سجلت الأسهم الأوروبية مستوى مرتفعاً غير مسبوق، إذ يراهن المستثمرون على التزام البنوك المركزية العالمية بموقف السياسة النقدية المرن، حتى مع اكتساب التعافي الاقتصادي الزخم بعد التضرر بفعل الجائحة.
وارتفع مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.5 في المئة، بعد أن أنهى جلسة الجمعة محققاً رابع مكاسبه الأسبوعية على التوالي. وقاد مؤشرا "داكس" الألماني و"فايننشال تايمز 100" البريطاني مكاسب المؤشرات الإقليمية.
إلى ذلك، تتجه كل الأنظار هذا الأسبوع إلى اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي الذي قد يبدأ في تقليص برنامج التحفيز الضخم في وقت أقرب مما كان متوقعاً.
وعلى صعيد الشركات، تراجع سهم شركة "فيليبس" الهولندية للمعدات الطبية 3.4 في المئة ليتذيل "ستوكس 600" بعد أن قالت إنها ستستدعي بعض أجهزة التنفس الاصطناعي على مستوى العالم بسبب جزء رغوي قد يتحلل ويصبح ساماً.
الدولار في صعود
في الوقت ذاته، حافظ الدولار على مكاسبه بعدما سجل أكبر مكسب أسبوعي في ستة أسابيع مع خفض المتعاملين المراهنات على هبوط العملة قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي المرتقب.
وأثارت بيانات حديثة تشير لتصاعد التضخم قلقاً من أن ضغوط الأسعار عقب استئناف النشاط الاقتصادي بعد الجائحة قد تضطر صناع السياسات لتقليص خطط التحفيز مبكراً.
ومقابل سلة من العملات، استقرت العملة الأميركية عند 90.5 في التعاملات المبكرة بلندن، بعدما ارتفعت بما يصل إلى 0.4 في المئة في الأسبوع الماضي، وهي أكبر زيادة أسبوعية منذ أوائل مايو (أيار).
وكان الاسترليني أكبر خاسر بين عملات الدول المتقدمة، وسط أنباء بأن بريطانيا سترجئ إنهاء إجراءات التباعد الاجتماعي، فيما تحاول الحكومة إبطاء الزيادة السريعة لإصابات "كوفيد-19".
ومقابل الدولار، نزل اليورو والاسترليني بما يصل إلى 0.2 في المئة في التعاملات المبكرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبالنسبة للعملات المشفرة، جرى تداول "بيتكوين" فوق مستوى 39 ألف دولار بعد زيادتها بنحو 10 في المئة أمس الأحد، عندما قال الرئيس التنفيذي لـ "تسلا" إيلون ماسك عبر "تويتر"، إن شركة صناعة السيارات الكهربائية ستستأنف السماح بمعاملات "بيتكوين" عندما يزيد اعتماد القائمين على عمليات استخراجها على الطاقة المتجددة، وارتفعت الليرة التركية بنحو 0.6 في المئة مقابل الدولار الأميركي، قبيل اجتماع بين رئيسي الولايات المتحدة وتركيا على أمل تخفيف حدة التوتر في العلاقات الدبلوماسية. واستقرت الليرة عند 8.34 مقابل الدولار، بعد أن أغلقت عند 8.4010 يوم الجمعة.
الذهب يتراجع
وفي المعادن، تراجعت أسعار الذهب لأقل مستوى في أكثر من أسبوع تحت ضغط ارتفاع الدولار، بينما يترقب المستثمرون الذين يسيطر عليهم الحذر نتيجة اجتماع السياسات لمجلس الاحتياطي الاتحادي هذا الأسبوع، في حين ينظر للارتفاعات الاخيرة لأسعار المستهلكين على أنها مسألة مؤقتة.
ونزل الذهب في السوق الفورية 0.6 في المئة إلى 1864.61 دولار، وهو أقل مستوى منذ الرابع من يونيو (حزيران). وهبطت العقود الأميركية للذهب 0.7 في المئة إلى 1866 دولارا للأوقية.
وارتفع الدولار 0.1 في المئة ليحوم قرب ذروة أسبوع مقابل عملات رئيسة أخرى، مما يرفع كلفة الذهب بالنسبة إلى حاملي العملات الأخرى.
وأظهرت بيانات الأسبوع الماضي ارتفاعاً حاداً لأسعار المستهلكين بالولايات المتحدة، لكن مسؤولي مجلس الاحتياطي كرروا مراراً أن التضخم مؤقت.
وقال "مورغان ستانلي" في مذكرة بحثية يوم الجمعة، إن مجلس الاحتياطي قد يمهد لمرونة أكبر تجاه برنامج التيسير الكمي خلال الاجتماع. واستقرت الفضة عند 27.89 دولار للأوقية ونزل البلاديوم 0.1 في المئة إلى 2773.52 دولار في حين هبط البلاتين 0.5 في المئة إلى 1143.89 دولار.
الأسهم اليابانية تواصل الارتفاع
وفي طوكيو، ارتفعت الأسهم اليابانية اليوم الإثنين مع صعود الأسهم المرتبطة بالدورة الاقتصادية، مثل شركات صناعة الإطارات، بينما تقدم سهم "توشيبا" بعد أن أعلنت الشركة أن اثنين من أعضاء مجلس الإدارة سيتقاعدان وسط أزمة في شأن الحوكمة بها.
وصعد مؤشر "نيكي" 0.74 في المئة إلى 29161.80 نقطة، وهو أعلى مستوى إغلاق منذ العاشر من مايو (أيار). وزاد مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.29 في المئة إلى 1959.75 نقطة.
وتأتي المكاسب بعد إغلاق الأسهم الأميركية على ارتفاع يوم الجمعة، وبلغ مؤشر "ستاندرد آند بورز 500 "مستوى قياسياً، بينما كانت مكاسب "ناسداك" الأكبر بين مؤشرات الثلاث.
وقال الاقتصادي الكبير في "سوني فايننشال هولدنجز"، هيروشي واتانابي، "لا تزال أسهم اليابان متخلفة عن ركب الأسهم العالمية، إذ يتوقع أن يتأخر تعافي الأرباح، ولكن من المأمول أن تتحسن الأمور مع تسارع التطعيمات في الوقت الحالي، وقد تنتهي من تطعيم 60 في المئة من السكان بحلول أغسطس (آب).