يبدو أن وتيرة الهجمات التي شنتها قوات النظام السوري بمؤازرة روسية، ارتفعت مع بداية شهر رمضان، في مناطق ريفي إدلب وحماه. فقد واصلت الطائرات السورية والروسية حملتها الجوية بشكل عنيف على قرى وبلدات ريف إدلب، مسجلة خلال ساعات الليل وحتى هذه اللحظة، عشرات الغارات من دون توقف.
واستهل الطيران الحربي الروسي اليوم الثامن من التصعيد الذي وُصف بـ "الأعنف" بحوالي 100 ضربة جوية تسبّبت بمقتل ثمانية مدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال وجرح العشرات.
وبحسب مصادر ميدانية، فقد أغارت الطائرات على أطراف مدينة كفرنبل ومنطقة النهر الأبيض في جسر الشغور وقرية رأس العين غرب بلدة أبو الظهور بإدلب ومدينة كفرزيتا بريف حماه.
فصائل معارضة
وأكد "الائتلاف الوطني" مقتل ثلاثة أطفال وإصابة ثمانية أشخاص، في حصيلة أولية، جراء القصف الصاروخي من قبل النظام والقوات الروسية على السوق الشعبي في قرية رأس العين بريف إدلب.
كما أشار إلى مقتل أربعة مدنيين من بينهم أطفال جراء قصف قوات النظام على مدينة كفرزيتا بريف إدلب. هذه الهجمات أدت إلى أضرار فادحة في أربع مستشفيات في إدلب وحماه، ما تسبب بخروجها من الخدمة.
من جهة أخرى، تحدّثت "الجبهة الوطنية للتحرير" المُعارضة، عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام خلال الاشتباكات المستمرة في محيط قرية الجنابرة بريف حماه الغربي.
كما أعلنت جماعة "جيش العزة" المُعارضة مقتل وإصابة عناصر من القوات الروسية والإيرانية بعد استهداف رتلٍ لهم بالرشاشات على طريق تل ملح - محردة في ريف حماه.
في المقابل، أفادت وكالة "سانا" بأن الجيش النظامي استهدف مجموعات مسلحة بالصواريخ في شهرناز وكفرنبودة بريف حماه الشمالي الغربي، رداً على "اعتداءات المسلحين المتكرّرة على النقاط العسكرية والقرى الآمنة".
المرصد السوري
هذا، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع عدد الغارات الروسية التي طاولت منطقة "خفض التصعيد" إلى 49 منذ ما بعد منتصف ليل الاثنين وحتى اللحظة، بينما ارتفع إلى 22 عدد الضربات التي شنّتها طائرات النظام الحربية منذ الصباح.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما وثّق المرصد السوري خلال الفترة الممتدة من 15 فبراير (شباط) 2019 وحتى اليوم الثاني من مايو (أيار) 2019، مقتل 692 شخصاً في مناطق الهدنة "الروسية – التركية".
وتشهد المناطق المشمولة باتفاق "خفض التصعيد" عمليات قصف غير مسبوقة هي الأعنف منذ دخول اتفاق "سوتشي" حيّز التنفيذ في سبتمبر (أيلول) 2018، في حين توعّدت هيئة "تحرير الشام" بمعركة مصيرية ضد قوات النظام السورية والروسية في حال دخولها إلى المناطق الخاضعة تحت سيطرة الفصائل في الشمال.
وتشكل إدلب وريف حماه الشمالي وريف حلب الغربي وجزء صغير من ريف اللاذقية الشمالي منطقة "خفض تصعيد" بموجب اتفاقات تم التوصل إليها في إطار عمل منصة آستانا بين الدول الضامنة، وتمثل هذه المنطقة آخر معقل للمسلحين في سوريا.