فيما تستعد بريطانيا لرفع قيود مكافحة الوباء بشكل شبه كامل، قال رئيس الوزراء بوريس جونسون، الخميس، إن الأسوأ في جائحة فيروس كورونا سيكون وراء المملكة المتحدة إن التزم الناس الحذر، مشيراً إلى أن ذلك سيتيح لاقتصاد البلاد أن ينتعش.
وفي خطاب من وسط إنجلترا، قال جونسون "مع كل يوم يمر نبني جداراً أعلى من المناعة المكتسبة عبر اللقاحات، ومع كل يوم يمر يتعافى اقتصادنا ببطء وحذر وتفتح الشركات أبوابها".
لكن بيانات رسمية أن بريطانيا أظهرت تسجيل 48553 إصابة جديدة بكوفيد-19 اليوم الخميس و63 وفاة في غضون 28 يوما من ثبوت الإصابة.
وقفزت الأرقام مقارنة بأمس حيث تم تسجيل 42302 إصابة و49 وفاة.
وتتزايد الإصابات اليومية في بريطانيا منذ ما يزيد عن شهر لكن أحد أسرع برامج التطعيم في العالم أضعف فيما يبدو العلاقة بين الإصابات والوفيات.
كما أظهرت البيانات حصول 46.1 مليون شخص على الجرعة الأولى من اللقاح و35.3 مليون على الجرعتين.
الكمامات إلزامية في وسائل النقل بلندن
وكانت لندن أعلنت الأربعاء، أن وضع الكمامات سيبقى إلزامياً في وسائل النقل في المدينة على الرغم من رفع القيود القانونية التي فرضت لمكافحة الوباء بشكل شبه كامل اعتباراً من 19 يوليو في إنجلترا. وأكد جونسون الإثنين، أنه اعتباراً من ذلك التاريخ لن يكون التباعد أو وضع الكمامة إلزاميين، وإن كان يوصي بمواصلة استخدام الأقنعة في الأماكن العامة المغلقة والمزدحمة مثل النقل المشترك.
وانتقد علماء هذا القرار مشيرين إلى أخطار ظهور متحورات جديدة وعوارض "كوفيد-19" طويل الأمد لدى الشباب الذين لم يتم تطعيمهم بعد.
وقال رئيس بلدية لندن، صادق خان، إن "الخيار الأبسط والأكثر أماناً هو أن تحافظ الحكومة على الالتزام الوطني بوضع الكمامة في وسائل النقل العام"، مؤكداً أنه يرفض أن "يعرض للخطر سكان لندن والانتعاش في مدينتنا".
وسيضاف وضع الكمامة إلى شروط النقل على شبكة العاصمة البريطانية التي سيقوم عناصرها بتنفيذ "عمليات محددة الأهداف"، وسيرفضون السماح بدخول الذين لا يضعون كمامات إلا في حالات استثنائية، ويمكن أن يعاقب المخالفون بالطرد من شبكة النقل.
وقالت هيئة "ترانسبورت فور لندن" التي تدير الشبكة في العاصمة البريطانية، إن 212 ألف شخص منعوا من استخدام الشبكة قبل وضع كمامات العام الماضي، ومنع نحو 14 ألف شخص من الصعود إلى الطائرة وتم طرد حوالى 3200 شخص.
وقد تسبب فيروس كورونا بوفاة أكثر من 4 ملايين شخص في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2019، وتأكدت إصابة أكثر 188 مليوناً و347 ألف شخص بالفيروس منذ ظهوره، بحسب تعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى مصادر رسمية الخميس، 15 يوليو (تموز)، في الساعة 10:00 بتوقيت غرينتش.
وأعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسيس، الخميس، عن أمله بتعاون أفضل من الصين في التحقيق حول منشأ جائحة "كوفيد-19". وقال في إحاطة صحافية للمنظمة في جنيف، "نأمل بتعاون أفضل لكي نعرف حقيقة ما جرى"، مطالباً بإتاحة الوصول إلى البيانات الأولية كافة.
وتابع، "نطالب الصين بالشفافية والصراحة والتعاون، وندين للملايين ممن عانوا والملايين الذين قضوا نحبهم بمعرفة ماذا حدث".
ملبورن تدخل في إغلاق خامس
وفي أستراليا، ستُفرض في ملبورن، ثاني مدن البلاد، مساء الخميس، تدابير إغلاق للمرة الخامسة، وفق ما أعلنت السلطات المحلية، فيما تكافح الجزيرة لاحتواء تفشي عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا.
وهذه الإجراءات ستطبق في ولاية فيكتوريا بكاملها وعاصمتها ملبورن كما أعلن رئيس وزرائها دان أندروز.
ومن شأن هذا القرار أن يجعل عدد الأستراليين الخاضعين لتدابير صحية يصل إلى 12 مليوناً، أي نحو نصف سكان البلاد، إذ يخضع 5 ملايين من سكان سيدني منذ نهاية يونيو (حزيران) لإجراءات إغلاق أيضاً، وتعمل أستراليا حالياً لوقف انتشار المتحورة "دلتا" التي أصابت قرابة 1000 شخص في شهر واحد.
وقال أندروز إنه اتخذ قرار الإغلاق الخامس "بحزن"، لكنه شعر بأنه "ضرورة قصوى" لولاية فيكتوريا. وأضاف، "لا شيء عادلاً في هذا الوباء"، موضحاً أن 12 إصابة في الولاية استدعت إجراء اختبارات لـ 10 آلاف شخص.
وقال للصحافيين، "لدينا فرصة مرة واحدة فقط للعمل بسرعة وبشكل جيد. إذا انتظرتم، إذا ترددتم، إذا كانت لديكم شكوك، سيأتي وقت تنظرون فيه إلى الوراء وتقولون لأنفسكم إنه كان عليكم فعل المزيد في وقت أبكر".
وستدخل إجراءات الإغلاق حيز التنفيذ مساء الخميس وتستمر خمسة أيام، ولطالما أشيد بطريقة أستراليا في تعاملها مع الوباء والتي تعزى بجزء كبير إلى الإغلاق الصارم لحدود القارة الجزرية الضخمة، لكن حملة التلقيح بطيئة جداً لدرجة أن أقل من 10 في المئة من السكان تلقوا اللقاح.
الوفيات تزيد 43 في المئة خلال أسبوع في أفريقيا
قالت منظمة الصحة العالمية إن قارة أفريقيا سجلت زيادة نسبتها 43 في المئة في وفيات فيروس كورونا هذا الأسبوع مقارنة بالأسبوع الماضي مع ارتفاع الإصابات الجديدة وحالات دخول المستشفيات ومواجهة دول القارة نقصاً في أسطوانات الأوكسجين وأسرّة الرعاية الفائقة.
وأوضحت المنظمة الأربعاء أن معدل الوفيات في أفريقيا، أي نسبة الوفيات بين الإصابات المؤكدة بالمرض، يبلغ حالياً 2.6 في المئة مقابل متوسط عالمي يبلغ 2.2 في المئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت ، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا ماتشيديسو مويتي، إن "الوفيات ارتفعت بشكل كبير خلال الأسابيع الخمسة الماضية، وهذه علامة تحذيرية واضحة على أن المستشفيات في معظم الدول المتأثرة في طريقها للوصول إلى نقطة الانهيار".
وأضافت أن إصابات "كوفيد-19" في القارة الأفريقية ارتفعت على مدى ثمانية أسابيع متتالية، متجاوزة 6 ملايين يوم 13 يوليو. وأوضحت مويتي أن هذه الزيادة مدفوعة بالإجهاد العام جراء الإجراءات الصحية الرئيسة التي تستهدف كبح تفشي الفيروس، إضافة إلى زيادة انتشار سلالات جديدة للفيروس.
وقالت المنظمة إن أفريقيا تشهد أحد أسرع معدلات الإصابة في العالم، حيث أُضيف لعدد المرضى مليون مصاب آخرين الشهر الماضي. وذكر البيان، "هذه أقصر فترة زمنية حتى الآن أُضيف خلالها مليون مصاب جديد، والأمر استغرق ثلاثة أشهر للانتقال من 4 ملايين إلى 5 ملايين مصاب منتصف يونيو".
الصين تضيّق الخناق على غير المحصّنين
بات ملايين الصينيين مهددين بأن يصبحوا منبوذين من المجتمع في حال لم يتلقوا اللقاح المضاد لكورونا من خلال منعهم من الدخول إلى الجامعات والمستشفيات ومتاجر الأغذية، بحسب توجيهات تبنتها حوالى 20 منطقة في البلاد.
وأعطت الصين أكثر من 1.4 مليار جرعة من لقاحاتها المضادة لـ "كوفيد-19"، وتتوقع تلقيح ثلثي سكانها بحلول نهاية العام، لكن عدداً كبيراً من الصينيين غير مقتنعين باللقاح، فبعضهم يشكك في فعاليته والبعض الآخر يعتبر أنه من غير الضروري تلقيه بما أنه تمّت السيطرة على الوباء عملياً في البلاد.
إلا أن النسخة المتحوّرة "دلتا" الشديدة العدوى تتفشى في الدول المجاورة، وتحاول ولايات ومقاطعات عدة فرض التلقيح على سكانها، وهو نهج يمكن أن يبشر بتدابير ستُتخذ على المستوى الوطني.
وفي مقاطعة يونان جنوب غربي البلاد، أعلنت مدينة تشوشيونغ (510 آلاف) مساء الأربعاء، أن كل المواطنين الذين تتجاوز أعمارهم 18 عاماً ينبغي عليهم تلقي جرعة واحدة على الأقل قبل 23 يوليو.
وحذرت رئاسة البلدية من أن المتعنتين "لن يُسمح لهم بدخول الأماكن العامة مثل المستشفيات ودور المسنين والمدارس والمكتبات والمتاحف والسجون ووسائل النقل المشترك"، وبعد شهر سيُسمح فقط للأشخاص الذين تلقوا جرعتين بالدخول إلى هذه الأماكن.
وفي مقاطعة هينان (وسط)، هددت ولاية تيانخه من جهتها بصرف موظفين غير ملقحين بحلول الـ 20 من يوليو، وفق ما جاء في بيان نُشر الإثنين.
وانتقدت هذه التدابير المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب ناشط على موقع "ويبو"، "أولاً قالوا لنا إن التلقيح اختياري والآن أصبح إجبارياً". وقال ناشط آخر، "تلقيت للتو جرعتي الثانية، لكن هذه السياسة أقرب إلى الظلم".
وفي الأشهر الأخيرة، حاولت مدن عدة استخدام القوة الناعم لإقناع الصينيين بتلقي اللقاح، مقدمين في بعض الأحيان قسائم شراء أو حتى بيضاً طازجاً مقابل أخذ اللقاح.
حصيلة وفيات قياسية في روسيا
سجلت روسيا الخميس 791 وفاة مرتبطة بفيروس كورونا، وهو أكبر عدد مؤكد للوفيات في يوم واحد منذ بدء الجائحة، واليوم الثالث على التوالي الذي تسجل فيه الوفيات ارتفاعاً قياسياً.
وتواجه روسيا زيادة في الإصابات أنحت السلطات باللوم فيها على سلالة "دلتا" الأشد عدوى، مع بطء وتيرة التطعيم.
وأعلن فريق العمل المعني بمكافحة فيروس كورونا أيضاً تسجيل 25293 إصابة جديدة في أنحاء البلاد خلال الساعات الـ 24 الماضية.
سكان رانغون يبحثون عن الأوكسجين في الشوارع
في رانغون، كبرى مدن ميانمار، يتحدى السكان حظر التجول العسكري في مسعى يائس لتأمين الأوكسجين لأقربائهم المصابين بـ "كوفيد-19"، في وقت يتفشى الوباء على نطاق واسع في البلاد التي تخشى تكرار سيناريو الهند.
وتغرق البلاد في الفوضى منذ أن استحوذ الجيش على الحكم في الأول من فبراير (شباط)، وبدأ حملة قمع عنيفة ضد المعارضين أسفرت عن أكثر من 900 قتيل وأنهكت الاقتصاد.
وفجر الأربعاء، وقف مئات الأشخاص في طابور على أمل التمكن من ملء قوارير زرقاء كبيرة بالأوكسجين لإنقاذ حياة أفراد من عائلاتهم مصابين بالمرض، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة الصحافة الفرنسية.
وأُنشئت محطات للتعبئة في كل أنحاء المدينة خلال الأيام الأخيرة، ويتم تحديث مواقعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعضها يقدم الخدمة بشكل مجاني فيما البعض الآخر يطلب ثلاثة يوروات مقابل ملء قارورة بحجم 40 ليتراً، ويستيقظ بعض السكان خلال الليل لحجز مكان جيد لهم في طوابير الانتظار.
وقال ثان زاو وين أثناء مغادرته أحد طوابير الانتظار، "شقيقتي تعاني كوفيد-19 منذ ثلاثة أيام، وتلقت العلاجات الطبية في المنزل، وعانت كثيراً يوم أمس لأنها لم تتمكن من التنفس". وأضاف، "لكن ابنة أختي اتصلت بي للتو لأعود إلى المنزل لأن شقيقتي توفيت".
وسجلت ميانمار أكثر من 6 آلاف إصابة جديدة الأربعاء، مقابل أقل من 50 في اليوم مطلع مايو (أيار). وفي رانغون حيث يعيش 7 ملايين نسمة، وفي ماندالاي ثاني مدن البلاد فرضت تدابير إغلاق، لكن الحصيلة تواصل الارتفاع وتتحرك فرق متطوعين لنقل جثث الضحايا الذين يتوفون في المنازل.
وتؤكد المجموعة العسكرية ألا داعي للهلع، وعنونت صحيفة "غلوبل نيو لايت أوف ميانمار" الرسمية الثلاثاء، "في الواقع لدينا ما يكفي من الأوكسجين". وقال رئيس المجموعة العسكرية الجنرال مين أونغ هلاينغ، إنه "لا ينبغي على الناس أن يقلقوا إلى هذه الدرجة ولا يجب أن ينشروا الإشاعات".
كما أن حملة التلقيح بطيئة للغاية، وحتى اليوم تم تلقيح أقل من مليوني شخص في هذا البلد البالغ سكانه 54 مليون نسمة، ويتوقع أن تتلقى ميانمار 6 ملايين جرعة من اللقاحات المضادة لـ "كوفيد-19" من الصين بحلول الشهر المقبل، إلا أن هذا الموعد متأخر جداً بالنسبة للأشخاص الذين يكافحون من أجل التنفس.
ماليزيا ستتوقف عن استخدام "سينوفاك"
قال وزير الصحة الماليزي أدهم بابا، الخميس، إن بلاده ستتوقف عن استخدام لقاح "سينوفاك" الصيني في حملات التطعيم بمجرد انتهاء الكميات الموجودة لديها، إذ إن لديها إمدادات كافية من اللقاحات الأخرى لبرنامج التطعيم.
وذكر بابا خلال مؤتمر صحافي أن ماليزيا ستستخدم لقاح "فايزر" على نحو متزايد، وحصلت الدولة الواقعة جنوب شرقي آسيا على 12 مليون جرعة من لقاح "سينوفاك" حتى الآن، وهي كمية كافية لتطعيم 18.75 في المئة من السكان.
نصف مليون جرعة لقاح من واشنطن لعمّان
بدأت الولايات المتحدة الخميس شحن نصف مليون جرعة من لقاح "فايزر" المضاد لفيروس كورونا إلى الأردن ضمن جهودها العالمية لمواجهة الفيروس، وفق ما أفاد مسؤولون.
وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "500 ألف جرعة من لقاح فايز بدأ شحنها من الولايات المتحدة إلى الأردن وستصل السبت".
وبحسب المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، يتم إرسال هذه الجرعات بترتيب مباشر بين الولايات المتحدة والأردن، وليس عبر الآلية العالمية لتأمين لقاحات للدول الفقيرة "كوفاكس".
وفي إشارة إلى ما يبدو أنه منافسة دبلوماسية بين الولايات المتحدة وروسيا والصين في ما يتعلق باللقاحات، قال المسؤول "نحن نشارك هذه اللقاحات ليس لتأمين خدمات أو الحصول على تنازلات، نفعل هذا بهدف وحيد هو إنقاذ الأرواح".
وإضافة إلى تقديم 80 مليون جرعة من لقاح "كوفيد-19" لدول أجنبية توزع عبر "كوفاكس"، تعهدت واشنطن بتقديم 2 مليار دولار لهذا البرنامج، وتخطط كذلك لشراء 500 مليون جرعة من لقاح "فايزر" لمصلحة الاتحاد الأفريقي و92 دولة فقيرة.