وصف المرشح الرئاسي وعضو الكونغرس السابق رون بول "بيتكوين" بأنها "نقود"، و"عملة منافسة للدولار"، خلال مؤتمر أمس، بالتزامن مع ارتفاع سعرها إلى حدود 38 ألف دولار، وتوقعات بمواصلة السعر في الارتفاع خلال الفترة المقبلة، فيما أشارت منصات للمتابعة والتحليل إلى أن حيتان "بيتكوين" استفادوا من فترة انخفاض السعر السابقة في مراكمة ما يملكونه منها.
"بيتكوين" نقود
وقال المرشح الرئاسي وعضو الكونغرس السابق رون بول، خلال مؤتمر للـ "بيتكوين" في مدينة ميامي أمس، إنه "يجب اعتبارها نقوداً، ويجب فرض ضرائب عليها". ورون بول من المدافعين الأقوياء عن العملات الرقمية، ومؤلف كتاب "إنهاء الاحتياطي الفيدرالي"، الذي دافع فيه عن العملات الرقمية، وطالب فيه بوضع إطار قانوني وتنظيمي لها. كما دأب عضو الكونغرس السابق، منذ بداية وباء كورونا، على مهاجمة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، لأنه يطبع النقود من دون رقابة.
منافسة للدولار
وقال بول خلال المؤتمر، إن "السبب الرئيس لاندفاع المستثمرين وراء هذه الأشكال من النقود البديلة هو التحوط من انخفاض قيمة الدولار، ولهذا يجب أن تخضع الأشكال البديلة للمال إلى الضريبة مثل العملة الورقية".
وأشار إلى أنه يهدف بتصريحاته وجهوده إلى "المساعدة في إضفاء الشرعية على المنافسة، وبعد ذلك أعتقد أن الناس سيقومون بفرز العملات. وحرية الاختيار ستعمل على حل هذه المسألة". ويعتقد بول أن الهيئات التنظيمية الأميركية تتحرك لتنظيم وزيادة ضرائب "بيتكوين"، لأنها تتنافس مع الدولار الأميركي، وأشار إلى أن الحكومات على مدى التاريخ كانت "تشتهر بالحرص الشديد على السيطرة على الأموال"، وتوقع أنها "لن تستسلم أبداً".
عملات مساعدة
من جانبه، قال مدير مركز كروم للدراسات الاستراتيجية في لندن، طارق الرفاعي، إن "بيتكوين والعملات الرقمية لن تكون منافسة لأي من العملات التقليدية في الوقت الحاضر، قد يحدث هذا خلال 5 إلى 10 سنوات، إنما خلال العام الحالي أو المقبل أو السنوات القليلة المقبلة فلن يحدث هذا".
وأضاف أن "كثيراً من البنوك المركزية بدأت بالفعل في عمليات لتجربة إصدار عملاتها الرقمية، وذلك كعملات مساعدة أو داعمة للعملات الورقية، وليس كعملات منافسة للعملات التقليدية".
الاختراق المنتظر
ارتفع سعر "بيتكوين" أمس إلى حدود 83 ألف دولار، بعد أن اخترقت حاجز المقاومة عند 37.5 ألف دولار الأربعاء، مما يرجح استمرار الأسعار في الارتفاع خلال الفترة المقبلة، لأن هذا الاختراق سيفتح شهية المستثمرين للوصول إلى مستويات سعرية أعلى عند 40.000 دولار و42.000 دولار خلال الفترة المقبلة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الرفاعي إن ""بيتكوين" شهدت تقلبات عالية منذ بداية العام، وكانت كل شهر تقريباً تمر بعملية تصحيح للسعر، وشهد الشهر الماضي أكبر عملية تصحيح لسعرها منذ العام 2018، وخلال فترة التصحيح شاهدنا "بيتكوين" يجري تداولها بسعر 32 إلى 35 ألف دولار، والسؤال الآن هل ستستمر "بيتكوين" في الهبوط أم الارتفاع، والإجابة تكمن في تجاوز "بيتكوين" حاجز الـ 42 ألف دولار، فإن نجحت في هذا فستسير في مسار صاعد، لأن هذا معناه أن العملة تجاوزت فترة التصحيح، وتستهدف تسجيل رقم قياسي جديد يتجاوز 62 ألف دولار للعملة الواحدة، لكن إن لم تتجاوز هذا السعر، فمعناه أن فترة التصحيح ما زالت مستمرة".
وأجاب الرفاعي عن سؤال بأنه "كل ما وضعت البنوك المركزية والجهات المنظمة قيوداً وضوابط على العملات الرقمية، كلما زاد الاعتراف بها، وبينما يعتقد البعض أن القيود والقواعد المنظمة ستخفض الأسعار، أتوقع أنه على العكس من ذلك، سيزداد إقبال الناس على سوق منظم للعملات الرقمية بشكل أكبر، لأن إحجام البعض حالياً سببه مخاوفهم من سوق مضاربة غير منظمة".
تخزين الحيتان
على الصعيد نفسه، حفز الانخفاض الأخير في أسعار "بيتكوين" مليونيرات العملات المشفرة على مراكمتها. ووفقاً لأحدث بيانات "سانتيمنت"، إحدى شركات تحليل وتتبع العملات الرقمية، فقد راكم الأشخاص الذين يملكون حسابات تضم ما بين 100 إلى 10 آلاف عملة "بيتكوين" 30 ألف عملة "بيتكوين" جديدة خلال الأيام الـ 10 الأخيرة.
ووفقا لـ "سانتيمنت"، وهي منصة لتحليل سلوك المتاجرة في "بيتكوين"، يوجد حالياً نحو 16000 عنوان "بيتكوين"، تحوي أكثر من 9 ملايين قطعة نقدية.
إضافة إلى ذلك، قالت الشركة إن حيتان "بيتكوين" كانوا ينقلون العملة الرقمية الأغلى في العالم إلى محافظهم بكميات كبيرة خلال الأسابيع الماضية التي شهدت تقلبات كبيرة في سوق العملات المشفرة.
وفي الأسبوع الماضي، أبلغت منصة "فاينانس ماجنتس" عن معاملة تتضمن نقل 9999 "بيتكوين" إلى محفظة غير معروفة. وأبلغت "ويل آلرت"، وهي شركة تتبع عمليات البلوكتشين، عن زيادة كبيرة في تحويلات "بيتكوين" إلى محافظ العملات المشفرة، ففي 28 مايو (أيار) حول مستخدم واحد 1964 "بيتكوين" بقيمة تزيد على 70 مليون دولار من موقع "كوين بايز" إلى محفظة رقمية.
كما بلغ إجمالي التدفقات إلى منتجات وصناديق الاستثمار في العملات المشفرة 74 مليون دولار الأسبوع الماضي.
فرض ضرائب
وتعليقاً على ثروة الحيتان، أوضح محمد جميل المتخصص في التجارة بالعملات الرقمية أن "نحو 20 في المئة فقط من مالكي عملات "بيتكوين" لديهم 80 في المئة من إجمالي هذه العملة في العالم، لهذا يجب فرض ضرائب عليهم".
وأضاف، "العملات الرقمية لن تحل محل العملات الورقية خلال السنوات القليلة المقبلة، لأنها تخفي هويات أصحابها، فعندما تعرض خط نفط كولونيل لهجوم إلكتروني أصاب إمدادات النفط الأميركي بالشلل، طلب المهاجمون دفع فدية 90 مليون دولار لوقف هجماتهم على الخط، ولتفادي المراقبة المالية اشترط المهاجمون أن يكون الدفع بـ "بيتكوين"، فيما يعد العملية الأولى لدفع فدية كبيرة بالعملات المشفرة على العلن".
وتابع، "السؤال هو كيف ستتعقب الحكومات مخزونات العملات الرقمية ومتابعة التهرب الضريبي لإضفاء شريعة لا جدال فيها على العملات المشفرة، وإزالة الشبهات عن التعامل بها، لأنها في الواقع جزء مهم من مستقبل التعاملات المالية، أما من الناحية العملية فقد دخلت "بيتكوين" في تحويلات نقدية جدية تنافس الدولار في الفعالية، وليس "بيتكوين" وحدها، بل عملة ريبل أيضاً".