في المملكة المتحدة، أعلن بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني، أن الأشخاص الذين تجاوزوا الخمسين سنة سيحصلون على جرعتهم التحصينية الثانية بعد مرور ثمانية أسابيع بدلاً من 12 أسبوعاً على تلقيهم الجرعة الأولى، فيما يتزايد الذعر بشأن الخطر الذي تطرحه النسخة المتحورة الهندية من فيروس كورونا.
ورفض رئيس الوزراء نداءات وجهها قادة محليون دعوا فيها إلى تطعيم جميع الشباب في المناطق المتضرِّرة كثيراً بالإصابات، مفضلاً التسريع في تقديم جرعات تحصينية ثانية لكبار السن، في مختلف أنحاء البلاد.
في مؤتمر صحافي عقده في "داونينغ ستريت"، حذَّر جونسون أيضاً من أن البلاد قد تقف أمام "بعض الخيارات الصعبة" إذا ثبت أن المتحوِّر (الهندي) أشد قدرة على العدوى، مقارنة بالنسخ الأخرى.
وتابع رئيس الوزراء قائلاً: "سأكون صريحاً معكم، يمكن أن يعرقل المتحوِّر الجديد تقدمنا على نحو كبير، ويجعل الانتقال إلى الخطوة الرابعة من رفع الإغلاق في يونيو (حزيران) المقبل [يُفترض أن يُرفع معظم القيودِ] أكثر صعوبة".
ولكن مع ذلك، أوضح جونسون أنه "في هذه المرحلة، لا يتوافر دليل على أن إصابات مرتفعة ستفضي إلى ضغوط تتعذر السيطرة عليها في "هيئة الخدمات الصحية" البريطانية ("أن أتش أس" NHS).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال في المؤتمر الصحافي عينه: "لا أعتقد أننا بحاجة، استناداً إلى الأدلة الحالية، إلى تأخير خريطة طريقنا للخروج من الإغلاق، وسنواصل خطتنا المعمول بها راهناً للانتقال إلى الخطوة الثالثة يوم الاثنين". [إعادة فتح دور السينما والمتاحف ومناطق لعب الأطفال، والسماح لستة أشخاص أو أسرتين من الاجتماع في الأماكن الداخلية، وما يصل إلى 30 شخصاً في الهواء الطلق... وغيرها].
ولكن في ما يتصل بالخطوة الرابعة من رفع الإغلاق، المقرر تنفيذها في 21 يونيو المقبل، أضاف رئيس الوزراء، "الحقيقة هي أنه في هذه المرحلة، ببساطة لا نستطيع الجزم (بالمضي بالخطوة) وفقاً للأوضاع الراهنة".
ونفى جونسون أنه كان قد تباطأ على نحو خطير في إغلاق حدود المملكة المتحدة أمام الرحلات الجوية الآتية من الهند، مصرّاً على أنه "في تلك المرحلة، لم تكن الهند قد صُنِّفت بعد على أنها تشتمل على متحوِّر يستدعي القلق".
وحذر كريس ويتي، كبير الأطباء في إنجلترا، من أن السلالة الهندية في المملكة المتحدة توشك أن تحل محل متحوِّر "كِنت"Kent البريطاني، الذي تسبَّب بالارتفاع المفاجئ المدمِّر من إصابات "كوفيد" عقب عيد الميلاد الماضي.
وقال البروفيسور، "نتوقع، مع مرور الوقت، أن يتفوَّق هذا المتحور، وأن يكون المهيمن في نسبة الإصابات التي تسجلها المملكة المتحدة".
ودافع ويتي عن قرار رئيس الوزراء عدم خرق القواعد لتطعيم الشباب في بؤر إصابات فيروس "كورونا"، بحسب ما طالب قادة محليون في مقاطعة لانكشير، وعمدة مانشستر الكبرى آندي بورنهام.
وفق كبير الأطباء في إنجلترا، من شأن ذلك أن يؤدي إلى "ضرر تام"، لأن الأشخاص الذين بلغوا للتو سن الرشد أقل عرضة للإصابة بأمراض خطيرة أو الوفاة جراء كورونا.
"الشيء المنطقي الذي ينبغي القيام به هو إعطاء الأولوية في اللقاحات للأشخاص الأكثر عرضة للخطر"، بحسب البروفيسور ويتي.
وبالعودة إلى بوريس جونسون، يبدو أنه بدد الآمال في أن تُضاف في الأسابيع المقبلة بلدان أخرى إلى "القائمة الخضراء" الخاصة بالمملكة المتحدة التي تشتمل على الدول التي لا يتوجب على القادمين منها إلى بريطانيا الالتزام بالحجر الصحي.
"لا أتوقع أننا سندرج بلداناً أخرى في القائمة الخضراء بسرعة كبيرة"، ذكر جونسون.
© The Independent