قبل أشهر كان العالم يكافح لإيجاد لقاح مضاد لفيروس كورونا، فيما تحتار الدول اليوم أي لقاح من اللقاحات الكثيرة تختار لمواطنيها، بل وتكثف جهودها لإقناع رافضي تلقي اللقاح، وإيقاف الحملات التي تشكك في مختلف اللقاحات المتاحة في أوروبا وأميركا الشمالية، مثل "فايزر" و"أسترازينيكا" و"موديرنا"، فضلاً عما أنتجته شركات صينية وروسية.
أحد الأسباب التي دفعت كثيرين إلى عدم أخذ لقاح كورونا أو تلقيه بعد تردد، هو سرعة اكتشاف اللقاحات، وحقيقة ترخيصها للاستخدام الطارئ، إضافة إلى غموض الأعراض الجانبية في المستقبل، لكن هذه النظرة المدفوعة بالتشكيك في مأمونية اللقاح تغفل التقدم العلمي الذي وصل إليه العالم، وتتجاهل دور شركات الأدوية العملاقة التي تكرّس مليارات الدولارات سنوياً للبحث العلمي.
وفيما تتزايد الحملات المشككة في مأمونية اللقاحات المضادة لفيروس كورونا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اتجهت الحكومات والشركات إلى تبني حلول مباشرة وغير مباشرة لإقناع الأفراد بتلقي اللقاح، بدءاً من سجائر الحشيش وكؤوس البيرة المجانية، ومروراً على المبالغ المالية وسندات الادخار وعروض الترفيه الحصرية، وهنا نستعرض لكم بعضاً من أغرب مزايا تلقي اللقاح.
الحشيش المجاني
في الولايات المتحدة، حيث تلقّى حوالى 130 مليون شخص جرعتين من لقاح (كوفيد-19)، بدأت مراكز توزيع اللقاحات الكبيرة تغلق أبوابها وسط تناقص عدد الجرعات المعطاة يومياً وتردد آخرين، لكن بحسب مجلة "فوربس"، فإن مواقع أصغر لتوزيع اللقاح بدأت تنشأ في نوادي التعري ومهرجانات جراد البحر، ناهيك عن حوافز أخرى مثال المبالغ النقدية والسندات والمشروبات الروحية المجانية.
ومن الحوافز الغريبة لتشجيع الناس على تلقي اللقاح توزيع الحشيش بشكل مجاني في أميركا الشمالية، حيث تسمح قوانين بعض الولايات بتعاطي الماريغوانا للترفيه. وتذكر مجلة "فوربس" أن مجموعة DCMJ المعنية بإصلاحات سياسة القنب في العاصمة واشنطن، أعلنت في أوائل يناير (كانون الثاني) الماضي، أنها ستطلق حملة "Joints for Jabs" لمكافأة أولئك الذين تلقوا الطعم.
ويقول مؤسس DCMJ، آدم إيدينغر، إن المجموعة وزعت أكثر من 10 آلاف سيجارة في فعاليات متعددة أقيمت خارج مواقع التطعيم، حيث لاقت الهبات إقبالاً كبيراً من متعاطي الحشيش والمارة، وحتى أولئك الذين يقدمون اللقاحات.
شركات القنب هي الأخرى تشجع الأفراد على تلقي اللقاح بطريقتها الخاصة. ففي ولاية أريزونا منحت بعض المستوصفات عملاءها الحشيش بشكل مجاني، شرط أن يظهروا وثيقة التطعيم الخاصة بهم. أما في ميشيغان وتحديداً مقاطعة أوكلاند، فيقدم مركز طبي يدعى The Greenhouse of Walled Lake للعملاء الذين تطعموا سيجارة ماريغوانا مجانية.
جيري ميلن، مالك المركز ورئيسه التنفيذي، قال إنه يأمل بتجنب الجدل الدائر حول اللقاح، ولا يريد أن يبدو أنه يدلي بتصريحات سياسية، مؤكداً أنه يحترم الأشخاص الذين يرفضون الحصول على السجائر، لكنه في الوقت نفسه يريد مكافأة متلقيّ اللقاح بعرض مجاني. ويشير إلى أن الحملة التي لاقت رواجاً واسعاً عبر توزيع أكثر من 25 ألف سيجارة، ستستمر حتى نهاية مايو (أيار) الحالي على الأقل.
رخص صيد وبيرة مجانية
وفي ولاية كونيتيكت أُطلقت حملة بعنوان CTDrinksOnUs، تشارك فيها المطاعم في تقديم مشروبات كحولية وغير كحولية مجانية لسكان الولاية من حاملي وثائق التطعيم. ويقتصر العرض المجاني على مشروب واحد من قائمة محددة سلفاً، كما يلزم العملاء شراء الطعام. واتبعت شركة المشروبات الكحولية Budweiser نهجاً مماثلاً بتقديم بيرة مجانية لأي شخص يبلغ من العمر 21 عاماً فما فوق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما في ولاية مين، شمال شرقي الولايات المتحدة، فيُمنح السكان المحصنون تراخيص مجانية لصيد السمك، إضافة إلى تذاكر مجانية لمباريات البيسبول، وتذاكر دخول فعاليات ومواقع مختلفة.
الجرعات في مقابل المال
آخر حلول الرئيس الصربي ألكسندر فوتيتش لحث مواطنيه على التطعيم وتقليل فائض اللقاحات، هو منح كل شخص أخذ اللقاح 30 دولاراً. وفي سياق مشابه، امتد صف من الناس في أحد مراكز التسوق في العاصمة الصربية بلغراد، للاستفادة من خدمات عيادة لقاح جديدة، قدمت بطاقات هدايا لأول 100 شخص.
لكن في النموذج الأميركي للمحفزات المالية، استغلت ولاية أوهايو الأميركية أموال حزم التحفيز، بحسب موقع "بزنس إنسايدر"، في تقديم جوائز بقيمة مليون دولار لسكانها الملقحين بشكل عشوائي، إضافة إلى منح دراسية للمراهقين المحصنين. أما ولاية فرجينيا الغربية، فتعمل على الاستفادة من أموال التحفيز لإصدار سندات ادخار بقيمة 100 دولار للشباب والفتيات الذين تلقوا اللقاح.
وفي ولاية ماريلاند، سيكون السكان المحصنون مؤهلين للحصول على جائزة يانصيب تصل إلى 400 ألف دولار، في حين اتفقت ولاية كنتاكي مع شركتي "كروغر" و"ول مارت" على منح كل شخص بالغ قسيمة "كاش بول 225" مجانية، تتيح الدخول إلى يانصيب الولاية للفوز بالجائزة الكبرى التي تقدر بـ 225 ألف دولار.
وقالت المديرة التنفيذية ليانصيب كنتاكي، ماري هارفيل، في بيان، "نأمل من خلال ضخ القليل من المرح تطعيم مزيد من الناس". وأوضح حاكم الولاية في بيان حول المبادرة أنها تهدف إلى المساعدة في "الحفاظ على أمن مجتمعاتنا في كنتاكي"، قائلاً إن "كسب مئات الآلاف من الدولارات فوز للجميع".
قيود أقل صرامة
أما في نيويورك، فأعلن الحاكم أندرو كومو أن فريقي يانكيز وميتس سيقدمان تذاكر مجانية للجماهير الذين يتلقون اللقاح في الملاعب قبل المباريات، لكن هذا الإعلان يتزامن مع خطة ستقسم المدرجات إلى جزأين، قسم للأشخاص المحصنين، حيث سيجلسون من دون تباعد اجتماعي، وقسم لغير الملقحين حيث سيكون عليهم الالتزام بقاعدة الأقدام الستة.
وفي شيكاغو بوسع المحصنين الاستمتاع بالحفلات الموسيقية وحضور فعاليات الصيف شرط إثبات التطعيم باستخدام بطاقة "Pass Vax"، التي تتيح للأفراد المطعمين، الحصول على عروض حصرية في الأحداث الصيفية، ويمكن أن تمتد مزايا البطاقة لتشمل محال الحلاقة والصالونات.