في المملكة المتحدة، تبين أن حوالى 300 ألف مصاب بالربو مصنفين باعتبارهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بـ"كوفيد- 19"، لم يتلقوا جرعاتهم التحصينية الأولى من اللقاح في الوقت المحدد، وفق تقديرات صدرت حديثاً.
في فبراير (شباط) الماضي، أُدرج مرضى الربو الحاد إلى القائمة الحكومية الخاصة بالفئات ذات الأولوية في الحصول على اللقاح المضاد لفيروس كورونا- ولكن بحلول نهاية مارس (آذار) المنصرم، كان ما يقدر بنحو 280 ألف شخص ما زالوا ينتظرون أخذ الجرعة الأولى في حين أنه يفترض أن يكونوا قد انتهوا من التطعيم.
بعد مرور شهرين، لم يكن 113 ألفاً و800 فرد من هذه المجموعة التي يواجهها خطر كبير من الفيروس، قد تلقوا اللقاح بعد، وذلك وفق مسح لـ"جمعية الربو في المملكة المتحدة" Asthma UK.
ومع تحول الاهتمام إلى برنامج التطعيم المعزز المزمع إطلاقه في الخريف المقبل، الذي يتوقع أن يقدم للأشخاص المعرضين للخطر سريرياً جرعة ثالثة من لقاح "كوفيد-19"، نبهت "جمعية الربو في المملكة المتحدة" إلى ضرورة وضع نظام بسيط وفاعل لحجز المواعيد حرصاً على عدم إغفال مرضى الربو.
وقالت الجمعية الخيرية إن آلاف المصابين بالربو الذين يستحقون أخذ اللقاحات في المراحل الأولى من طرحها فاتهم التطعيم لأنه استناداً إلى المعايير التي حددتها "اللجنة المشتركة للتلقيح والتحصين" (JCVI)، لا تشملهم نظم المعلومات الصحية المحوسبة الخاصة بالأطباء العامين.
فيما يتصل بمرضى الربو، نصت إرشادات اللجنة المذكورة على إعطاء الأولوية في التطعيم لمن دخلوا المستشفى أو خضعوا لثلاث دورات علاجية بجرعات متكررة من أقراص الستيرويدات الفموية خلال ثلاثة أشهر.
ومع ذلك، نظراً إلى عدم الاتساق في نظم المعلومات الصحية المحوسبة الخاصة بـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية" ("أن أتش أس" NHS )، من المستبعد أن ترد في سجل المريض جرعات الستيرويدات الفموية الموصوفة له خارج نطاق الأطباء العامين، وعادة لا يصار إلى إبلاغ هؤلاء بأن شخصاً ما قد دخل إلى المستشفى بسبب الربو، وفق "جمعية الربو في المملكة المتحدة".
بناء عليه، لم يتلق كثر من مرضى الربو اتصالاً هاتفياً يدعوهم إلى أخذ لقاح "كوفيد-19" في وقت كان ينبغي عليهم تناول الجرعات. وقيل لآخرين من خلال عيادات الأطباء العامين إنهم لا يستوفون المعايير المعمول بها بالنسبة إلى الفئات التي تحظى بالأولوية في التطعيم.
وفق مسح "جمعية الربو في المملكة المتحدة"، الذي تولته مؤسسة "يو غوف" YouGov المتخصصة ببحوث السوق، قيل لنحو 13 ألفاً و300 شخص أنه لا تتوافر لدى طبيبهم العام إشارة إلى دخولهم المستشفى بسبب الربو.
وقالت الجمعية الخيرية أيضاً إن بعض الأطباء العامين قد يئسوا من اتباع الإرشادات الوطنية، وعوض ذلك دعت مرضاها المصابين بالربو إلى الحصول على اللقاحات مبكراً.
تفادياً لوقوع أخطاء مماثلة في برنامج التطعيم المعزز المقرر إطلاقه لاحقاً، أهابت "منظمة الربو في المملكة المتحدة" بالحكومة البريطانية "النظر في تطعيم كل شخص مصاب بالربو ويحتاج إلى اللقاح واسمه مدرج ضمن قائمة لقاح الإنفلونزا المجاني"- التي تشمل حوالى 3.4 مليون مصاب بالربو.
"مرفوض تماماً أن نصف المصابين بالربو الذين يتهددهم بشدة خطر الإصابة بمرض شديد أو حتى الموت جراء "كوفيد-19" لم يحصلوا على لقاحهم في الوقت المطلوب على الرغم من كونهم يستوفون الشروط المطلوبة، وذلك بسبب مشكلات في الأنظمة الإلكترونية التي يعمل وفقها الأطباء العامون، ومعايير بحثية"، بحسب ما قالت سارة وولنو، الرئيسة التنفيذية لـ"جمعية الربو في المملكة المتحدة" و"مؤسسة الرئة البريطانية" British Lung Foundation.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
للأسف، "يصارع المصابون بالربو من أجل التنفس، ويواجهون خطر الإصابة بنوبات ربو مميتة، فضلاً عن أن هذه الحالة تؤدي إلى دخول أكثر من 75 ألف شخص إلى المستشفى سنوياً. لقد حان الوقت لأن تأخذ الحكومة داء الربو على محمل الجد"، وفق وولنو.
وأضافت، "لما كان من المحتمل طرح لقاح معزز لـ"كوفيد-19"، حري بالحكومة أن تتخذ الإجراءات المناسبة" بالنسبة إلى مرضى الربو.
في إطار بحوث الربو في المملكة المتحدة، استطلعت "يو غوف" آراء ما مجموعه 10 آلاف و147 بالغاً، من بينهم ألف و238 مصاباً بالربو، حول تجاربهم مع لقاحات "كوفيد-19".
وجد الاستطلاع أن 49 في المئة من المستطلعين الذين استوفوا معايير الأهلية الموضوعة بواسطة "اللجنة المشتركة للتلقيح والتحصين" لم يتلقوا لقاحاتهم قبل أبريل أو مايو (أيار) الماضيين. وبعد استقراء هذه النسبة، تبين أن 280 ألف مريض ربو لم يأخذوا لقاحهم في الوقت المحدد.
و"واضح" أن النظام الحالي "لا يجدي نفعاً مع الأطباء العامين أو الأشخاص المصابين بالربو"، وفق الدكتور آندي ويتامور، وهو طبيب عام ممارس وقائد سريري في "جمعية الربو في المملكة المتحدة" و"مؤسسة الرئة البريطانية".
وقال الدكتور ويتامور في هذا الصدد، "لا نود أن تواجه عيادات الأطباء العامين الصعوبات عينها مرة أخرى في وقت لاحق من العام الحالي، في حين أن في المستطاع استخلاص دروس قيمة والعمل على أساسها الآن".
"تسهيل الأمور عنصر أساسي. أمام الحكومة الآن فرصة لتتعلم من الدروس المستقاة من التجربة السابقة، ومن ثم تضع نظاماً يتسم بالبساطة والكفاءة لكل حملة تطعيم معزز كي لا يفوت أي مريض ربو يتهدده خطر أكبر من كورونا الحصول على الحماية الإضافية التي ربما يحتاج إليها"، ختم الدكتور ويتامور.
© The Independent