قلق المجتمع الدولي، بعد ما اتهمت يريفان باكو بنشر قوات على أراضيها عقب أشهر من حرب دامية.
وبعد ظهر الجمعة، أعلن نائب رئيس الوزراء الأرميني تيغران أفينيان أن "مباحثات تجري مع الجانب الأذربيجاني لكن لا نتائج في المرحلة الحالية". وأضاف "علينا أن نكون مستعدين للأسوأ وللدفاع عن سيادة أراضينا"، في حين يتوقع أن يناقش البرلمان هذا الأمر.
وتباحث وزير خارجية أذربيجان جيهون بيراموف مع مسؤول كبير في الخارجية الأميركية، مؤكداً أنه يريد "عودة الوضع إلى طبيعته"، موضحاً أن مباحثات جارية، وفقاً للخارجية الأذربيجانية. وسارعت واشنطن إلى مطالبة باكو بسحب قواتها "فوراً" من الأراضي الأرمينية.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جالينا بورتر للصحافيين إن "التحركات العسكرية في المناطق المتنازع عليها غير مسؤولة وهي استفزازات لا طائل منها". وأضافت "ننتظر من أذربيجان أن تسحب على الفور كل قواتها وتوقف استفزازاتها".
وكان رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أعلن الاستعانة بمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في اتصال مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وفقاً لموقع رئاسة الوزراء.
وينص الاتفاق في مادته الثانية في مثل هذه الحالات على إجراء مشاورات لاتخاذ تدابير "لتجنب التهديدات" التي تضر بسلامة أراضي دولة عضو.
من جهته أعلن الكرملين أن بوتين شدد على ضرورة احترام أرمينيا وأذربيجان اتفاق وقف الأعمال القتالية الموقع بإشرافه في نوفمبر (تشرين الثاني) بعد حرب دامية للسيطرة على ناغورنو قره باغ استمرت ستة أسابيع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووفقاً للناطق باسم الرئاسة الروسية أبلغ المسؤول الأرميني "الرئيس بوتين بقلقه"، لكن "باشينيان لم يطلب مساعدة".
والخميس، اتهمت أرمينيا القوات الأذربيجانية بخرق الحدود للسيطرة على أراض على ضفاف بحيرة سيف التي يتقاسمها البلدان.
وتقع هذه البحيرة الصغيرة على تخوم أراض استعادتها أذربيجان الخريف الماضي خلال النزاع حول قره باغ.
ورفضت باكو هذه الاتهامات ووصفتها بأنها "تثير العجب"، مؤكدة أنها نشرت عناصر من حرس الحدود على أراضيها.
وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها لعودة التوتر، الخميس، فيما طالبت فرنسا "بالانسحاب الفوري للقوات الأذربيجانية من الأراضي الأرمنية" مؤكداً دعمها باشينيان.
ودارت مواجهات بين أذربيجان وأرمينيا في خريف 2020 للسيطرة على ناغورنو قره باغ. وانتهى النزاع بمقتل أكثر من 6000 شخص.
وعلى الرغم من وقف إطلاق النار الموقع تحت رعاية موسكو ونشر قوات حفظ سلام روسية، استمر التوتر في المنطقة.
وأدى نزاع قره باغ بين أذربيجان وأرمينيا إلى زعزعة استقرار القوقاز لأكثر من ثلاثين عاماً. كانت يريفان انتصرت في الحرب الأولى في أوائل التسعينيات.
وتحت ضغط المعارضة، يخوض نيكول باشينيان الحملة الانتخابية بعد ما اضطر إلى الدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة في يونيو (حزيران).