Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حرب بيانات تستبق إعلان نتائج الانتخابات التشريعية في الجزائر

"نسبة المشاركة الضعيفة التي تعبر عن تطليق الشعب للسياسة تشكل مانعاً أمام الأحزاب الإسلامية للفوز بالحكومة المقبلة"

رجل يدلي بصوته في الانتخابات البرلمانية بالجزائر (رويترز)

أعطى أكبر حزب إسلامي في الجزائر، حركة "مجتمع السلم"، إشارة انطلاق معركة كسر العظام مع السلطة من أجل تصدر المشهد السياسي، بعد بيان أصدره يطالب الرئيس عبدالمجيد تبون، بـ"التدخل لحماية نتائج الانتخابات بعد محاولات لتغييرها".

استباق الإعلان

وأبرز بيان الحزب، أن "الحركة تصدرت نتائج الانتخابات في أغلب المحافظات وفي الخارج، غير أن هناك ممارسات لتغيير النتائج لصالح أحزاب أخرى، وهي ممارسات سبق أن شهدتها الانتخابات في الجزائر، لكن في فترة المنظومة السياسية السابقة"، ودعت الحركة الرئيس الجزائري إلى التدخل لـ"حماية الإرادة الشعبية المعبر عنها في الانتخابات التشريعية من محاولات واسعة لتغيير النتائج وفق السلوكيات السابقة، والوفاء بوعوده المتمثلة في حماية حق الجزائريين في الانتخابات، والالتزام بحماية الصناديق والشفافية، ودرء التزوير الذي كثيراً ما اشتكت منه الأحزاب في الجزائر". وحذرت من أن تكون لهذه الممارسات عواقب سيئة على البلاد ومستقبل العملية السياسية والانتخابية، وفق تعبيرها.

رد واتهام

ولم تمضِ دقائق حتى "انتفضت" السلطة المستقلة للانتخابات، وردت ببيان "شديد اللهجة". وقالت إن التصريحات والبيانات التي تصدر عن بعض الجهات التي ألفت مثل هذه الممارسات التي لا أساس لها من الصدق، تمس بالتزام السلطة المستقلة ونزاهتها التي يشهد لها بالداخل والخارج. وأوضحت أن تصريح حركة "مجتمع السلم" في بيانها الأخير، على أن السلطة غير قادرة على صيانة وحماية أصوات الناخبين، وتدعو رئيس الجمهورية لتحمل المسؤولية بتعبير يحمل التهديد والوعيد، يمس بأخلاق الدولة وصون بناء الجمهورية الجديدة ودعوة مبطنة إلى زرع الفوضى والتشكيك. وأضافت، "نحن أهل أمانة، وقادرون على صونها، وسنعرضها أمام الشعب بكل شفافية ليتبين الصادق من المفتري".

استعراض العضلات

وفي سياق استعراض العضلات والمعركة على الحكومة، دخل أكبر حزب في البلاد منذ الاستقلال، جبهة التحرير، على الخط، وقال إنه تصدر نتائج الانتخابات النيابية، وسط ترقب للنتائج الرسمية، وأبرز أمينه العام، أبو الفضل بعجي، أنه "حسب أصداء من عدة محافظات، حل حزبنا في المركز الأول وننتظر النتائج الرسمية"، مشيراً إلى أنه "كنا ننتظر هذه النتائج، وكنت شخصياً أنتظر حصول الحزب على المركز الأول بهذه التشريعيات، وسبق لي أن صرحت بهذا مراراً وتكراراً بمختلف التجمعات الشعبية التي نشطتها بمختلف مناطق البلاد". وأضاف، "أكدت أن الحزب هدفه الأول في هذه الانتخابات هو المحافظة على الريادة التي كان يحوز عليها من قبل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

رهان خاسر

تعليقاً على حرب البيانات، يعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، فوزي صابر، في تصريح لـ"اندبندنت عربية"، أنه في ظل ضعف المشاركة يسارع كل طرف للتموقع، خاصة أن أحزاب التيار الإسلامي يبدو أنها راهنت مقابل مشاركتها في الاستحقاق، لذا استبقت الأحداث خوفاً من استيلاء جهة على الوضع، مشيراً إلى أنه في خضم ما يدور، وبالنظر إلى النتائج المعلن عنها من طرف اللجنة المستقلة للانتخابات، فإن الأمر بيد 3 أطراف لا غير، الأحزاب التقليدية، ثم الإسلاميين، وأخيراً المستقلين الذين لهم دور في تمرير الانتخابات البرلمانية، وأبرز أنه لا غالبية ولا مغلوب، حيث ستتشكل الحكومة من مزيج بين القديم والجديد بين الإسلامي والديمقراطي تحت مظلة وزير أول.

ويتابع صابر، أن التيار الإسلامي ومع تقربه من السلطة، يحلم بتجربة حركة "النهضة" مع الحكم في تونس، خاصة أنه راهن على حصد أغلبية مقاعد البرلمان في ظل غياب أحزاب المعارضة من الديمقراطيين، مضيفاً أن ضعف المنافسة السياسية من الأحزاب المشاركة، فتح أبواب الحلم على مصراعيها، ودفع حركة "مجتمع السلم" إلى استباق الإعلان عن النتائج والخروج ببيان أثار "قلق" السلطة والجزائريين. وختم بأن التخوف من ضياع "فرصة العمر" أربك الإسلاميين، وهو ما قد يرهن حظوظهم في الاستيلاء على الحكومة مقابل أريحية في البرلمان.

تطمينات تبون... ولكن

وكان الرئيس تبون قد صرح في مقابلة مع مجلة "لوبوان" الفرنسية، بأن "أيديولوجيا الإسلام السياسي التي سعت للاستيلاء على الحكم في التسعينيات لن يكون لها أي وجود في الجزائر"، مضيفاً أن "الإسلام السياسي لم يكن عقبة في طريق التنمية في بلدان مثل تونس وتركيا أو مصر، فمثل هذا النموذج لا يزعجني، لأنه لا يعلو فوق قوانين الجمهورية التي ستطبق بحذافيرها"، وهي التصريحات التي شكلت تطمينات قوية للأحزاب الإسلامية للذهاب بعيداً في استحقاق 12 يونيو (حزيران) 2021، وتحقيق الحلم.

ويستطرد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، فوزي صابر، قائلاً "نسبة المشاركة الضعيفة، التي تعبر عن تطليق الشعب للسياسة، وليس استجابة لدعاة المقاطعة، تشكل مانعاً أمام الأحزاب الإسلامية للفوز بالحكومة المقبلة، على اعتبار أن هذه التشكيلات المشاركة في الاستحقاق فشلت في استقطاب الناخبين، وباتت ضعيفة شعبياً"، مشدداً على أن السلطة راهنت كثيراً على رفع نسبة المشاركة من أجل برلمان شرعي، وهو ما استغلته أحزاب التيار الإسلامي.

المزيد من متابعات