أصدر مركز بيو للأبحاث تقريره عن أداء قنوات الكيبل الأميركية العام الماضي، الذي شهد فيه العالم انتشار وباء كورونا. واستندت نتائج التقرير، الذي صدر، الثلاثاء، إلى الأرقام والبيانات الرسمية حول نسب المشاهدة والعائدات والأرباح طبقاً للإفصاحات المالية للشركات المالكة للقنوات وأيضاً الأرقام الرسمية الحكومية.
ويستخدم وصف "قنوات الكيبل" في الولايات المتحدة لمجموعة من القنوات التلفزيونية الأميركية الرئيسة، التي تُبث عبر خدمات الكيبل للمنازل الأميركية المشتركة في الخدمة من مورديها، وتأتي في مقدمة قنوات الكيبل "فوكس نيوز"، تليها قناتا "سي أن أن" و"أم أس أن بي سي".
وبحسب تقرير مركز بيو مثلت تلك القنوات الرئيسة المصدر الرئيس للأخبار والمعلومات للجمهور الأميركي العام الماضي، الذي شهد وباء كورونا والانتخابات الرئاسية التي أثارت جدلاً غير مسبوق، وزادت أعداد المشاهدين للقنوات الثلاث في فترات الذروة، وفي فترات البث النهاري على السواء، بالتالي ارتفعت العائدات المالية للشبكات الثلاث بشكل كبير.
وتقاس أعداد ونسب المشاهدة في الولايات المتحدة، خصوصاً قنوات الكيبل، باستخدام أنظمة متوافرة لتحديد عدد أجهزة التلفزيون المفتوحة على قناة معينة في وقت بث برامج معينة لفترة زمنية محددة. وتحدد فترة الذروة للبرامج الإخبارية من الثامنة مساء إلى الحادية عشرة مساء.
زيادة المشاهدة
وبحسب البيانات، التي اعتمدها تقرير بيو، من شركة "كومسكور تي في إيسنشيال"، ارتفعت نسب المشاهدة في أوقات الذروة المسائية لقناة "سي أن أن" 72 في المئة، ليقفز عدد المشاهدين إلى 1.8 مليون في عام الوباء، مقارنة مع 1.05 مليون في 2019.
أما "فوكس نيوز"، وهي الأعلى من حيث أعداد المشاهدين، فزاد عدد متابعيها في 2020 بنسبة 61 في المئة، مقارنة مع العام الذي سبقه ليصل إلى 3.08 مليون في أوقات الذروة المسائية، مقابل 1.92 مليون في 2019.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وارتفع عدد مشاهدي قناة "أم أس أن بي سي" 28 في المئة العام الماضي، ليصل إلى 1.6 مليون مشاهد في أوقات الذروة المسائية، مقارنة مع 1.3 مليون خلال 2019.
وبالنسبة إلى فترة البث النهاري (من السادسة صباحاً إلى السادسة مساءً)، فارتفع عدد المشاهدين لقنوات الكيبل الرئيسة بشكل عام.
ويضيف التقرير، أن قناة "نيوز ماكس"، وهي أصغر نسبياً من القنوات الثلاث الكبرى، برزت بقوة في عام الوباء، خصوصاً مع أخبار الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها المرشح الديمقراطي جو بايدن على الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترمب.
ولأن 2020 كان أول عام تتوافر فيه للباحثين في مركز بيو بيانات المشاهدة للقناة، فلم تذكر نسبة ارتفاع عدد المشاهدين. لكن متوسط عدد مشاهدي "نيوز ماكس" العام الماضي كان عند 115 ألفاً.
ارتفاع العائدات والأرباح
مع زيادة اعتماد الجمهور على قنوات الكيبل كمصدر رئيس للمعلومات في عام كورونا والانتخابات الرئاسية المثيرة العام الماضي، تحسنت الأوضاع المالية للقنوات الثلاث الرئيسة بشكل بسيط.
وبحسب أرقام شركة "كيغان"، وهي مجموعة أبحاث الإعلام في "أس أند بي غلوبال ماركيت إنتليجنس"، زادت عائدات القنوات الثلاث في 2020 بنسب ما بين 3 و5 في المئة في المتوسط. ووصلت مكاسب "فوكس نيوز" إلى نحو 2.9 مليار دولار، وعائدات "سي أن أن" إلى 1.7 مليار دولار، أما قناة "أم أس أن بي سي" فحققت نحو 1.1 مليار دولار.
وتعتمد عائدات قنوات الكيبل على مصدرين رئيسيين، هما الإعلانات وبيع المحتوى الخاص بها. وفي العام الماضي تراجعت الأرباح من بيع المحتوى بشكل طفيف، بنسب تتراوح ما بين 1- و3- في المئة.
في المقابل ارتفعت عائدات مبيعات الإعلانات للقنوات الثلاث الرئيسة العام الماضي بنسب تتراوح ما بين 9 و12 في المئة. أما القناة الأصغر، "نيوز ماكس"، فحققت من إعلانات عام 2020 نحو 26 مليون دولار، بينما كانت العائدات من بيع المحتوى صفراً.
وهكذا، ارتفعت أرباح القنوات الرئيسة الثلاث لعام 2020 بنسب تتراوح ما بين 6 و7 في المئة. أما "نيوز ماكس" فحققت أرباحاً وصلت إلى 1.5 مليون دولار.
ولم تشهد استثمارات القنوات الثلاث الرئيسة في عملياتها، خصوصاً غرف الأخبار، تغيراً كبيراً في عام 2020. فبينما ظلت استثمارات "سي أن أن" في غرفة الأخبار كما هي العام الماضي، تراجعت استثمارات "فوكس نيوز" أربعة في المئة تقريباً.
أما قناة "أم أس أن بي سي" فزادت استثماراتها في غرفة الأخبار 3 في المئة، واستثمرت "نيوز ماكس" 28 مليون دولار في غرفة الأخبار العام الماضي.
وبحسب أرقام مكتب إحصاءات العمل الأميركي، كان عدد العاملين في غرف أخبار قنوات الكيبل العام الماضي عند 2700 ما بين مراسلين ومحررين ومصورين. وكان ذلك العدد في عام 2017 عند 2900 تقريباً يعملون في الأخبار. كما لم تشهد أجور ورواتب العاملين في غرف الأخبار تغيرات كبيرة العام الماضي مقارنة مع 2018.