على ضفاف البحر المضطرب دوماً بالصراعات والتهديدات الإيرانية والحوثية، اختتمت قوات بحرية سعودية - أميركية تمريناً مشتركاً في الأسطول الغربي بمدينة جدة غرب البلاد.
وقالت وزارة الدفاع السعودية، إن التمرين الذي أجري في قاعدة الملك فيصل البحرية بجدة، هو عبارة عن تمرين عسكري مختلط يهدف إلى "تبادل الخبرات في الرماية" بين مشاة القوات البحرية السعودية ومشاة البحرية الأميركية.
يأتي هذا التمرين، بحسب وكالة الأنباء الرسمية "واس" في إطار تعزيز "التعاون العسكري المشترك وتبادل الخبرات بين البحريتين، وتطوير قدراتهما في مجال عمليات الأمن البحري في المنطقة".
ويطل الأسطول البحري الذي احتضن المناورة المشتركة على خليج العقبة وباب المندب وخليج عدن، وهي المناطق البحرية التي تشهد بعضها اضطرابات تتهم إيران ووكلائها بالوقوف خلفها، على نحو تندد قوى الإقليم والعالم بتهديده أمن المنطقة والتجارة العالمية.
ويتكون الأسطول العسكري من منظومة وحدات سفن وعناصر بحرية ومنشآت عسكرية متقدمة تضم "مطارات وقواعد ومراكز للقيادة ومراكز للتموين"، تحت قيادة البحرية السعودية في قاعدة الملك فيصل البحرية على امتداد الساحل الغربي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما شهد "الأسطول الشرقي" المطل على الخليج العربي في يناير (كانون الثاني) مطلع هذا العام، تمريناً مماثلاً، بين القوتين الأميركية والسعودية في قاعدة الملك عبد العزيز البحرية، بالقرب من أكبر معامل تكرير النفط في العالم، التي استهدفت غير مرة بالطائرات المسيرة والصواريخ.
وتسعى إيران التي تخوض حرباً بالوكالة عبر الجماعات المسلحة الحوثية في اليمن إلى استغلال ممرات البحر لتهريب الطائرات المسيرة والأسلحة إلى اليمن الذي يشتعل الصراع فيه منذ 2014 بعد سيطرة الميليشيات الحوثية على صنعاء، وهو الأمر الذي استدعى تدخلاً سعودياً في مارس (آذار) عام 2015 عبر "التحالف العربي" لدعم الشرعية اليمنية، كما تحاول الرياض تأمين ممرات البحار المهددة لأمنها واستقرار المحيط العربي والخليجي.
وتنفي إيران تزويد ميليشيات الحوثي بالأسلحة، لكنها لا تخفي إعلان دعمها لمحاولات الجماعة الهيمنة على البلاد بقوة السلاح.
وتعتبر طهران التواجد الدائم لها في مداخل البحر الأحمر أمراً مهما لزيادة قدراتها في دعم أنشطتها، التي ترفض وصف دول عدة في العالم إياها بالتخريبية.
وبشكل غير منقطع تجري السعودية المطلة على أهم الممرات المائية في المنطقة، مناورات بحرية عسكرية مشتركة بين دول عدة لتعزيز التعاون العسكري وتبادل الخبرات القتالية، كان آخرها قبل نحو أسبوعين، حين اختتمت قوات أميركية وسعودية مناورة أطلق عليها "سراب الصحراء (3)" بين القوات الجوية الملكية السعودية والقوات الجوية الأميركية، والتي شهدت تدريبات على سيناريوهات قتالية للتصدي للتهديدات الناشئة.
وكان هدف المناورة بحسب الوكالة الرسمية في البلاد (واس)، "صقل الخبرات، والرفع من مستوى الجاهزية القتالية المشتركة، وتعميق أواصر التعاون بين القوات الأميركية والسعودية، للوصول لقوة الردع المطلوبة لأي هجوم محتمل يهدد أمن وسلامة المنطقة".
وشاركت في التمرين منظومات القوات الجوية الملكية السعودية المقاتلة من طراز "أف 15 أس أي" و"أف 15 سي" و"تايفون" و"تورنيدو"، وكذلك منظومات "الإنذار المبكر" و"الاستطلاع الإلكتروني" و"التزود بالوقود"، ومن الجانب الأميركي منظومات "أف 15" و"أف 16" و"أف18 " و"الأواكس".