يبدأ موسم إفصاحات الشركات يوم الثلاثاء 13 يوليو (تموز)، بإعلانات بنوك ومؤسسات مالية أميركية كبرى أرقام وبيانات أدائها خلال الربع الثاني من العام، وبالتالي إجمالي عائداتها وأرباحها للنصف الأول من 2021. وتتوقع الأسواق نتائج جيدة للشركات الكبرى، خصوصاً تلك التي تستفيد من الانتعاش الاقتصادي بعد أزمة وباء كورونا.
وقدر المحللون أن ترتفع معدلات العائدات للشركات المسجلة على مؤشر "إس أند بي" للشركات الـ 500 الكبرى بنسبة 65 في المئة، وأرجعوا ذلك الارتفاع الهائل إلى أنه مقارنة مع الربع الثاني من العام الماضي، عام الوباء، حين كانت الإغلاقات في أغلب اقتصادات العالم للوقاية من انتشار الوباء.
إفصاحات شركات كبرى
ويبدأ القطاع المالي أول أسبوع الإفصاحات، إذ تعلن "غولدام ساكس" و"جيه بي مورغان" بياناتهما المالية للربع الثاني الثلاثاء، يليهما الأربعاء "بنك أوف أميركا" و"سيتي غروب" وشركة "ويلز فارغو" و"بلاك روك"، ثم في اليوم التالي "مورغان ستانلي" و"يو إس بنكورب". كما يشهد الأسبوع المقبل إفصاحات شركات كبرى من خارج القطاع المالي مثل "بيبسي كو" و"إنفوسيس ودلتا إير".
وبحسب توقعات شركة "ريفينيتيف" لتحليل بيانات السوق، فمن المرجح أن تشهد الشركات التي تتعامل مع المستهلكين عموماً أكبر زيادة في عائداتها وأرباحها، وتقدر "ريفينيتيف" ارتفاع العائدات لذلك القطاع بنسبة 271 في المئة، كما تتوقع أن ترتفع عائدات شركات الطاقة بنسبة 225 في المئة وعائدات شركات مواد التصنيع بنسبة 115 في المئة، أما شركات التكنولوجيا فتتوقع "ريفينيتيف" أن تكون الأقل في معدل ارتفاع العائدات بنسبة 31.6 في المئة.
وتنتظر الأسواق الأسبوع المقبل صدور بيانات مبيعات التجزئة وأرقام مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة لشهر يونيو (حزيران) الماضي، وكذلك في بريطانيا التي تشهد أيضاً صدور أرقام سوق العمل لشهر مايو (أيار)، ومؤشرات أخرى على الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني. وفي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تنتظر الأسواق صدور أرقام مبيعات التجزئة في الصين، وكذلك القراءة الأولى لنمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني، وتتوقع الأسواق أن يكون معدل نمو الاقتصاد الصيني عند ستة في المئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أسبوع مضطرب
وكانت الأسواق الرئيسة في "وول سريت" بنيويورك أنهت الأسبوع الماضي على ارتفاع مؤشراتها للأسبوع الثالث على التوالي من المكاسب، على الرغم من اضطراب أداء الأسواق خلال الأسبوع وهبوطها بشدة يوم الخميس، لكن الأسواق ارتفعت بقوة يوم الجمعة في آخر تعاملات الأسبوع متجاهلة حتى الأمر التنفيذي الذي وقعه الرئيس الأميركي جو بايدن بوضع حد لحجم الشركات، ويُعتبر القرار بداية لحملة على الشركات الكبرى للحيلولة من دون هيمنتها على السوق، خصوصاً شركات التكنولوجيا الكبرى مثل "أمازون" و"أبل" و"غوغل" و"مايكروسوفت".
لكن أكثر ما دفع السوق نحو التحسن هو أداء سوق السندات وانخفاض العائد على سندات الخزانة متوسطة الأجل إلى نسبة 1.28 في المئة، بعدما كانت عند نسبة تفوق 1.4 في المئة الأسبوع السابق. وتعد سندات الخزانة لمدة 10 سنوات مؤشراً رئيساً لحركة سوق السندات، ومع انخفاض العائد عليها ارتفعت أسعارها، وتتحرك مؤشرات الأسهم غالباً عكس حركة العائد على السندات، مما دفع مؤشرات أسواق الأسهم لأعلى.
وما زاد من اضطراب الأسواق الأسبوع الماضي أيضاً هو اهتزاز ثقة المستثمرين في قوة وسرعة التعافي الاقتصادي في ظل أخبار وباء كورونا في كثير من الدول، وخشية الأسواق من عودة الإغلاقات للاقتصادات مرة أخرى، على الرغم من التوسع في استخدام لقاحات فيروس كورونا.
كان مؤشر "داو جونز" للشركات الصناعية الأعلى ارتفاعاً ليوم الجمعة بنسبة 1.3 في المئة، بينما ارتفع مؤشر "إس أند بي" بنسبة 1.1 في المئة، أما مؤشر "ناسداك" لشركات التكنولوجيا فأضاف 1 في المئة يوم الجمعة.
أسواق متفائلة
وفي تعاملات نهاية الأسبوع في الأسواق الرئيسة الأخرى كانت الأسواق الأوروبية الأكثر تتبعاً لخطى المؤشرات الأميركية، فقد ارتفع مؤشر "ستوكس يوروب 600" يوم الجمعة بنسبة 1.3 في المئة، بعدما انخفض يوم الخميس بنسبة 1.7 في المئة، أما أسواق آسيا فظلت في أغلبها منخفضة، إذ فقد مؤشر "كوسبي" في كوريا الجنوبية نسبة 1.1 في المئة، وانخفض مؤشر "نيكي" في بورصة "وكيو" بنسبة 0.6 في المئة، ومؤشر "هانغ سنغ" في بورصة هونغ كونغ بنسبة 0.7 في المئة.
وفي المتوسط الأسبوعي، ارتفع مؤشر "إس أند بي" الأسبوع الماضي بنسبة 0.4 في المئة، وكذلك مؤشر "ناسداك" أضاف نسبة مماثلة عند 0.4 في المئة، أما مؤشر "داو جونز" فارتفع بنسبة 0.2 في المئة.
وعلى الرغم من استمرار المخاوف من ارتفاع معدلات التضخم التي قد تعززها أرقام مبيعات التجزئة وبيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة والاقتصادات الكبرى الأخرى الأسبوع المقبل، إلا أن الأسواق متفائلة بأداء الشركات في النصف الثاني من العام، مما يجعل المستثمرين يقبلون على شراء أسهمها.
ويتوقع أن يتركز اهتمام المستثمرين على شركات النمو وتوزيع العائدات مثل البنوك وشركات القطاع المالي وشركات الطاقة الكبرى.