يبدو أن وزارة الشؤون الإسلامية في السعودية ماضية في إنهاء الجدل الذي طال لسنوات حول " مكبرات الصوت " أثناء الصلاة في شهر رمضان والذي لا يمر الشهر المبارك عند المسلمين من السنة حتى يحوم الجدل بين أطراف متشددة وبين معارضين لرفع درجة الأصوات للمكبرات، الذي يشهد لأول مرة تطبيقه بشكل جدي بعد "قرار وزاري".
ففي كل عام وقبيل شهر رمضان يحوم جدل أطرافه الجهاز الحكومي ممثلا في وزارة الشؤون الإسلامية وبقية أطراف أخرى ترى بأن هذا شيء يمس الدين والصلاة ولا ينبغي أن تخفض الأصوات التي تعلو المساجد في المدن وتنقل للمارة أصوات أئمة المساجد وهم يتلون القرآن أثناء صلاة التراويح والقيام.
وقد يكون العام 2019 بداية عهد جديد في المساجد السعودية ،وذلك بعد أن أصدرت وزارة الشؤون الإسلامية قرارا قالت فيه " منعا للإزعاج ولتداخل الأصوات يمنع رفع مستوى الصوت لأربع درجات ولابد أن يقتصر هذا على الجوامع الكبيرة ”. هذا القرار جاء على لسان الوزير عبد اللطيف آل الشيخ، والذي قال أن الثقة في الأئمة والمؤذنين موجودة وكبيرة وعليهم استشعارها.
من هم المعارضين للقرار؟
الإمام السابق في "الحرم المكي" عادل الكلباني والذي يؤم المصلين في جامع المحيسن بالرياض يقول" المشكلة الحقيقة أن يجعل الناس قضية مكبرات الصوت مسألة دينية, هي ليست كذلك" ويضيف. " فمنذ عهد بعيد يعود لأكثر من ربع قرن ونحن كأئمة يأتينا قرار كهذا لكنه لا يطبق , هذا العام هو قرار تطبيقه " هذا ما يقوله الإمام الذي يكمل 36 عاما في إمامة المصلين ويمضي الكلباني قائلا " طالما أن الصلاة تقام والنداء لها يصل لأسماع الناس فهذا هو المهم " .
ويتحدث الشيخ عادل بقوله أنه يجب على الأئمة والمؤذنين الاقتداء بالنبي محمد بعيداً عن هذا الجدل، إذا أمر الرسول الناس بعدم التشويش على بعضهم أثناء قراءة القرآن ويضيف متسائلا : ”فكيف هو الحال إذا كانت 6 مساجد قريبة من بعض ؟ هذا هو التساؤل الذي تركه قبل أن يحدد من هم الممتعضين من القرار أو بعضهم على الأقل“
ويستغرب الكلباني ممن يعتبر قرار خفض مكبرات الصوت ضد الدين والإسلام ويقول : ”هؤلاء ليسوا راضين عن القرارات التي تحدث في هذا العهد المبارك ولذلك لديهم تصوّر أن هذا القرار ضد الدين والإسلام".
لكنه أكد أن هناك فئة تعد لديها لبس في الأمر فهي تعتقد بأن هذا من الدين وهو ليس بكذلك كما يقول.
تغلغل الإخوان رسخ هذه القاعدة
الكاتب السعودي في جريدة الحياة اللندنية فهد الدغيثر يرى أن تغلغل جماعة الإخوان والتيار المتشدد في وقت سابق في السعودية كانا قد أسسا قاعدة " نحن أصحاب الصوت الأعلى " وهذا ما جعله أمرا مألوفا بالنسبة للعامة من الناس والماس به يعد مساسا بالدين.
ويقول الدغيثر " لم يكن الأمر مقتصرا على الصلاة فهم يستغلون جماعة المسجد عقب الصلاة في الخطب السياسية والتدميرية " ولهذا إن حجب الصوت الخارجي " مكبرات الصوت " فلن يصل صوتهم.
وأكد الدغيثر أن بلاده تتجه في سن القوانين والأنظمة في الآداب العامة وفي الاقتصاد وفي المساجد أيضا ولن يعود ثمة جدال حول أمر لم يثبت في الشريعة الإسلامية تحريمه كما يقول .