حظرت شرطة هونغ كونغ، الخميس 27 مايو (أيار)، التجمع المرتقب الشهر المقبل في الذكرى السنوية للقمع الدموي للمتظاهرين في ساحة تيان أنمين، بحسبما أعلن مسؤول حكومي، وذلك للعام الثاني على التوالي لرفض السلطات منح الإذن بذلك.
و"تحالف هونغ كونغ" الذي دأب على تنظيم التجمع السنوي منذ أكثر من ثلاثة عقود، بعث بياناً مقتضباً للصحافيين يؤكد فيه رفض الشرطة منح الإذن، ووعد بمزيد من التفاصيل في وقت لاحق.
تحذير من الملاحقات
وأكد وزير الأمن جون لي قرار الحظر، وقال "أي شخص يشارك فيه (التجمع) سينتهك القانون"، محذراً من احتمال اللجوء إلى قانون جديد للأمن القومي فرضته بكين العام الماضي على هونغ كونغ، بحق المخالفين.
وقال لي للصحافيين، "يذكر قانون الأمن القومي بوضوح أنه إذا قام أي شخص بتنظيم أو تخطيط أو تنفيذ أي وسائل غير قانونية للإضرار أو الإطاحة بالنظام الأساسي المنصوص في الدستور الصيني، فإن ذلك سيشكل تآمراً على سلطة الدولة".
وواظبت هونغ كونغ على إحياء ذكرى قمع بكين الدامي في 4 يونيو (حزيران) 1989 للتظاهرات في ساحة تيان أنمين، بتجمعات حاشدة على ضوء الشموع. وتزايدت أعداد الحشود في السنوات الأخيرة، في وقت تصاعد غضب كثير من المواطنين إزاء السطوة المتنامية لبكين على المدينة.
الحظر بسبب كورونا
والعام الماضي، حظرت السلطات مراسم إحياء الذكرى للمرة الأولى، بسبب وباء كوفيد-19 كما قالت الشرطة، ولمخاوف أمنية في أعقاب تظاهرات عارمة مطالبة بالديمقراطية تخللتها أعمال عنف أحياناً، وعمت هونغ كونغ في العام الذي سبقه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتحدى عشرات الآلاف الحظر العام الماضي وتجمعوا بهدوء في الموقع التقليدي لإحياء الذكرى في فيكتوريا بارك. ومذاك، وجه المدعون اتهامات لأكثر من 24 من النشطاء البارزين في الحراك ممن شاركوا في التجمع، والبعض منهم يقبع في السجن.
وتحظر هونغ كونغ حالياً التجمعات لأكثر من أربعة أشخاص ضمن تدابير الحد من كورونا، ما يجعل من المستحيل الحصول على تصاريح لتنظيم احتجاجات. والشهر الماضي، سجلت المدينة ثلاث إصابات محلية فقط بالفيروس من مصادر غير معروفة.
ولم يتضح بعد ما إذا كان أهالي هونغ كونغ سيجازفون بالنزول إلى الشارع لإحياء الذكرى، الجمعة المقبل.
قانون الأمن القومي
وفرضت بكين قانون الأمن القومي في هونغ كونغ قبل أسابيع قليلة على تجمع 2020. ومنذ تطبيق القانون اتُهم كثير من المنتقدين بارتكاب جرائم، واعتُقل أكثر من 100 من شخصيات الحراك المؤيد للديمقراطية بموجب القانون الجديد.
وتُرفض غالبية طلبات الإفراج بكفالة عن الموقوفين، الذين يواجهون عقوبة تصل إلى السجن مدى الحياة في حال الإدانة.
كذلك أدخلت الصين تعديلات واسعة على النظام السياسي المحدود للمدينة، تشمل تخفيض عدد مقاعد النواب المنتخبين مباشرة في المجلس التشريعي ومنع معظم منتقدي بكين من الترشح.
أسباب سياسية
ويأتي رفض التصريح بإقامة مراسم ذكرى تيان أنمين في هونغ كونغ، بعد يومين على حظر الشرطة في ماكاو المجاورة أي تجمع في الرابع من يونيو، معتبرةً أن ذلك من شأنه أن "يحرض على التآمر".
وهذه المرة الأولى التي تشير فيها السلطات بوضوح إلى أسباب سياسية لمنع إحياء ذكرى مُحيت إلى حد كبير من الذاكرة الجماعية في بر الصين الرئيس.
وآنذاك، أُرسلت الدبابات الصينية والجنود في الرابع من يونيو (حزيران) 1989 لإخماد تظاهرات طالبية استمرت أسابيع. وتراوحت تقديرات أعداد القتلى المختلفة بين مئات وبضع آلاف.