أعلنت الحكومة البريطانية يوم الخميس 24 يونيو (حزيران) الحالي، أنها رفعت قيود السفر بسبب فيروس كورونا عن بعض البلدان، حيث لم يعد زوار مالطا وجزر البليار الإسبانية مطالبَين بالخضوع للحجر الصحي عند العودة.
وسيتم إدراج وجهات العطلات الشعبية تلك على "القائمة الخضراء" للحكومة البريطانية اعتباراً من 30 يونيو، حيث لم يعد السياح مطالبين بالعزل الذاتي لمدة 10 أيام لدى عودتهم.
وكتب وزير النقل غرانت شابس على تويتر "نضيف مالطا إلى القائمة الخضراء للحكومة. كما نضيف ماديرا وجزر البليار والعديد من أقاليم المملكة المتحدة في ما وراء البحار وجزر الكاريبي (بما في ذلك بربادوس) إلى القائمة الخضراء". كما أُضيفت إسرائيل إلى القائمة.
وسيتعين على أولئك الذين يزورون هذه الوجهات إجراء اختبار فيروس كورونا في غضون يومين من عودتهم إلى بريطانيا.
وتضع الحكومة البريطانية في لندن سياسة النقل والصحة في إنجلترا فقط، لكن الحكومات المفوضة في اسكتلندا وأيرلندا الشمالية أصدرت إعلانات مماثلة. وكانت تلك الدول في السابق مدرجة ضمن قائمة تتطلب اخضاع المسافرين إلى إجراءات الحجر الصحي عند العودة.
وقال شابس إن الحكومة البريطانية تعتزم عدم إجبار المقيمين في المملكة المتحدة الذين تم تطعيمهم بالكامل على الخضوع للعزل عند سفرهم من الدول المدرجة ضمن قائمة الخطر، مضيفاً أنه سيتم الإعلان عن مزيد من التفاصيل الشهر المقبل.
رفع الآمال
وكان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، رفع آمال البريطانيين باحتمال قدرتهم على السفر خارج بريطانيا لقضاء عطلات في الصيف قبل نهاية الموسم هذا العام، مع تخفيف إجراءات السفر المفروضة بسبب كورونا.
وأشار جونسون إلى احتمال إلغاء الحجر الصحي حين العودة إلى بريطانيا للمسافرين الذين تلقوا جرعتي اللقاح. وقال، على هامش زيارة إلى ألدرشوت (جنوب غرب)، "لن أقول إن هذا الصيف لناحية السفر سيكون مثل أي صيف آخر"، لكنه أضاف أن هناك "فرصة حقيقية لاستئناف السفر بفضل إتمام عملية التلقيح".
وأشار بوريس جونسون إلى أن 83 في المئة من السكان البالغين في المملكة المتحدة تلقوا جرعة واحدة من لقاح كورونا، وأن 60 في المئة تلقوا الجرعتين.
وجاءت تصريحات جونسون قبل ساعات من إعلان الحكومة نتيجة المراجعة الدورية لقوائم الدول التي يمكن السفر إليها وإجراءات الحجر وغيرها عند العودة.
وتعتمد بريطانيا نظاماً مثل إشارات المرور يتضمن دولاً في القائمة الحمراء، يحتاج المسافرون إليها إلى حجز حجر صحي في فندق في بريطانيا عشرة أيام لدى العودة منها، مع إجراء اختبار في اليوم الثاني واليوم الثامن تدفع كلفتهما مقدماً.
وأغلب الدول هي في القائمة الصفراء، التي لا تنصح الحكومة بالسفر إليها، لكن في حال السفر إليها يحتاج من يعود إلى بريطانيا أو القادمون عموماً إلى الحجر في المنزل أو أي مكان يحدده قبل السفر عائداً عشرة أيام، مع إجراء اختبار في اليوم الثاني وفي اليوم الثامن.
أمّا القائمة الخضراء، وتضم عدداً قليلاً من الدول، فلا يحتاج القادم منها إلى الحجر في بريطانيا، وإن كان عليه إجراء اختبارين للفيروس أيضاً.
ويتوقع أن تجري زيادة الدول على القائمة الخضراء بإضافة مالطا وعدد من الجزر الإسبانية، التي تعد مقصداً سياحياً للبريطانيين في عطلات الصيف. مع ذلك ستظل البرتغال، التي كانت على القائمة الخضراء، ونقلت إلى الصفراء قبل أسبوعين، كما هي وأيضا إسبانيا نفسها. وغالبية الدول الأوروبية على القائمة الصفراء، ما يجعل من الصعب على البريطانيين السفر إليها لعطلات قصيرة لاضطرارهم إلى الحجر.
تفاؤل حذر
وفي تصريحاته قال بوريس جونسون، "لدينا الآن نسبة 60 في المئة من السكان البالغين تلقوا جرعتين من اللقاح، وهناك نسبة 83 في المئة من البالغين تلقوا جرعة واحدة من اللقاح. إننا على وشك الخروج من إجراءات الحظر الآن، والأمر المهم أن نسارع بالحصول على الجرعة الثانية. لن أدعي أن هذا الصيف سيكون كأي صيف بالنسبة إلى السفر للعطلات، لكن كما قلت منذ أيام إنه سيكون مختلفاً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقبل الإعلان عن التغييرات في قوائم الدول، قال وزير المواصلات، غرانت شابس، في مقابلة مع شبكة "سكاي نيوز" إن المرحلة "ستشمل وضع تصور للخطوات التالية بالنسبة إلى السفر الدولي". ويطالب المسافرون وشركات السفر والطيران بإلغاء قائمة الدول "الصفراء"، وأن تكون كلها في خانة القائمة "الخضراء"، لتفادي الحجر لدى العودة منها.
وقال وزير الصحة، مات هانكوك، إن السفر من دون حجر صحي إلى دول القائمة الصفراء لمن تلقوا جرعتي اللقاح "هو أمر تعمل الحكومة عليه بلا شك". لكنه أضاف أن ذلك "لم ينصح به الأطباء والعلماء بعد. ما زلنا نعمل على الأمر. وحين يكون لديَّ ما أعلنه بشأن ذلك سأعلنه".
موقف أوروبي
يذكر أن غالبية الدول الأوروبية التي يستهدفها البريطانيون لقضاء عطلات الصيف، مثل فرنسا وإيطاليا وغيرهما هي على القائمة الصفراء. كما أن بعض الدول، مثل إيطاليا، تفرض حجراً على القادمين من بريطانيا مدة لا تقل عن خمسة أيام وقد تمتد إلى 14 يوماً ما يجعل السفر إليها لقضاء عطلة صعباً جداً.
ولا يقتصر الأمر على القيود في بريطانيا فحسب، بل إن المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، طالبت دول أوروبا بفرض الحجر الصحي على أي قادم من بريطانيا. وقالت "في بلدنا، إذا كنت قادماً من بريطانيا العظمى فعليك أن تدخل في حجر صحي. وهذا ليس الأمر نفسه في كل الدول الأوروبية، لكنه ما أود أن أراه في كل دول أوروبا".
وليس هناك تفاؤل كبير بين الراغبين في قضاء عطلة صيف خارج بريطانيا أو حتى شركات السفر والطيران بشأن خطوات الحكومة البريطانية، لتخفيف قيود السفر حتى بعد موعد الـ19 من يوليو (تموز) الذي من المفترض أن ترفع فيه كل القيود المتعلقة بوباء فيروس كورونا نهائياً في بريطانيا.
ورغم التقدم المحرز في حملة التطعيم، تواجه المملكة المتحدة منذ أسابيع ارتفاعاً في الحالات بسبب متحورة "دلتا"، التي جرى اكتشافها في البداية في الهند. والبلاد التي سجلت أكثر من 128 ألف حالة وفاة، سجّلت أيضاً أكثر من 16 ألف إصابة في غضون 24 ساعة الأربعاء.
وهذه الأرقام المقلقة حملت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، للمطالبة الأربعاء، في البرلمان الألماني بموافقة دول الاتحاد الأوروبي الـ27، الذي لم تعد المملكة المتحدة عضواً فيه، على فرض حجر صحي على المسافرين البريطانيين، لتجنب استيراد متحورة "دلتا" الشديدة العدوى إلى القارة.
وقال متحدث باسم بوريس جونسون، "سنواصل الحوار مع شركائنا الأوروبيين بشأن إعادة فتح الرحلات الدولية، لكننا واثقون من أن برنامج التطعيم لدينا يوفر لنا سبيلاً جيداً للمضي قدماً".