سيطر هاجس الخوف من الإصابة بفيروس كورونا على جميع التونسيين، وانحسرت الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتأثر قطاع التبرع بالدم، ما دعا الجهات المختصة إلى دق ناقوس الخطر.
صيحة خوف
وأطلق المركز الوطني لنقل الدم، صيحة خوف جراء النقص الفادح في مخزون الدم ومشتقاته، ما قد يجعله غير قادر على تلبية حاجيات المرضى.
وأكد حمادي العكاري، رئيس قسم جمع الدم والتحسيس في المركز الوطني لنقل الدم، أن الكمية المتبقية تكفي ليومين لا غير، وهو مخزون غير مسبوق في تاريخ تونس، ما بات يهدد حياة المرضى المحتاجين إلى الدم.
وأضاف العكاري، أن المركز سيضطر إلى اختيار من سيتمتع بالأولوية لتلقي الدم، بسبب هذا النقص، مشيراً إلى أن الحد الأدنى لاحتياطي مخزون الدم هو ما يكفي لخمسة أيام.
وأبرز أن هذا التراجع اللافت في مخزون المركز من الدم، الذي قدره بأكثر من 40 في المئة، يعود إلى خطورة تفشي الوباء، وعزوف المواطنين عن التبرع، بسبب التخوف من العدوى والإصابة بالفيروس.
سلامة المتبرعين
طمأن العكاري المتبرعين قائلاً، "لا خطر على المواطنين الراغبين في التبرع، مع احترام البروتوكول الصحي في كل مراكز جمع الدم، وأن كل الظروف مهيأة لتجنب تجمع الأشخاص"، مشدداً على أن عدداً من القاعات الإضافية هُيئت في المركز لجمع الدم.
وأضاف، "المركز اتخذ كل الإجراءات الضامنة لسلامة المتبرعين"، داعياً إلى الإقبال على التبرع من أجل إثراء المخزون الحيوي من الدم، بسبب الحاجة الملحة لعدد كبير من المرضى".
وأكد رئيس قسم جمع الدم والتحسيس في المركز الوطني لنقل الدم، أن هذا النقص يدعو إلى القلق، وقد يدفعنا إلى الاختيار بين المرضى الذين هم في حاجة إلى الدم، مناشداً التسجيل عن بعد، للحصول على موعد للتبرع بالدم من دون انتظار، وذلك عبر الموقع أو الصفحة الرسمية للمركز الوطني للتبرع بالدم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويمكن أن يتبرع بالدم كل شخص يتمتع بصحة جيدة ويتراوح عمره بين 18 و65 سنة، وتحتاج تونس سنوياً إلى أكثر من 220 ألف تبرع بالدم في الوضع الطبيعي، إلا أن جائحة كورونا دفعت مستشفيات عدة إلى تأجيل إجراء العمليات الجراحية، وتسخير كل جهودها لمجابهة وباء كورونا.
الإجراءات التي اتخذتها الدولة لمجابهة فيروس كورونا حين منعت التجمعات والتظاهرات الثقافية والشبابية والرياضية، وشددت على ضرورة العمل عن بُعد في قطاعات عدة، حالت دون تعزيز نشاط المراكز المتنقلة للتبرع بالدم، التي كانت تنشط ضمن الفعاليات الطلابية والأنشطة الثقافية والرياضية.
حركة استباقية
وأكد سلامة حميدة، مدير عام المركز الوطني لنقل الدم، أن الفِرق المتنقلة التابعة للمؤسسة، كانت تتنقل يومياً للتحفيز على التبرع بالدم، إلا أن جائحة كورونا حالت دون ذلك، بسبب الحجر الصحي العام والتخوف من العدوى.
وقلل حميدة من خطورة الوضع، معتبراً نداء المركز حركة استباقية تحسباً لأي طارئ خلال عطلة العيد، وتنامي الطلب على الدم من القطاعين العام والخاص، مضيفاً أن الدم هو مادة حيوية، ولا يمكن تخزينها لفترة طويلة.
وقال "المركز يقدم يومياً حوالى 250 كيساً من الدم إلى المرضى، وعليه لا بد من توفير مخزون يومي للاستجابة لكل الحاجيات".
تراجع بـ 14 ألف تبرع
وبخصوص الإقبال على التبرع بالدم، أكد أن سنة 2019 تعد سنة مرجعية، فقد بلغ عدد التبرعات بالدم 234 ألفاً، بينما تراجعت عام 2020، بحكم انتشار فيروس كورونا إلى 220 ألفاً، مشيراً إلى أن التبرع لفائدة العائلة يبلغ حوالى 65 في المئة من جملة التبرعات.
وبحكم النجاحات التي يحققها القطاع الطبي في تونس، من خلال عمليات زرع الكبد وزرع النخاع وزرع الكلى، وهي عمليات دقيقة تحتاج كميات كبيرة من الدم، أكد مدير عام المركز الوطني لنقل الدم، أن تونس تسعى للوصول إلى 280 ألف عملية تبرع في السنة، استجابة للحاجة المتزايدة إلى الدم.
ونوه حميدة بتفاعل التونسيين ومنظمات المجتمع المدني مع النداء الذي وجهه المركز، لافتاً إلى توافد عدد كبير من المتبرعين.