قتل متظاهران بالرصاص خلال احتجاجات على شح المياه في الأهواز جنوب غربي إيران التي يضربها الجفاف، وفق وسائل إعلام رسمية، بينما ألقى مسؤولون باللوم على "انتهازيين ومثيري شغب".
وذكر ناشطون أن مصطفى نعيماوي (30 سنة) وقاسم خضيري (17 سنة) قتلا بسبب إطلاق النار.
وذكر موقع منظمة حقوق الإنسان في إيران أن قاسم خضيري قتل برصاص قوات الأمن بعد نقله إلى المستشفى.
ولم يرد تأكيد من قوى الأمن والقضاء الإيراني بشأن القتيلين، لكن المشرف على مقر حاكم مدينة الفلاحية أميد صبري بور، قال، إن مصطفى نعيماوي قتله "المشاغبون".
وأعلن لوكالة الطلبة الإيرانيين "إيسنا"، اعتقال المتورطين، لكنه ذكر لوكالة الأنباء الإيرانية "أرنا"، أن قوى الأمن تسعى إلى التعرف على القتلة.
وأضاف صبري بور:"تجمع عدد من أبناء شادغان للاحتجاج على نقص المياه بسبب الجفاف، وقتل انتهازيون ومشاغبون خلال ذلك أحد المتظاهرين".
وقالت وكالة "فارس" التابعة للحرس الثوري، إن قاسم خضيري من منتسبي قوات التعبئة، وإنه قتل برصاص مجهولين.
وكانت وسائل إعلام إيرانية ذكرت، الجمعة، أن احتجاجات اندلعت في شوارع عدد من المدن في إقليم الأهواز خلال الليل، بسبب نقص حاد في المياه في جنوب غربي البلاد الغني بالنفط، إذ تواجه إيران أسوأ جفاف منذ 50 عاماً.
وأظهرت مقاطع نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي محتجين يضرمون النار في إطارات لإغلاق طريق، وشوهدت قوات أمن تحاول تفريق الحشود، وتردد دوي بعض الطلقات النارية.
وردد المحتجون شعارات تتهم السلطات بسرقة المياه من الإقليم الذي تقطنه غالبية عربية إلى الأقاليم الفارسية منها إصفهان ويزد.
وذكرت "رويترز" أنه لم يتسنَ التحقق من صحة المقاطع المصورة على نحو مستقل.
في هذه الأثناء، دعت وزارة الخارجية الأميركية السلطات الإيرانية إلى الامتناع عن قمع المتظاهرين.
وقالت الخارجية الأميركية في بيان إنه "إذا استطعنا العودة للاتفاق النووي فسنبني عليه ضمن مقاربة شاملة للتعامل مع مصادر القلق"، داعية الحكومة الإيرانية إلى "إحلال السلام في أفغانستان" و"الانخراط في تسوية الأوضاع فيها".
نقص المياه
وقال محتج مسن، في مقطع مصور نشره موقع (عصر جنوب) الإلكتروني المحلي، "ينبغي أن ينشر التلفزيون الرسمي ما نقوله، وأن ينشر صوراً للجاموس النافق بسبب نقص المياه".
وفي مايو (أيار) حذر وزير الطاقة الإيراني رضا أردكانيان من نقص المياه خلال فصل الصيف، قائلاً إن هذا العام سيكون "أحد أكثر الأعوام جفافاً منذ 50 عاماً".
احتجاجات متعددة
وأدى نقص المياه إلى انقطاع الكهرباء، ونظم محتجون مسيرات في عدة مدن في الأسبوع الماضي. وخلال بعض الاحتجاجات صب الناس جام غضبهم على الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، وهتفوا "الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي".
وفي الأسابيع الماضية نظم عمال في قطاع الطاقة المهم احتجاجات، مطالبين بتحسين الأجور وأوضاع العمل في حقول الغاز الجنوبية، وبعض مصافي النفط في المدن الكبيرة.
واحتجاجات العمال وأرباب المعاشات مستمرة منذ شهور مع تنامي الاستياء بسبب تدهور اقتصاد تجاوز معدل التضخم فيه 50 في المئة وارتفاع البطالة، بينما اشتكى بعض العمال من عدم دفع أجورهم.
خلية وطنية للأزمة
ولمعالجة الأزمة، أرسلت الحكومة الإيرانية، الجمعة، فريق عمل يضم مسؤولين كباراً إلى الأهواز، الإقليم الغني بالنفط في جنوب غرب البلاد وعهدت إليهم "المعالجة الفورية" لمشكلة شح المياه التي أثارت سخط المواطنين في هذه المنطقة.
وأفادت وكالة "تسنيم" للأنباء أنه "اثر شح المياه، نظم الناس تجمعات" في بعض المدن.
وأضافت الوكالة أن النائب الأول لرئيس الجمهورية اسحق جهانغيري أرسل نواب وزراء الطاقة والزراعة والميزانية إلى الأهواز، العاصمة الإقليمية لخوزستان على بعد نحو 545 كيلومتراً جنوب غرب طهران، وهو ما أكده التلفزيون الإيراني الرسمي.
وأشارت "تسنيم" إلى أن فريق العمل يعمل تحت سلطة خلية للأزمة.