يجري قادة بلدان مجموعة دول الساحل الأفريقي الخمس محادثات، الجمعة، التاسع من يوليو (تموز)، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بينما لم تعطِ فرنسا أي تفاصيل حول خفض عديد قواتها العسكرية في المنطقة، إذ لا يزال تهديد المتطرفين على حاله.
وحده رئيس النيجر، محمد بازوم، سيحضر إلى باريس، بينما يشارك نظراؤه من تشاد ومالي وبوركينا فاسو وموريتانيا عبر المؤتمر المرئي، في لقاء مرتقب جداً يعقد بشيء من التكتم، إذ إن فرنسا لم تنشر سوى بعد ظهر الخميس برنامج المحادثات، من دون أي تعليقات أخرى.
إنهاء عملية "برخان"
وبعد مشاركة كثيفة استمرت ثماني سنوات مع كلفة هائلة ومقتل 50 عسكرياً فرنسياً، أعلن ماكرون في يونيو (حزيران) انتهاء عملية "برخان" قريباً مع خفض عديد قوات بلاده، البالغ عددها حالياً 5100 عسكري، وإغلاق قواعد عسكرية وإعادة هيكلة مكافحة الحركات المتطرفة مع شركاء أوروبيين.
وباغت الإعلان الدول الأفريقية، مع أن باريس تحدثت مرات عدة عن احتمال حصول انسحاب. ويتطلع الشركاء الأفارقة إلى معرفة المزيد من التفاصيل حول هذه العملية التي قد تعدل بشكل كبير موازين القوى بين الجيوش النظامية والمتطرفين المرتبطين بتنظيمي القاعدة و"داعش".
وذكرت صحيفة "نوفيل أوريزون" في باماكو الخميس، أن "الرئيس إيمانويل ماكرون سيعرض كل شيء غداً"، فيما رأت "اوجوردوي أو فاسو" في واغادوغو أن القمة "ستشكل فرصة لوضع النقاط على الحروف".
ضبط المنطقة الصحراوية
مبدئياً، سيُخفض عديد القوات الفرنسية تدريجاً للوصول إلى 3500 عنصر في غضون سنة، ثم إلى 2500 بحلول 2023، وفق ما أفاد مصدر مطلع على الملف وكالة الصحافة الفرنسية. وسيتم الإبقاء على الوحدات الخاصة في قوة "سابر" الفرنسية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي هذه المنطقة الصحراوية الشاسعة المهملة عموماً من السلطات المركزية، يجب أن تتولى جيوش القوة المشتركة لمجموعة دول الساحل الخمس جوانب مكافحة الحركات المتطرفة، إلا أن قلة من المراقبين تعتبر أنها قادرة على ذلك.
وأوضح مصدر يعمل مع القوة المشتركة في باماكو، "لم تعطِ القوة المشتركة الكثير من النتائج. وصول التشاديين (كتيبة نشرت قبل فترة قصيرة في منطقة المثلث الحدودي) هي الوحيدة الناجحة فعلياً. أما البقية فتعمل بفوضى بسبب النقص في الوسائل والإرادة أحياناً".
في المقابل تواصل الحركات المتطرفة فرض نفسها، إذ توسعت باتجاه غينيا جنوباً، مكبدةً القوات المسلحة والمدنيين خسائر كبيرة.
وعلى الرغم من ذلك، ستحاول باريس إقناع شركائها بنجاعة مشروعها الأوروبي. فهي تعول كثيراً على قوة "تاكوبا" الخاصة المؤلفة من قوات نخبة مكلفة تدريب الوحدات المالية على القتال، وباتت تضم الآن 600 عنصر نصفهم من فرنسا، فضلاً عن إستونيا وتشيكيا والسويد وإيطاليا.
الاضطراب السياسي
وفي الجانب الأفريقي، يلف عدم اليقين النسبي بعض الأوضاع السياسية.
ففي تشاد، حل محمد إدريس ديبي إتنو البالغ 37 سنة مكان والده، الذي قتل على جبهة القتال في أبريل (نيسان)، وذلك من دون مراعاة الدستور ومع دعم سريع من فرنسا. وفي مالي، نفذ الجيش انقلابين في أقل من سنة، ما دفع باريس مجدداً إلى تعليق تعاونها العسكري الذي عادت واستأنفته قبل فترة وجيزة من دون أي تفسير يذكر.
وقد تطرح خلال محادثات الجمعة أيضاً مسألة التفاوض مع المجموعات المسلحة الذي تتمناه دول أفريقية عدة. إلا أن باريس تستبعد الحوار مع الكوادر العليا المرتبطة بقيادات تنظيمي "داعش" و"القاعدة".
وبالتزامن تزور وزيرة الجيوش الفرنسية، فلورانس بارلي، الجمعة، الولايات المتحدة، لتلتقي نظيرها لويد أوستن، الذي يفترض أن يؤكد استمرار دعم واشنطن في المنطقة مع عمليات إمداد جوية ونقل لوجيستي ومعلومات استخباراتية.