قُتل خمسة من قوات "البيشمركة" الكردية العراقية وجُرح اثنان آخران، السبت 5 يونيو (حزيران) الحالي، إثر كمين نفذه عناصر من حزب العمال الكردستاني في كردستان العراق.
وصرح وكيل وزارة البيشمركة في الإقليم سربست لزكين، لصحافيين، بأن الكمين وقع في جبل متين في محافظة دهوك.
ويأتي هذا الكمين بينما تشن القوات التركية منذ 23 أبريل (نيسان) الماضي، عمليةً عسكرية لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني الذي يتخذ من الجبال العراقية المحاذية للحدود التركية قواعد له، لتنفيذ هجمات ضد تركيا وجيشها.
وقالت وزارة البيشمركة في بيان تعقيباً على الحادثة "كنا أعطينا سابقاً تحذيراً بأنه يجب على الجميع احترام حدود الإقليم وعدم تعريض أمنه واستقراره للخطر".
طعنة في الظهر
من جهتها، بررت "قوات الدفاع الشعبي"، الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني، في بيان، الكمين بـ"وجود تحرك لقوات البيشمركة إلى مناطق نفوذنا في جبال متين"، معتبرة "التحرك بمثابة طعنة في الظهر".
وأكدت "قوات الدفاع الشعبي" عدم القبول بأي "تحرك لقوات البيشمركة في مناطق سيطرتنا، لا سيما أنها منطقة حرب بيننا والقوات التركية التي تريد احتلال إقليم كردستان انطلاقاً من تلك المناطق".
مقتل ثلاثة اشخاص في قصف تركي
وفي سياق متصل، قال رشاد كلالي، المسؤول في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في العراق إن ضربة جوية تركية أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين، السبت، في مخيم للنازحين في شمال البلاد يضم آلاف اللاجئين الأكراد الوافدين من تركيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد مسؤول أمني عراقي طلب عدم ذكر اسمه أن ضربة جوية أدت إلى سقوط قتلى ومصابين في المخيم لكنه لم يعطِ تفاصيل.
وكثّفت القوات التركية هجماتها على قواعد حزب العمال الكردستاني المحظور داخل شمال العراق خلال العام الماضي، وركزت نيرانها وتوغلاتها بالأساس على قطاع من الأراضي يمتد لما يصل إلى 30 كيلومتراً داخل العراق.
ووقعت الضربة الجوية بعد ثلاثة أيام من تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان توعّد فيها بالتصعيد ضد حزب العمال الكردستاني، مهدداً بقصف "مخيم مخمور" للاجئين الذي يقع في شمال العراق على بعد 250 كيلومتراً من الحدود بين البلدين، معتبراً أنه يضم عناصر من حزب العمال.
وقال أردوغان إن "مخمور بات حاضنة لقنديل"، مقر قيادة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، مؤكداً أنه "إذا لم نتدخل، فستواصل تلك الحاضنة إنتاج إرهابيين".
وأضاف "نتحدث مع جميع اللاعبين. إذا لم تقم الأمم المتحدة بتنظيف هذا المكان، فسنتولى نحن تلك المهمة بصفتنا أعضاء في الأمم المتحدة".
وتعتبر أنقرة وأربيل (مقر حكومة كردستان العراق) حزب العمال الكردستاني بمثابة عدو لهما، إذ يرفض الاعتراف بحكومة كردستان العراق وينشط لإقامة دولة موحدة في سوريا وتركيا والعراق وإيران.
وتقصف تركيا التي نشرت بحكم الأمر الواقع، 10 قواعد عسكرية تقريباً منذ 25 عاماً في كردستان العراق، بانتظام القواعد الخلفية لحزب العمال الكردستاني في المناطق الجبلية في شمال العراق.
وأطلق "حزب العمال" منذ عام 1984 تمرداً دامياً على الأراضي التركية أسفر عن سقوط أكثر من 40 ألف قتيل.
وتحتج بغداد باستمرار على القصف التركي، لكن أنقرة تؤكد أنها "ستتولّى أمر" حزب العمال الكردستاني في هذه المناطق في حال "لم تكن بغداد قادرة على ذلك".