بحضور عربي ودولي، افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، قاعدة 3 يوليو البحرية، ثالث القواعد العسكرية العملاقة التي تدخل الخدمة منذ توليه السلطة في عام 2014 بعد قاعدتي "محمد نجيب" افتتحت في يوليو 2017، وبرنيس افتتحت في يناير (كانون الثاني) 2020، لتأمين المصالح المصرية شمالاً وغرباً وجنوباً.
والقاعدة الجديدة، التي تعد الأكبر في المنطقة، بمساحة تقترب من 10 ملايين متر مربع، تقع بالقرب من ميناء جرجوب التجاري ومحطة الضبعة النووية (شمال غربي البلاد)، وكذلك من الحدود مع ليبيا، وتشمل مهامها أكثر من ألفي كيلومتر على شواطئ البحرين الأبيض والأحمر، إضافة إلى تأمين المجرى الملاحي لقناة السويس، تدخل قاعدة 3 يوليو العسكرية، السبت، الخدمة كثالث القواعد البحرية المصرية التي تتولى مسؤولية تأمين الملاحة للبلاد غرباً وجنوباً.
ووفق المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية بسام راضي، تعد قاعدة 3 يوليو "أحدث القواعد العسكرية المصرية على البحر المتوسط، وتختص بتأمين البلاد في الاتجاه الاستراتيجي الشمالي والغربي وصون مقدراتها الاقتصادية وتأمين خطوط النقل البحرية والمحافظة على الأمن البحري باستخدام المجموعات القتالية من الوحدات السطحية والغواصات والمجهود الجوي"، موضحاً أنها "تمثل إضافة جديدة لمنظومة القواعد البحرية المصرية ضمن خطة التطوير الشاملة للقوات البحرية".
قدرات القاعدة الجديدة
وفق تصريحات القادة العسكريين في الجيش المصري، فإن قاعدة 3 يوليو، تختص في الأساس بتأمين البلاد في الاتجاه الاستراتيجي الشمالي والغربي وصون مقدراتها الاقتصادية، وتمثل إضافة للقواعد الجديدة، نقاط ارتكاز ومراكز انطلاق للدعم اللوجيستي للقوات المصرية في البحرين الأحمر والمتوسط لمجابهة أي تحديات ومخاطر قد تواجه المنطقة، وكذلك مكافحة عمليات التهريب والهجرة غير الشرعية.
وتضم القاعدة، بحسب قائد القوات البحرية المصرية، الفريق أحمد خالد، أحدث القطع البحرية المتطورة في موقع استراتيجي بالقرب من ميناء جرجوب التجاري، ومنطقة صناعية ولوجستية، ومركزاً اقتصادياً، ومحطة الضبعة النووية، إلى جانب قربها من الحدود الاستراتيجية مع دولة ليبيا (تقع عند بلدة النجيلة على مسافة 70 كيلومتراً غرب مدينة مرسى مطروح).
وتقع القاعدة على امتداد ساحل البحر المتوسط على مساحة تزيد على 10 ملايين متر، وتضم 74 منشأة إضافة إلى مهبط طائرات ملحق به قاعة لاستقبال كبار الزوار وعدد من ميادين التدريب ومركز للعمليات مزود بأحدث المنظومات وآخر للتدريبات المشتركة فضلاً عن رصيف حربي بطول 1000 متر وعمق 14 متراً، وعدد من الأرصفة التجارية بطول 2200 متر وعمق 17 متراً وبرج لمراقبة الميناء بارتفاع 29 متراً وحاجزين للأمواج بطول 3650 متراً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وخلال مراسم الافتتاح، قال الفريق أحمد خالد، قائد القوات البحرية المصرية، إن قاعدة 3 يوليو "قلعة جديدة بقدرة جديدة تضاف إلى القدرات المتنامية في إطار برنامج تحديث شامل للقوات المسلحة، ضمن الرؤية الاستراتيجية للقيادة لتطوير القوات المسلحة"، معتبراً إياها "رسالة سلام وتنمية في المنطقة بالكامل".
وبحسب الفريق خالد، فقد كان "التحدي كبيراً والمتابعة الدقيقة والمستمرة حافزاً وداعماً لنا. وكان عامل الوقت والدقة والجودة وحسن إدارة الموارد عنصراً حاكماً في تنفيذ خطة التطوير الشامل للقوات المسلحة، وظهر ذلك من خلال إنشاء 5 قواعد جديدة ووحدات بحرية ذات قدرات كبيرة لتنفيذ المهام المختلفة والحرص على نقل التكنولوجيا والخبرة".
#المتحدث_العسكرى :
— المتحدث العسكري (@EgyArmySpox) June 30, 2021
قاعدة (3 يوليو) البحرية بمنطقة جرجوب pic.twitter.com/plNWbbl07I
وفيما يتواكب افتتاح القاعدة مع اتفاقيات أبرمت حديثاً بشأن شرق البحر المتوسط وهي منطقة تضم احتياطات واعدة للنفط والغاز، نفذت القوات البحرية، اليوم السبت، المناورة "قادر 2021" بالتزامن مع افتتاح "3 يوليو"، وهدفت المناورة، وفق ما أعلن المتحدث باسم الجيش المصري، غريب عبد الحافظ، لمجابهة التحديات والتهديدات الموجودة حالياً في المنطقة من ضمنها حماية المصالح الاقتصادية المصرية، وحماية وتأمين خطوط الملاحة العالمية، ودور مصر في حماية أمن الملاحة في شرق وجنوب شرق البحر المتوسط، موضحاً، أن "القوات البحرية المصرية تمتلك قوة متطورة تمكنها من ردع كل من تسول له نفسه تهديد مصالحنا القومية في ظل التهديدات والتحديات غير المسبوقة المحيطة بالدولة المصرية".
قواعد عسكرية عملاقة
منذ تولي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، يقول مسؤولون عسكريون، إن الدولة المصرية عملت على تعزيز وبناء "قوة شاملة" تستهدف تثبيت أركانها وتعزيز القدرات المصرية في كافة المجالات والقطاعات ضمن الاستراتيجية المصرية 2030، بينها تطوير وتحديث القوات المسلحة المصرية، وتعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية لتكون حائط الحصن المنيع ضد أي تهديدات يمكن أن تتعرض لها الدولة.
وعلى مدار السنوات الماضية، دخلت الخدمة قاعدتان عسكريتان، صنفهما المسؤولون في البلاد، على أنهما من بين "الأحدث في المنطقة"، وهما قاعدتا محمد نجيب وبرنيس.
ففي يوليو (تموز) 2017، وبالتزامن مع احتفالات ثورة 23 يوليو 1952، دخلت قاعدة محمد نجيب العسكرية المصرية، الواقعة بمدينة الحمام في محافظة مطروح (شمال غرب)، الخدمة كأكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وتضم قاعدة محمد نجيب العسكرية 1155 منشأة حيوية، و72 ميداناً تدريبياً، وقاعة مؤتمرات كبرى، وعدداً كبيراً من ميادين الرماية، وسكن الضباط وضباط الصف، وهدف إنشائها لحماية الحدود الغربية المصرية ومشروع الضبعة النووي وردع التهديدات الإرهابية.
واشتملت الإنشاءات فيها على إعادة تمركز فوج لنقل الدبابات يسع نحو (451) ناقلة حديثة لنقل الدبابات الثقيلة من منطقة العامرية، كذلك إعادة تمركز وحدات أخرى من منطقة كينج مريوط ليكتمل الكيان العسكري داخل القاعدة.
وبعد نحو عامين ونصف من افتتاح قاعدة محمد نجيب، دخلت قاعدة "برنيس" العملاقة الخدمة في يناير (كانون الثاني) 2020، وهي تلك القاعدة الواقعة في جنوب البحر الأحمر، ومهمتها الأولى حماية وتأمين السواحل المصرية الجنوبية.
وفي افتتاحها، قال المسؤولون العسكريون، إن من بين مهام "برنيس" حماية الاستثمارات الاقتصادية والثروات الطبيعية، ومواجهة التحديات الأمنية في نطاق البحر الأحمر، وتأمين حركة الملاحة العالمية بالبحر الأحمر، حيث تضم قاعدة جوية وقاعدة بحرية متطورة، والعديد من ميادين الرماية، وتشمل مستشفى عسكرياً ورصيفاً بحرياً. وأقيمت على مساحة 150 ألف فدان، على طول سواحل البحر الأحمر وعدت الأكبر على البحر الأحمر.