من المتوقع أن تحصل شركات إنتاج لقاحات فيروس كورونا "كوفيد-19" هذا العام على ما يصل إلى 190 مليار دولار، إذا ما تمكنت من تحقيق مستهدف الإنتاج لها. وذكرت وكالة "بلومبيرغ"، في تقرير، أن 9 شركات، منها "فايزر" و"موديرنا" و"ساينوفاك" و"ساينوفارم" الصينيتان، ستتشارك عائدات وأرباح مبيعات اللقاحات هذا العام.
وحسب أحدث إحصاء من شركة "إيرفينيتي"، فإن مشاكل الإنتاج والقيود على الكميات يمكن أن تجعل إجمالي ما تحصله شركات إنتاج اللقاحات في 2021 في حدود 115 مليار دولار. ويستند بحث "إيرفينيتي" إلى ما أعلنته الشركات في بياناتها عن الربع الأول، ومستهدف أدائها لهذا العام الذي أعلنته في أبريل (نيسان) الماضي، إلا أن عدم الشفافية بشأن تعاقدات الشركات يجعل من الصعب تقدير عائداتها وأرباحها بشكل دقيق، كما ذكرت شركة الأبحاث في إعلانها عن نتائج الإحصاء.
ويتوقع أن تؤدي معوقات الإنتاج في مصانع شركات اللقاحات إلى تراجع الانتاج بما يصل إلى نسبة 42 في المئة عن المستهدف المحدد من الشركات. وسيعني ذلك احتمال تراجع العائدات من مبيعات لقاحات فيروس كورونا إلى نحو 97 مليار دولار، حسب ما أشار الباحثون في شركة "إيرفينيتي".
وفي تفصيل لبيانات بحث شركة "إيرفينيتي"، يتوقع أن يكون ما تحصل عليه شركتا "فايزر" و"موديرنا" هو نصيب الأسد من ذلك العائد. ويرجع ذلك لارتفاع أسعار لقاحاتهما، وليس لكميات إنتاجهما ومبيعاتهما. على سبيل المثال، يتراوح سعر الجرعة من لقاح "فايزر" ما بين 12 دولاراً و14.5 دولار، أما سعر الجرعة من لقاح "موديرنا" فيتراوح ما بين 18 دولاراً و32 دولاراً. بينما يبلغ سعر الجرعة من لقاح "سانوفاك" الصيني نحو 12 دولاراً، حسب تقديرات شركة "إيرفينيتي".
أما شركة "أسترازينيكا"، التي تنتج لقاح أوكسفورد، فقد قررت ألا تحقق أي أرباح من لقاح فيروس كورونا، وتبيعه بسعر تكلفة الجرعة الذي يتراوح ما بين 3.5 دولار و5.25 دولار.
مصائب قوم
قد يرى البعض أن شركات الأدوية الكبرى التي تنتج لقاحات فيروس كورونا، إنما تستفيد من أزمة وباء كورونا العالمية بطريقة "مصائب قوم عند قوم فوائد". وسبق وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن "الرأسمالية والجشع هما السبب في الحصول على لقاح فيروس كورونا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن، إذا ما حسبنا الخسائر التي كان يمكن أن يتكبدها العالم إذا لم يتم تطوير تلك اللقاحات بسرعة وعلى نطاق واسع، فإنها تقدر بتريليونات عدة من الدولارات، نتيجة انكماش اقتصادي عالمي أطول وأعمق كان من الممكن أن يؤدي إلى كساد طويل الأمد.
بالتالي، من الطبيعي أن تسعى تلك الشركات التي عملت على إنقاذ العالم بمساعدته على احتواء الوباء، إلى نصيب من فوائد التوسع في التلقيح، بما سمح بإعادة فتح أغلب الاقتصادات الكبرى، بالتالي العودة لمنحى الانتعاش الاقتصادي.
يذكر أن صندوق النقد الدولي سبق وأعلن أنه حتى يمكن تطعيم نحو 60 في المئة من سكان العالم بلقاحات فيروس كورونا بحلول عام 2022، هناك حاجة إلى استثمارات تزيد على 50 مليار دولار. وحسب رأي كثير من العاملين في مجال الصحة والاقتصاديين، فإن الفوائد التي تعود على الاقتصاد العالمي أكبر بكثير من تلك الاستثمارات ومن عائدات وأرباح الشركات.
عائدات وأرباح
على الرغم من عدم توافر بيانات مفصلة عن تعاقدات الشركات بشأن توريد اللقاحات، إلا أن بحث شركة "إيرفينيتي" يقدر أن تصل عائدات شركة "فايزر" من مبيعات جرعات لقاح فيروس كورونا إجمالاً إلى 44 مليار دولار. أما شركة "موديرنا" فيمكن أن تحصل على ما يصل إلى 32 مليار دولار من مبيعات جرعات اللقاح.
وكانت شركة "فايزر" توقعت، في إفصاحها المالي للربع الأول من العام الحالي، أن يصل حجم مبيعاتها في 2021 إلى نحو 26 مليار دولار، بينما توقعت شركة "موديرنا" عائدات بنحو 19 مليار دولار هذا العام من مبيعات لقاح فيروس كورونا.
أما الشركات الصينية، فحسب تقديرات بحث "إيرفينيتي"، يمكن أن يصل نصيبها من مبيعات اللقاحات إلى نحو ربع العائد العالمي. إذ قدر الإحصاء أن تبلغ مبيعات شركة "ساينوفاك" نحو 23 مليار دولار وتبلغ مبيعات شركة "ساينوفارم" 23 مليار دولار. وتوقع البحث أن يكون ربح كل شركة منهما في حدود 16 مليار دولار.
لكن الصين، حسب تقديرات الباحثين في شركة "إيرفينيتي"، تحقق فوائد أكبر من العائدات والأرباح المالية. إذ إن استراتيجية توزيعها للقاح في الخارج تكسبها مزيداً من الثقل والنفوذ السياسي. ففي ظل ارتفاع أسعار اللقاحات من الشركات الأميركية والأوروبية، لا تتمكن كثير من الدول النامية والفقيرة من الحصول على كميات كافية من اللقاح. وهو ما تقوم الصين بتعويضه بتوفير اللقاحات بأسعار أرخص أو حتى مجاناً.