تشهد البيرو، الأحد، 6 يونيو (حزيران)، الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية. وهذه الدولة متعددة الثقافات وغنية بالموارد المعدنية وبتراث أثري لا يقدر بثمن.
كانت البيرو موطن أقدم حضارة في الأميركيتين هي الكارال (قبل خمسة آلاف إلى 3500 سنة)، ثم سلسلة حضارات بلغت ذروتها مع إمبراطورية الإنكا (نحو 1400-1532). وقد تم إدراج العديد من مواقعها، مثل ماتشو بيتشو، على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو).
أصبحت البيرو مستعمرة إسبانية بعد عام 1532، ثم استقلت منذ عام 1821. وبعد حرب المحيط الهادي (1879-1883) خسرت جزءاً من أراضيها ضمته تشيلي.
تقع البيرو على المحيط الهادي، وتحدها الإكوادور وكولومبيا والبرازيل وبوليفيا وتشيلي.
وهي تمتد على مساحة مليون و285 ألفاً و216 كيلومتراً مربعاً، من شريط ساحلي صحراوي غرباً إلى جبال الأنديس، حيث تنمو نبتة الكينوا على ارتفاع أربعة آلاف متر، والأمازون التي تشكل ستين في المئة من البلاد، شرقاً.
تعدد الثقافات
البيرو بلد متعدد الثقافات تتعايش فيها مجتمعات مختلفة من "الكريولوس" أحفاد الإسبان إلى هنود الكيتشوا الأميركيين والأيماراس وغيرها من الشعوب الأصلية التي تعيش في الأمازون والمتحدرين وأفريقيا أحفاد العبيد السابقين إلى جانب مهاجرين من الصين واليابان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تقول وزارة الثقافة، إن 16 مجموعة للهنود الأميركيين (4500 شخص) تعيش في حالة عزلة طوعية من دون أي اتصال بباقي المجتمع البيروفي.
بين عامي 1980 و2000، عاشت البلاد نزاعاً بين الدولة ومقاتلي حركة الدرب المضيء الماوية والحركة الثورية توباك أمارو (تؤمن بمبادئ تشي غيفارا)، بلغ عدد ضحاياه سبعين ألف شخص بين قتيل ومفقود.
وحكم على الرئيس السابق ألبرتو فوجيموري (1990-2000) في 2009 بالسجن 25 عاماً لأنه أمر بارتكاب مجزرتين على يد فرقة موت في 1991-1992 في إطار مكافحة "الدرب المضيء".
ثروات وفقر
البيرو واحدة من أكبر الدول المنتجة للذهب والفضة والنحاس والزنك والقصدير والرصاص في العالم.
وفي 2020 انخفض إجمالي الناتج المحلي للبلاد بسبب وباء فيروس كورونا بنسبة 11.12 في المئة، حسب المعهد الوطني للإحصاء في البيرو.
وفي هذا البلد الذي يضم 33 مليون نسمة، ما زال ثلث السكان يعانون الفقر وتأثير الاقتصاد غير الرسمي والتفاوت الاجتماعي والعرقي والجغرافي.
الكوكا والكوكايين والمطبخ المتنوع
وتقول الأمم المتحدة إن البيرو تعد مع كولومبيا وبوليفيا من المنتجين الرئيسين لأوراق الكوكا والكوكايين في العالم.
وأوراق الكوكا المستخدمة منذ العصور القديمة في الوصفات التقليدية مثل أنواع شاي الأعشاب، تزرع بكميات محددة قانونية.
إلى جنب التراث الأثري، تشتهر البيرو بمطبخها المتنوع الذي يشكل عامل جذب إضافياً لنحو أربعة ملايين سائح كانت تستقبلهم سنوياً حتى ظهور الوباء.
ومن أشهر الأطباق البيروفية سمك "مطبوخ" في ماء مالح وليمون يؤكل بارداً.
وفي العاصمة ليما اثنان من أفضل خمسين مطعماً في العالم هما "مايدو" و"سنترال".